ها هي الأرض
إرتدت سُمرتي
وتهادت في مشيتها نحو
المساء
يفوحُ العطر مِن
طيات فستانها
يُشبه قُبلةَ المطرِ
الأولى
يُشبه بزوغَ الوردةِ
الأولى
مِن سُرة الجليد
وعلى فِنجان قهوتها
طبعتْ أولى قُبلاتها
فمواعيدُ المساءِ
طويلةٌ وشقيةٌ ...
تتلالأُ في دلالٍ
عينَاها
وهي تستقبلُ أولَ
القادمين...
يقتلني الليلُ خوفاً
بصوت الفحيح من أسفل سريري
الأناكوندا تنتظر ان أنزل قدمي
لتبتلعني ...
ثمة أيضا القطة ذات الذيل المقطوع*
ترسمُ طريقاً متعرجا بنقاط الدم
ومواؤها الجزع يطغى على الفحيح ...
صورة الساحرة سونيا ممتطية المكنسة
تغمز في الفراغ المظلم الا من عيني القطة ...
وشارعٌ طويل مازالت...
مشغولة جدا أنا هذا المساء
أكرر على رئتي
شهيق زفير
زفير شهيق
خائفة جداً أن تنسى
واحدة منهما
فتُطبق على قلبي
فينطفئ بناقص
شهقة ربما
أو يعلق في نافذة زفرة
بلا بلور تكشف
للمارة صدى السعال
في تجاويفٍ منهكة بالتنفس
شهيق زفير
اليك عني أنت وترهاتك
التي كم أضعت
الكثير من الوقت في محاولات عقيمة
لأخلق...
قالت له :
أنا لن أعود مجدداً
تعبتُ مني
وأنا أمشط الليل
بتنهيدات الحروف
لم يكتف النص من مغازلتي
بين كل ارتعاشة وأخرى
يقبل جبيني
بعنوان جديد
ويحط على قلبي
بنغم يكنس الفراغ
من زوايا الروح
لأمتليء بك
في كل مرة
وأثقل كاهل الوتر
بأنين سافية الرماد ...
أنا لن أعود مجدداً
فالثقوب في ناي ذاكرتي
باتت أكثر...
أحياناً يُحتّم الحياء الرومانسى حقّ اللجوء البوحى إلى وسائل أخرى غير التصريح المباشر، فيلجأ إلى الإيحاء على لسان القلم والنّص الشعرى... هكذا لجأت الشاعرة (أريج محمد) المقيمة بالسودان إلى حقِّ اللجوء الوجدانى لدولةِ القلم فى ديوانها:
"منازل الوجد"
_ فى دولةِ القلم ،...
يسرقُنا هذا الطريقُ الذي نظن
انه يقاسمنا المشوار
وتلك الشمس التي تمنح الضوء
تقطعُ وريدَ أحلامِنا
تأخذُ الأرض قطعاً مِن قلوبنا
تغصُ بحملِها
ونئنُ
مِن وجع الغياب
ماهذه الحياة
في ظل طريق
يغلفُ مشوارنا
بالنقص
وأحلام يطعنُها النّهار
بالواقع
وأرض تُشبع نهمها
بالموت
كئيبٌ جداً هذا اللون
لون التبرير...
تخبرها الأيام بأن ما تبقى من أحلامها يشبه تماماً الزنبقة التي شربت ماء الملح من عين الرجاء ومازالت على قيد الحياة ولكن بلا عطر، وجديلة الشعر التي زركشها الأبيض بخيوط الفجر تبتهل في صمت لأن تعاود نثرها على مجرى النسمات فتبدو وكأنها موج من ليل يتوق لمعانقة وجه القمر فترده أصابعها في خجل ...
ومن...
القصيدة التي كتبتها فيكِ
أول مرة
أودعتها قلبي
كانت تزهر كل صباح
على شرفتي
وكنت أكتبك على الملأ
حبيبتي
بأحرف من عطرها
وارسل الأثير كله
بلا استثناء
ليطبع على جبينك الوضاء
قُبلتي
محملة بالهمس دافئة
ويزرع اللقاء وعدا أخضرا
على تخوم مدينتك
معلقٌ الى متى
ومغلقٌ في وجه العناق
طريقي اليكِ
والريح وحدها...
حين تكون الأبجدية تترنح على ظهر السطور، تتراقص الحروف بين كفيك تغرد الطيور وتهطل السماء شذى العطور فاي كلمات تدونها أقلامك وبأي الفصول.
وبين جحافل الحروف ربيع مزهر بورد الإبداع.. وسواقي تسيل من زيت محابرك تداعب جداول الكلمات يتساقط الوجد على أرصفة السطور ويتراقص الهمس بين كفيك ينهل من حروفك صبوة...
ياسيد اللغة الكامنة في تفاصيل
جرحي
امتداداً وعمقاً
كلما هززتَ وتر العبارات
يعاودني نزيفُ الكتابة اليك
سأكتبُ لك نصاً
يحتملُ قراءة
نفاذ الضوء
في عينٍ أدمتها
هيمنة العتم
وتاه عنها بريقُ
النظرات ساعة الالتقاء
فباتت مِن
وجعٍ إلى فزع
نصا ياسيد التفاصيل
الموشومة بالرهق
والضجر الحزين
يكابدُ كتمانَ...
ها قد عاد الشتاءُ مجدداً
هي الليالي نفسها
والمشاوير خطواتها
خاليةَ الوفاض مِن دفئك الكاذب
تتصيدُ الدِّفء
مِن النوافذ
المُغلقة في وجه
ندف الثلج
المتراكمة على البلور ِ
تسترقُ النظر
تفحصتُ حصالتي
كالعادة خالية
إلا مِن
صغار العملات
مِعطفي القديم
ثقيل
نسيتَ يدك اليسرى
على الكتفين...
قالت لهُ :
أحبُ صوتَك العالي
الذي يعيدني
طفلة
على مقاعد الدراسة المرصوصة
على الرف العلوي من
خِزانة العمر
جسدُ الأنثى ثقيلٌ
على أفراحي
المؤجلة
على ضحكاتي العابثة
المختبئة تحت
ابتسامات الخجل
على أصابعي
التي تفاجأت بأنها
مافتئت تحاول الإمساك
بلهب الشمعة
على أقدامي
الملطخة بوحل
الخطوات الرصينة...