محمد بشكار

نسمع كثيراً ونقرأ من المداد غزيراً عن احتكار الثروات، حيثُ الأقلِّية تسْتأْثِر بعَرَق جبين أغلبية الفُقراء، لكن الأخْطر أن يَتغوَّل هذا الاحْتكار ويَشْمُل حتى الثقافات التي يتَّسِع بأفُقها المغرب، وما أكْثر اليوم من يدَّعون أنهم مُثقَّفون أو أدباء رغم أدائهم الرديء في توظيف تقنية المجاز ولو...
مَا أيْسر أن نَشْحنَ الكلمات بمشاعرِ الشَّجن أو الفرح، لِتَكْتسِبَ أصابع مُرْهَفةً تعْزِف على جميع الأوْتَار في الأنْفُس، ولكن مَا أصْعَب أن نَضُخَّ هذه الكلمات بأفكارٍ اسْتشرافيةٍ تَسْتعْجِل المستقبل، تُقوِّي العزائمَ، وتُخاطبُ العُقول، ولكَ أن تقْرأ ما تَشاء، أنْ تَرْكَن للكلماتِ التي...
الجميع ينتظر أن تُلْقي روسيا بإحدى رؤوسها النووية، ثمة من ينتظر انفجارها المُدوِّي الذي يُعيد الأرض لِنشْأتها الأولى، بلهفة من يترقَّبُ عرضاً يشبه حفلات الشهب النارية، وثمّة من يُداري بوازعٍ ديني يَقينَه باقتراب نهاية العالم، ولا يملك إلا أن يستعيذ بالله من الشيطان بوتين الرجيم ! أنا لا مع...
1 التَّحرُّر في السينما رسالة جمالية تُحرِّر الخيال وتُطهِّر الأنفس، والمُخرج البارع من يجْترح الطّابو بالشُّحْنة الشاعرية التي تسرق من الأعين إما الدهشة أو البكاء، تنظر للقبح ولكنه مُدعَّمٌ بكل العناصر الجمالية التي تحقق الإقناع والإشباع، وليس التَّحرُّر أنْ أصنع عملا سينمائيا بنساء...
لا أحبُّ أنْ أُوضع في موْقِف النَّاعي، لأنه ليس ثمة أقسى على السّمع من نعيب الغُراب، كما لا أحبُّ أن أصُوغ من كلماتي أدمُع المراثي، رغم أنّ الرثاء في حقيقة شِعره أو مشاعره مديحٌ لمناقب الراحل، ولكنّني بالمُقابل أُحبِّذ أن أستخرج للأديب من كلماتي إذا مات شهادة الحياة، صحيح أنّنا ضُعفاء ولا...
1 برامج الطَّبخ التي انتشرتْ بتنوُّع أطْباقها الشهيّة في كل القنوات التلفزيونية، يُمْكن اختصارها في طبْختين، واحدة تتكفَّل بالطَّهي للمعدة، والأخرى مُوجّهة دون رحمة لشيِّ قلب الفقير حُرْقةً وكَمدا ! 2 التَّشْكيل ليْس مُجرَّد رسْم أو نحت أو تصوير.. بل هو إعادة تشكيل للحياة بالألوان التي تُناسب...
السُّولامي حيٌّ بالفكرة وليس الصورة ! محمد بشكار لا أنْكُر أنِّي انْتشَيْتُ بالإنْشاد الشِّعري فِي الأمْسية الاحْتِفائية بالقنيطرة، وَلا أنْكُر أنِّي اغْتبطتُ بالرأسمال الرمزي وأنا أوقِّع نُسَخاً من هزائمي المُنْتصرة، ولكن بِمُجرد ما تنْطفىء الأضواء، تَنْهَض بَعضُ التَّفاصيل الصَّغيرة لِتُمارسَ...
1 يَكبُر العُمْران ويَصْغُر الإنسان مع التَّقدُّم في العمْر، كذلك حدَّثْتُ نفسي الَّتي ما أكثر ما تُجيبني بالخَرس، حين زُرْتُ بعد غيْبةٍ طويلة مدينة القُنيْطرة، يَا لَلْبِنايات الزُّجَاجِية الفارهة وسَط المدينة، تُراها مَبْنِية على هواء أوْ خَواء، عموماً الأمر لا يَعْنِيني، فأنا ما أتيْتُ...
1 ما مِنْ شاعرٍ إلا ويشْتكي اليوم، يُرَاكمُ الدواوين ويشْغَل نفْسَهُ بتنقيحها بَدَل المرة ألْف حسْرة، ومِن أيْنَ له بناشرٍ يطبع الشِّعر كما يُطْبع الدَّلاح في صيف الفاكهة، في حين ثمّة مَنْ يُصدِرون في كل شهر ديواناً اللهم لا حسد، ويلعبون بالأغلفة على طاولة الفيسبوك كما يلعب جدي مع أتْرابه...
كما تتحقَّق الأناقة بأبْسط الألبسة، تكْتسِب الأشياء أيضاً قوّة التأثير برمْزيتها دون تَكلُّف أو تَصنُّع، وها هو المُلْحق قدْ ربح الحُسْنَيين حين حَلَّ ضيْف شرف على فضاء الوساطة، ربح القوة الرمزية وأناقة البساطة، وأُفضِّل عِوَض صيغة مَعْرض اسم جِدارية لملحق "العلم الثقافي"، فما أشدَّ الوقْع على...
اخْتَلَطَ الفَصْلُ بِالْفَصْلِ، لَا أنَا بِخَرِيفٍ لِألْعَبَ بِالْوَرَقِ المُتَسَاقِطِ مِنْ شَجَرِ الْعُمْرِ رَقْمِي الأخِير.. وَلَا بِشِتَاءٍ يُعَلِّمُنِي كَيْفَ مِنْ وَحَلٍ أسْتَعِيدُ نَقَائِي، وَكَيْفَ أُغَيِّرُ مَجْرىً بِآخَرَ دُونَ التَّوقُّفِ عِنْدَ حَصَاةٍ بِحَجْمِ التَّفَاصِيلِ...
ينْكسر الظَّهْر ولا تنْكسر قامة الشِّعر، قد تبدو هذه التَّضْحية خُرافية في زمن وجبتَيْ الطّاكوس والهامبرغر، بل قد يعتبرها البعض خَرُوفية وهي تضع عُنُق الشّاعر قرباناً على حدِّ الكلمة، والحقيقة أنّ ثمّة شاعراً غير مُسْتهلكٍ في مواقع التَّكاسل الاجتماعي، قدِ انْكسر ظَهْرَه دون أنْ تنْثني قصيدته...
الإخْوة كلاشِنْكوف ! محمد بشكار الآن فقطْ اتَّضَحتْ ملامحُ الكابوس الذي ارتشفت العرَّافات لأجل سَبْر أسْراره ألْف فنجان، الآن فقطْ نطق الكابُوس وأصْبح لِصوته دَوِيٌّ مُرعبٌ مع أول طلقةِ مدفعيةٍ في أوكرانيا، الآن فقط انْكشف أنَّ كابوس كورونا ليس سوى حربٍ بيولوجية، منْ ينسى أنَّ هذا الوباء أول ما...
قِيل كل ما يُمْكن أن يُقال حول فاجعة ريَان، سواء مِمَّن يقف العقل حائلا بينهم وبين مشاعرهم ويفكرون من خارج القلب، أو مَنْ ينْجِرفون كتُربة قرْية إمْغران الهشَّة مع سيول الدموع المُتدفِّقة من الوجْدان ! لَسْتُ أفيء برأسي لجُبَّة، أو أنتظر من يُنصِّبني وليّاً صالحاً تحت قُبة، لأدعو من مُنطَلق هذه...
لم أكُن أبداً فريسة سهْلة للأفكار التي تُفرِّق بين الذكر والأنثى في حقل الكتابة، وحين أمُدُّ يدي لديوان أو رواية كَمَنْ أمدُّها بالقطْف إلى شجرة، هل يجب في هذه الحالة أيضاً أن أتساءل ما جنس الشَّجرة كي أتناول ما تَطْرَحُه من ثمار، يكفي أن أحقِّق إشْباعي من حيثُ التذوُّق الجمالي، وأُهنِّىء...

هذا الملف

نصوص
192
آخر تحديث
أعلى