أريج محمد أحمد

أسمعُ همسَ البحرِ يُناجي وحدتَه في آخرِ الليل ويمدُ موجهُ يحتضنُ أوجاعَه ُ يدسُها في خاطرِ الأبدية قصيدة مِن ظمأ ... أسمعُ حديثَ النجمةِ لمرآتها تُعد نفسها مع الغروبِ عروساً ترتدي الضوءَ تُطفيء السوادَ لمعةً إثر أُخرى ولا يأتي الشاعرُ تكتبُ نفسَها نصاً على هامشِ الوعد قصيدة مِن خيانة ... أسمعُ...
أحياناً يُحتّم الحياء الرومانسى حقّ اللجوء البوحى إلى وسائل أخرى غير التصريح المباشر، فيلجأ إلى الإيحاء على لسان القلم والنّص الشعرى... هكذا لجأت الشاعرة (أريج محمد) المقيمة بالسودان إلى حقِّ اللجوء الوجدانى لدولةِ القلم فى ديوانها: "منازل الوجد" _ فى دولةِ القلم ،...
يسرقُنا هذا الطريقُ الذي نظن انه يقاسمنا المشوار وتلك الشمس التي تمنح الضوء تقطعُ وريدَ أحلامِنا تأخذُ الأرض قطعاً مِن قلوبنا تغصُ بحملِها ونئنُ مِن وجع الغياب ماهذه الحياة في ظل طريق يغلفُ مشوارنا بالنقص وأحلام يطعنُها النّهار بالواقع وأرض تُشبع نهمها بالموت كئيبٌ جداً هذا اللون لون التبرير...
تخبرها الأيام بأن ما تبقى من أحلامها يشبه تماماً الزنبقة التي شربت ماء الملح من عين الرجاء ومازالت على قيد الحياة ولكن بلا عطر، وجديلة الشعر التي زركشها الأبيض بخيوط الفجر تبتهل في صمت لأن تعاود نثرها على مجرى النسمات فتبدو وكأنها موج من ليل يتوق لمعانقة وجه القمر فترده أصابعها في خجل ... ومن...
القصيدة التي كتبتها فيكِ أول مرة أودعتها قلبي كانت تزهر كل صباح على شرفتي وكنت أكتبك على الملأ حبيبتي بأحرف من عطرها وارسل الأثير كله بلا استثناء ليطبع على جبينك الوضاء قُبلتي محملة بالهمس دافئة ويزرع اللقاء وعدا أخضرا على تخوم مدينتك معلقٌ الى متى ومغلقٌ في وجه العناق طريقي اليكِ والريح وحدها...
حين تكون الأبجدية تترنح على ظهر السطور، تتراقص الحروف بين كفيك تغرد الطيور وتهطل السماء شذى العطور فاي كلمات تدونها أقلامك وبأي الفصول. وبين جحافل الحروف ربيع مزهر بورد الإبداع.. وسواقي تسيل من زيت محابرك تداعب جداول الكلمات يتساقط الوجد على أرصفة السطور ويتراقص الهمس بين كفيك ينهل من حروفك صبوة...
ياسيد اللغة الكامنة في تفاصيل جرحي امتداداً وعمقاً كلما هززتَ وتر العبارات يعاودني نزيفُ الكتابة اليك سأكتبُ لك نصاً يحتملُ قراءة نفاذ الضوء في عينٍ أدمتها هيمنة العتم وتاه عنها بريقُ النظرات ساعة الالتقاء فباتت مِن وجعٍ إلى فزع نصا ياسيد التفاصيل الموشومة بالرهق والضجر الحزين يكابدُ كتمانَ...
ها قد عاد الشتاءُ مجدداً هي الليالي نفسها والمشاوير خطواتها خاليةَ الوفاض مِن دفئك الكاذب تتصيدُ الدِّفء مِن النوافذ المُغلقة في وجه ندف الثلج المتراكمة على البلور ِ تسترقُ النظر تفحصتُ حصالتي كالعادة خالية إلا مِن صغار العملات مِعطفي القديم ثقيل نسيتَ يدك اليسرى على الكتفين...
قالت لهُ : أحبُ صوتَك العالي الذي يعيدني طفلة على مقاعد الدراسة المرصوصة على الرف العلوي من خِزانة العمر جسدُ الأنثى ثقيلٌ على أفراحي المؤجلة على ضحكاتي العابثة المختبئة تحت ابتسامات الخجل على أصابعي التي تفاجأت بأنها مافتئت تحاول الإمساك بلهب الشمعة على أقدامي الملطخة بوحل الخطوات الرصينة...
في شارع ترقص فيه شارات المرور وتنام الأشجار عن ظلها ليستحم بالضوء وقفت على مسافة من الواقع بقدر نهار يسكت فيه الضجيج الا من صوتك كنت وقتها انظر بعين الحب للوردي الذي يغمرني من غيمة ربيعية نسيتها السماء في ظروف استثنائية لم أنتبه إلى أن الساق الواحدة ليست بالضرورة سببا لعدم الرقص وأن قدر الوقوف...
ولا أوجع من انعكاس الروح على مرايا الإنتظار المخدوشة بدمع الاحتمالات *** ... ولا أوجع من رجع الصدى في زوايا الروح العارية من لغة الأشواق ... *** ولا أوجع من...
لن أهتم مجدداً بتفاصيل ذاك الجرح فقد باتت حادةً بما يكفي لذبح النور في حدقات الفرح لن أهتم مجدداً بالصهد الذي يُقرح أقدامَ المسافةِ، ويُدمي الشفاه بما يكفي لانتحار اللغةِ على مدارج البوح لن أهتم مجدداً بالنسمةِ العائدة من الضريح تحاصر الدواخل بالحريق تتهادى في جوف الناي مُتقطعة...
أحب ما نحنُ عليه مِن حيرةٍ وارتباكٍ للمعنى إذ ما المُدهش في الوضوحِ ؟ دعني نصاً مُعلقاً ما بين القافيةِ وجنونِ النثر ... تُرهقني كلمةُ أُحبُكِ نهايةَ كُلِ بوح ... وأُحلِقُ مع النقاطِ ... تلك الشاسعة المعنى أبياتاً بلا نهايات ... إن أعملنا فِكرنا قليلاً مابين النُقطةِ والأُخرى فسنطولُ...
كسريان الليل في أوردة المدينة ونخر المارة على ظهر الرصيف وكما تصحو المدينة فزعة من قبلة الشمس الأولى هكذا أنت تجتاحني بصخب العشق وتمرد الرغبة يتخللان مواطن أماني ... في القلب أنت نبضة حادة الوقع على أحلامي الغضة تُ ف ز ع ن ي ومشاعر تقف حيالها الحروف عاجزة ت خ ن ق ن ي من دق إسفينا في المنتصف...
من نافذتي أراه كل يوم.. وخلال مواعيد خروجي للتسوق يبرز دائما أمامي وكأننا على موعد ، بشعره الكثيف، وثيابه الرثة. حافي القدمين وكأنه قطعة ظلام نسيها الليل فبقيت هائمة على وجهها طيلة النهار . رأسه مثقلة بالكثير، يبدو ذلك من الكتفين المتهدلين وانحناءة عوده الفارع فيما يشبه غصنا يهم بالسقوط ...

هذا الملف

نصوص
101
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى