محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز)

أنا النبي ما بعد الاخير لم يُصدقني حتى الفقراء لقد ادركوا اخيراً أن الرب لا يُرسلنا بالخبز بل لنوسع دائرة البطون ، لتُحشى بمزيدٍ من الجوع فلنبشر اذن بكل ما نسيته المشيئة بما سقط عن لفظة كن بما انزلق عن قبضة الليل بما تعرى من اقمصة الجارة بما تكور في اوردة الوسائد من شهوات بما تذمرت من حلوق امام...
علينا أن ندرك أنه في لحظة ما من الشوق الاشياء ستتهاوى و لن نكون بنشاط أن نوقف السماء من الارتطام بالمشيئة ولن نبحث تحت الانقاض عن ملائكة ناجين دفاتر لشكاوي ، خطايا بسيطة ، مثل انشاء حرب ، او كسر قلب ثم من قال ورب الحُزن أن شيئا ما كان ينبغي أن يدفعنا لنقطة أمان الصدر المنتفخ نحونا بعفوية المتسول...
كان ذلك عندما رن جرس إنذار في راسي ليوقظ الدهشة وإنتباه اللحظات للحنين القادم من البعيد يُجرجر ساقية ليسقي العتمة باحذية من الفسفور ومن النجوم النائمة وانا اتملص من قبضة السراب لاُشاهد قطارات تحمل المشهد الاخير لتأبيني في صلواتِ الاصدقاء المودعين في صلواتٍ لم تصل للرب يوما لكنها إكتفت بغش...
لستُ وحدي معي الحُزن يلكزني ليلاً ، فطن بدوره في اجتراح العيون التي تُجاهر بالنزف حزني الجميل شقيقي في اقتسام المصيبة والنوم على مؤخرة موشومة بمقعد متحرك ، في براري العدم لستُ وحدي الساعة المتوقفة امام اشارة المرور ، تتأمل ساعتها المتأخرة تُضيء الاشارة بلون قُبل لم تكتمل فيها الشفاه لست وحدي...
قد يأتي ذلك الوقت الذي نفيض فيه وسنرى الاطفال يعودون الى السُرر القديمة مثل الاعتذار والمطر يتصاعد لأعلى تاركاً العطش ، و اوراق الاشجار تتساقط كثياب امرأة اغتصبتها اعين والنهر القريب سيضيق ويضيق ، حتى يغرق نفسه في نفسه والاحزان التي التهمها الشعراء الحمقى ، في نواصي الحانات ، وفي مزحاتهم مع...
لم تكن اخطاؤنا الكُبرى تكمن في ابتلاع الضفادع ، على أنها حلويات ذات اصوات مائية بل لم يكن حتى الامر بفداحة ان نحب احدهم بأعضائنا الجنسية ، ثم نسأله لماذا لم تنمو في ابتسامته وردة لعلي هنا ، في هذه البُرهة الصامته والموبوءة كوجه اُجبر على الضحك لعلي بطريقة عفوية قد لفظت الحبيبة ، كجُملة ثملة او...
مؤمن انا بالموسيقى هناك ما يكفي من الألم لاطعامها ليلنا وما يكفي من الوسائد الباردة لتسهر اقول دائماً ، وانا اجمع الصراصير من الثقوب الضخمة للذاكرة ان المُخيلة حمام عمومي تستخدمه الملائكة التي انهت ورديتها ليلاً وأن الروح مُسمى احمق ، للنزف الذي لا يبوح بشق كم باردة هذه الغُرفة حين تختبئ تحت...
انني اتساقط ببطء باجزاء بشذرات زرقاء وصفراء ، واخرى لونها اقرب للصمت واشعر بفداحة الحُزن على مُدن لم تطأها ارجلي ونوستلوجيا حمقاء نحو حمالة صدر ، لم تفك مشبكها الذاكرة الأمر أننا أنكِ/ بطريقة ذكية افتعلت المسافة الناعمة للموت و رصدتِ في زحمة انشغالي بإحصاء الندبات في القصائد المتورمة تلك التي...
اسمع حشرجة او وشوشة حامضة انا القادم من نتانة الارض و من عفوية العدم في افشائه للحياة ساموت في المنعطف القادم اشعر بالاشجار كُانثى تستحم ، انفتح بابها على حفل ضاج بالعيون تضم اغصانها ، لتخفي عانتها ساموت في المنعطف القادم الاشجار البخيلة ، لا تملك لي تابوتا الحبيبة المجروحة في الصور ، في العناق...
سمعتك كُنت تغازل الموتى في فناء الذاكرة و كُنت مثلي ، اصابعك عالقة في تشابك الحيرة وفي الازقة الموشومة بالتبول الساذج للارجل واحزانك القديمة تتسكع ببنطالها في الحواف الحادة للعدم يتسرب اليك مثلي انين الغُرف ذات النوافذ المُطلة على انتظار لكنك في المرآيا ليس انا ربما نحن اُثنان ولكن الطين لم يكن...
مازلت صغيراً ، جوزة هند استعجلتها الايدي لم تبلغ بعد لتُكسر منزل لا زال في ريعان طوبه لم يشخ بعد ليُهجر او ليُصاب بذاكرة لكنني جيد في الانصات للمتاهة للانزلاقات المتعمدة للصمت ، حين اُجبر على الحديث و جيدا بما يكفي في الاتكاء على ناصية الكأس ، لأفاضل بين اكثر من طريقة لسلخي وامامي الكثير لأفعله...
ثمة حدث موارب للحُكم متخفي ، مثل الموت شهي مثل قطعة حزن مجمدة ذوبتها قُبلة متوتر مثل حفل تأخر فيه المُغني ومقلق مثل حنفية محلوجة في منزل معزول ، منتصف الليل هكذا يحدث الحب تصادم في تقاطع بين الصُدفة والعبث بين الفُكاهة الابدية للطُرق والجروح المتنكرة في هيئة ظل هكذا يحدث الحُب اظافر تحك اسفل...
يدان باردتان ، تتصادمان في تقاطع مصافحة تشتعلان معاً تتعرفان على الخطوط الصغيرة لا علاقة لهما بنسوة يوسف كما تكذب الاسطورة إنها المصافحات السابقة المصافحات غير الموفقة حين تسحب يديها ، حين يتطاير الشرر ، يحرق كومة القش القابعة في الذاكرة حين اعود لادخن ارى في الندبات الصغيرة على خطوط الكف فراغات...
ماذا فعلت يا ابي اي جُرمٍ إرتكبته انت وشريكتك في الصمت وفي صوري المُبعثرة في اخيلة الأرض لقد كُنت سعيداً قبل الآن في تلك التلال الصفراء والشمس تركض في عوراتنا الصغيرة ، مُعرية فينا السلام والقمر يتسلق اشجار الهشاب المرصوفة كجنود مرحين في شلالات العدم والغزلان تتسكع كمرآيا ، تُطارد الوجوه التي لم...
ضيق تابوت " هذا العالم تابوت ضيق " مغلق على عنقي وفي الاعلى قردة ترقص عليه ، يلعبون ، يصرخون ، يضرطون ، يتبادلون القُبل هذا العالم ثُقب إبرة وانا خيط ولكن لا لسان يرطبني لألج الجرح هذا العالم مسرحية مبتذلة انا الكومبرس الذي نسيّ حنجرته في البيت وعليّ الآن أن اصرخ او تنشق الارض وتبتلع الجمهور...

هذا الملف

نصوص
641
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى