مصطفى معروفي

في ربوع دمي دبت الريح غِبّاً وراء حشود الفراشات والسنبل الفوضويُّ الجهير، لقد دُكَّتِ الأرض دكا وفاء إلى ظله أول الوقتِ كنت أراقب ودْقاً وأزجي خلاسيَّهُ نحو غيم الصباح حلمتُ بأن الفراغ له عدد يظهر الرقم في بابه قيصرا يحكم الجبر لكنْ يضلُّ الطريق إلى الهندسةْ وتحاصرني رقَصات الردى وأحاصرها...
أرى الواقفين على كتف الشارع استمرؤوا شمسهم وأرى العربات تمرّ وليست تبالي بهم فهْيَ إذ خرجت من مرائبها خرجت دون ذاكرةٍ... لكأني مكان أليف تريد الدوالي احتلال ملامحهِ لا أريد بروجا إليها أفيء فخلفي جدار من الظنِّ أقْرَبُه كي أثير وساوسه المنتقاة وأرسم فيها طموحي الثريّ بحبر البراءة... سيدتي...
صباح جميل عليه ستشرف وردتنا نحن بعض جماهيره لقد اعتاد أن لا يدلِّسَ جئناه يوما فرادى فأعطى النبيذ إلى غيرنا ثم قدم ضأنا لنا وحزاما وريفا لخاصرة الأرض قلنا له: أين مفردة الوقت؟ قال: لها موعد مع قبّرةٍ تختفي تارةً تنبري تارةً سوف تحضر...لا تقلقوا ثم قلنا له: كيف يندلع الحرف فيك وأنت على مضض كنتَ...
منحاه لا يشبه منحايَ له ظل يضحك ويراوغ أنا أيضا لي ظل يضحك ويراوغ لكن لي شمس تحرس لحمي وعراجين رياحي وله شمس تحرس سنبلة من حجر الوقت وتبني للثعلب جحْرا منفلتا فيه يتكئ النوم على الأرق السابق واللاحق... ها أنا أسحب عربات العنب الواغل في أنثاه من كبد الشارع أملؤها أرصفة ماتعةً أفتحها بتراب المعنى...
شاهقا في كلماتي شجر ينتقِلُ وسهوب من عتيق السدر تدري أن لي اسمٌ يوقظ الماء ويلقيه إلى رزْنامةٍ بالمنتهى تشتعلُ قارئ الطالع قد أنبأني أني غدا أصعد نبعا نحوه تهوي الكراكي والقطا عاشقة... في شفة الوقت عجنت المدح للخيل وللدهشة أقنوم جميل يرتدي برهانه منتقيا حشْد مآلاتي أنا مأثرة الحكمة ما زلت...
منديل أزرق فوق كتاب دون ضفاف محفظة تحت سرير أخضر تحدث معركة فيه كل مساء وقميص متسعٌ في دولاب فاض بحب امرأة لجواربها ثم هنالك نافذة تسطع مثل وزير يملك كيسا للماء يهرّب فيه صومعة تخجل من منصبه في ناصية الشارع ترك السيارة تنعم بالوحدة ومضى متسما بالمثل الأرقى حيث يحيل على منهجه تأويلا بمذاق القهوة...
كأني ملاك حديث السقوط أهش بقلبي على عتبات البياض أجيء إلى حجر مبهمٍ ثم أنفخ فيه متاها ألملم ما يتناثر منه على جسدي وانبلاج الغيوم يبلل مسعايَ ذات الغدوّ وذات العشيّ هو البحر يأخذ من مخزن ضالع في الملوحة أردانه بين أسمائه بات يضمر سنبلة ويريد رحيلا كريما لموجته الساطعةْ... سوف أعفي الخيول من...
مملوءة من كل ظلٍّ كانت الأسماء تطفو هكذا لم تنقدح كفي وفوجٌ من عراجين القيامة صاح مغتبطا و أمسى ينتقي علني وسري وانتمائي للمسافات الجميلة هامش الخيبات فوق يدي يقود خطاه متشحا بطرح سؤاله تتهيب الأشياء طلعته ويرحل شامخا كمراهق قامت تساوره قطاةٌ وهْي تغريه بمنساة الشهادة قد تركت قبيلتي قلتُ المدى...
خبأت نكتة ومِعْولا بريئا سوف ألقي بهما في حفلةٍ سأضحك الجمهور ثم أعتلي الرياح كي أزوّج المعول من قذالها أنت طريق ناضج والبرق يبني فيه برهة الرماد إذ عليك كان أن لا تنثني أن لا تكون غير آبهٍ بجدولٍ مضى ينسى اتئاده ويكنز المواقيتَ على ضفته المثلى لماذا كنت ترشف المكان راكبا دهرا أليفا كالخيولِ؟...
من منتصف الشارع أبصرت حكيم الماء يطل من النافذة المحكية ويحاول فهم عمود ينزل من شاطئه الأوحد ويغوص على الدهشة بين تلابيب الليلك وسفوح الجسد الذائب في معتركهْ... شجر في مقتبل الحبر يسوق مراياه إلى الأرض ويترعها بالغرف العذبة... شمس تسع الوقت وتخشى قوسا يهرب من دائرة... وجه يجتر مشيئته العليا...
تكلمت عن صخب الأرض غنيت ، متسع الماء كان لديّ ونبض التحدي يحيط بكل جهاتي وبالعتبات التي في يديها ينام القطا شاردا أيها الحجر الموسميّ إذا جاءك المطر المشرئبّ من السنوات القريبة كيف لوجهك ينساب طلْقاً إلى ناره ويطير بذاكرة العشب محتفيا ناسخا ذاته أنا نفسي طروبٌ أحب السماء التي تنتشي حين تمشي...
تحط اللقالق مفردة جهة المعجزات الجديرات بالذكر تغزل أوقاتها بالمزاهر قاطبة كي تسمي الأمور بما تشتهي... سوف نوقد في كل محتفَلٍ شمعة الماء نحمل أشجار نور من الزمن المستدير نؤسس مزرعة من رموش الأيائل كي نهتدي بالبياض إلى نجمة كتبتْ سيرة الألف عام على ظفرها النبوي لنا زهرة النار طُرّاً ومنشَؤها...
لليمام سبيل تراوح بين العبارة والمأدبةْ كنت أبحث عن طلل ماتع لن أريق السؤال عن الذكريات ولو كنت أقرب للنهر من وعل ينهض الماء تحت روائزه من وصيد القمطرات ذات البراح الكثيف يجيء المتاه ثريّا ويزرع في كمه ضفدع الوقت يُحيي نهارا جديدا فيشتعل البدء في العتبات بكل المراسيم ماذا يضير السماءَ إذا هي...
إذا أخذتْ فراشات النوى تدحو قطاري كنت مهوى للمحطات التي تدنو وحرضت الطيور على ملاحمها أنا إن صرت منتبها فمعنى ذاك أنَّ سريرتي حملت زنابقها وقالت للغيوم تريثي لم يبق عند السرو ما سيقول في أسمائه في الأفْقِ قام النسر يتخم ريشه بالشمس ...في منقاره اندلقت محاريث المدى بالهسهسات تبارك مبدأ الجهة...
هو ذا النجم يعلنني للمتاه دليلا له برزخ من مرايا ويرحل مغتبطا بالهشاشة كل القبائل تنسخ أقنومه فوق جيد الزبرجد... ذاك المكان حسبناه أرض يمام تنامت به رعشة التعب المحوريّ ولولبة اللعنة الصاعدةْ. طلعة الملح كانت نصيبي كما حدَب البجعةْ... يمرح الشوق تحت ظلالي كطفل المروج الوطيدة يطلق عطفيه مبتهجا ثم...

هذا الملف

نصوص
1,086
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى