قصة قصيرة

لا أعرف بالضبط مصدر هذه التسمية "طربشان " لكنها متداولة على أية حال، وهي تعني الطبقات السوداء التي تغطي الأسنان بسبب الإهمال وانعدام النظافة، وأفضل تطبيق لها هي منطقة " البربادة " الواقعة شمال البصرة في القرنة. حيث أغلب سكان هذا الجزء الصغير من قرية "الشرش" والقرى المجاورة ينمو بكثرة بين...
للذين لا يعرفون جميلة … جميلة، نبوءة ورد ! ودع في منتهاه .. إشراق مسرف! جميلة، قداسة الويل! حلية الغريق، عيناها السحر! الموج الأخضر يباهي بوادر الفجر جميلة، وصية الذين رحلوا خفافا، جميلة، فلّو الهارب إلى رشده جميلة، سكبت سرها .. وأضاءت أشرقت .. لا تبوحي للبحر، لا أخاف البحر أشفق عليه من الجمر...
- زينب.. أحمد.. اسمعاني جيدا.. إن هذا السطل الأبيض سأضعه بالدولاب.. ولا أريد أيا منكما أن يقربه. - ولماذا ماما؟( تسأل زينب). - لأن داخله توجد ضفدعة كبيرة. - ضفدعة كبيرة؟ !!!( يصيح أحمد مندهشا). - نعم يا صغيري.. ضفدعة كبيرة. وإذا أزلتما الغطاء، ستخرج الضفدعة وتبتلعكما دفعة واحدة. - وهل صحيح ماما...
أكملي أيتها الغدران فطريق القرية بدا قريبا وقريبا سينقشع ضباب الحانات إنني الآن اسمع القيثارة ويعبرني زمن متثاقل بالمحطات الدفينة لا أقوى على النهوض لتحريك يداي بالإيقاع فقلبي ينبض منذ زمن بلحنك المعقد وقدماي تملكان وجع رغبة لن تتحقق ....صوت القيثارة يعلو ...ويعلو وأحلامي مستمرة بالهبوط......لن...
ها أنت تعانقينه بحنان، بحب، وبعض الإشمئزاز، تضمينه إلى صدرك، تذرعين صلعته بحرارة قبلك، قليلاً تبعدينه عنك، وتتنهدين فوق صحرائه دماء الألم قائلة: - آه كم أنا حزينة لأجلك، أرى الكرب وقد حفر تجاعيده على مسامك، وها هو السرطان انتزعك مني وأكل جوفك، فماذا..ماذا أفعل بك ياكوني وحياتي، يامن...
مسحت هناء الفناجين الأربعة بمنديل ورقي ،وقالت وهي تسكب القهوة بالتساوي : - غريب لم انتبه ؟ كشرت سعاد وهزت رأسها مقاطعة : - كنت مشغولة بالحقائب ...كيف تنتبهين لما حدث؟ قطعت حميدة وردها الصباحي وعلقت: - هناء محتارة في اختيار الحقيبة التي ستشتريها ...ولكن الذي حصل البارحة لا يسكت عنه. جلست أميرة...
إلى الصديق الراحل, توفيق العمراني وذكرى ليل ملتقى ميسور. كاخ كاخ كاخ كاخ كاخ كركلاخ عند اليوم الذي تم تنفيذ حكم الإعدام السري على جثتي بست طلاقات رصاص بندقية أصابت إحداها القلب, الثانية استقرت في العنق, واحدة بلغت الأنف, الثلاث المتبقية اخترقت جمجمة الرأس في مناطق مختلفة, تم إيقاف الملعب لمدة...
إلى من منحني ذلك الغصن لأكسر تقليدية المفاتيح وأسمح للحمامات.. أن تمشي دون درب إلى ضوئي حين تتراكم الخفافيش .... إلى أبي وابتسامته أيضاً كفّ عن النباح أيها الجرو، فمكسيمو ليس في أي مكان، ليس في حقل الملفوف، ولا في إسطبل الجيران يقدم العلف للأبقار..عليك أن تتأقلم مع غيابه، لأن مكسيمو قد هجرك...
بين ذراعي، كان الرجل الثالث لهذا اليوم، يبكي! لكن لا وقت لدي لأواسيه. فبعد ساعتين سينطلق قطاري إلى الرباط. لي موعد غدا زوالا هناك. أترك الرجل يسترسل في حزنه. لا أسمعه. لي ما يشغلني. أنظر إلى تفاصيل غرفة الفندق. ورق الحائط الرديء اللامبالي. الهالة السوداء حول المصباح المعلق في السقف...
المدعوون كثيرون ، ازدحمت القاعة بهم ، وامتلأت المقاعد بمئات من الحاضرين ، الذين اطلعوا على الدعوة العامة ،في الصحافة الورقية والتلفاز ، كنت شخصية عامة ، يشار اليك بالبنان ، تتكلمين في أي موضوع يطرح عليك التحدث فيه ، وتناقشين بهدوء ، ما تسمعين به من آراء ، لم يكن صوتك يعلو ، فقد كنت تؤمنين إيمانا...
مهداة إلى : وحيـد حـامد يرتعش جسدي تحت رشاش الماء البارد .. يتناهى إلى مسامعي آذان الصلاة الوسطى ... يتجه عبد الله ، جارنا الكهل الملتحي إلى المسجد وحيدا .. تعكس ملامحه صفاء دواخله .. تراودني ابتسامة شقية حين ترن في أذني عبارة أحد ركاب الحافلة ، متسلقي الأكتاف :" لم لا تتزاحمون هكذا في المساجد...
إهداء لفرح شعبان من النافذة تطل ماكا،ترشق البحر بنظرات وتتمنى ظهور العصفور البريء هو يتوسط وسادة السرير حين تكون ماكا تطل من النافذة ترى ماكا البنايات وكوب الماء ملتصق بفمها، والعصفور يقترب حين يقترب أكثر يتكور أكثر، ويضغط عضوه من فوق الملاءة البيضاء، وماكا تصير تصلي صلاتها مع العصفور تغمض...
حين صعد الشبان الخمسة إلى عربة المترو ، كان يقرأ جريدة وهو واقف فى الزاوية بين ظهر المقعد والباب المغلق من الناحية المقابلة . كانت المقاعد ممتلئة ، وتناثر الوقوف فى المساحات الخالية . استأنف الشبان كلامهم فى وقفتهم بالقرب منه . تشاغل بقراءة الجريدة ، وإن عكست تعبيرات وجهه ما يبين أنه يتابع...
و نظر جدي إلى الأفق البعيد لبرهة ، ثم ابتسم و قال و المسبحة تتدلى من أصابع يده النحيلة " جاءنا يا بنى ذات يوم صيفى ما . بدت الشمس و كأنها قد أدارت ظهرها إلى الكون كله لتصب شواظها على قريتنا . كنا قد خرجنا للتو من المسجد بعد أن فرغنا من أداء صلاة الظهر " . و أردف و هو يميل طاقيته إلى حافة رأسه...
أراقب بشغف طفولي لهو الأرانب البيض والسود ، الرمادية والبنية ، الكبيرة والصغيرة ، السمينة والضعيفة ، النشيطة والكسولة ، الذكور والإناث فوق عشب السهل الممتد بلون الحبر الأسود المخفف بالماء من على جانب الرصيف الأيمن لشارع سالم ، أحث خطاي ماشياً ، ترتفع الجادة بتقاطعاتها سابحة داخل بحيرات ضوئية...
أعلى