محمود سلطان

كَمْ أحببتُكَ.. يا شارعَ "شامبليونْ" كُنتَ الجارَ.. جِدارًا بِجِدارْ يَعرفُني كلُّ زُقاقْ والأسفلتُ المُتشققُ حُفرًا مٍثلَ كَمينِ الشُرطةِ.. مِنْ أوَّلِ دارٍ ولآخرِ دارْ وعلى الشُّرفاتِ يُعلقُ من رجليهِ قمرُ الليلْ ونهارُكَ ليسَ نَهَارْ كم أحببتك يا شَارعَ "شامبليون" تعرفُني رَائحةُ...
ما كنتُ أسألُ ما اسمُهُ "برفاني" أو مِعطفي أو "مَركةُ" القمصَانِ ما كنتُ أعرفُ ما الورودُ وسِرُّها والهمسُ بينَ العينِ والألوَانِ وأنا الذي بينَ النّساءِ مُقسمٌ إنَّ المُقسمَ لا يقسمُ "ثانِ" حتى التقيتُكِ صُدفةً فتبدلتْ أرضي بِفوضَى ثمَّ بالطُّوفانِ وَوَهَبتُ مملكتي طوَاعيةً لهَا...
تونس.. هذا البلد "الفريد".. يبدو لي أن آباءنا "من المسلمين" كانوا يعرفون قدره فأنزلوه منزلته.. واختصروا "إفريقيا" كلها فيه.. فأطلقوا على تونس اسم "إفريقية".. وتونس ـ لغة ـ اسم له أصوله البربرية.. تعني : الاستراحة.. فيما يقال إنه ـ أي هذا البلد ـ أطلق عليه "تونس الخضراء" لوجود أكثر من 30 مليون...
منذ قرأتُ لمولانا جلال الدين الرومي (1207مـ ـ 1273 مـ ) قصيدته المترجمة عن الفارسية "أنين الناي" والتي يقول فيها : أنصت إلى الناي يحكي حكايته.. ومن ألم الفراق يبث شكايته: ومذ قُطعتُ من الغاب، والرجال والنساء لأنيني يبكون أريد صدراً مِزَقاً مِزَقاً برَّحه الفراق لأبوح له بألم الاشتياق.. فكل من...
أخي العزيزُ.. كُلُّنا هنا..سَواءْ !! احلمْ كما تشاءُ.. واشتهي الّتي تريدُ مِن نِساءْ واضربْ بِحافرٍ على الأرضِ.. ودُقَّ الحافرَ الآخرَ في السّماءْ واقعُنا الأصدقُ أنباءً.. مِنَ الأنباءْ فنمْ عزيزي جيدًا فنمْ.. ولا تنسَ نصيحتي.. بها الشّفاءْ أَحكِمْ عليكَ ـ قبلهَا ـ الغِطاءْ أنتَ...
بمدينة نصرْ أسرجُ مصباحَ الرّوحِ المُطفأِ.. عند الفجرْ وكسرتُ جرارَ العسلٍ المُرْ كم كانَ على خُلقٍ "الحيُّ العاشرُ" والمقهى والنادلُ في مَطعم "بيتزا" وشوارعُهُ كاتمةُ السرْ كم كانَ كريمًا شجرُ "الديدونيا" والليلُ هنا.. نزقٌ أحمقْ أعمدةُ النّورْ.. مِعطَفُكِ الزاعقُ والأزرَقْ صوتُ...
لا أدري.. كيف قبل الأستاذ أمل دنقل، عرض "الرحبانية" بتمصير مسرحية "الشخص" لإعادة عرضها في طبعة "مصرية" بدون أبطالها الحقيقيين : الست فيروز، نصري شمس الدين وأنطوان كرباج. العرض على "دنقل" جاء عقب الخلاف بين الرحبانية وفيروز.. ويبدو أن الرحبانية شاءوا "تأديب" الأخيرة.. فاختاروا بدلا منها الفنانة...
يَسألُ شُرطيُّ الحدودِ.. واحدًا مِنَ الجِمَالْ وكانَ هَارِبًا إلى قُطرٍ شَقيقْ لِمَ الهَربْ.. ؟! فقالَ: إنَّهُمْ يُداهِمونَ كُلَّ بيتٍ وألفُ حَاجزٍ وَحاجزٍ.. عَلى الطّريقْ يعتقلونَ كُلَّ عَنزةٍ مِنَ المعيزْ يُعلقونَهَا.. ويَسلِخونَهَا.. أسئلةً وتَحقيقْ فقالَ ضَابطُ الحُدودْ: أنتَ...
ليسَ مُهِمًا عُمرُهُ حَبيبي لا حُكمَ للعُمرِ.. عَلَى القُلوبِ العمرُ في داخلنا شُعورٌ أرقَامُهُ كَالعابرِ الغريبِ نبقى صِغارَ الرّوحِ أو شَبَاباً إنْ شاءتِ القُلوبُ في المَشِيبِ والشّفقُ الأحمرُ أُقْحوانٌ تُوتٌ على "شَفايفِ" الغروبِ كالسَّرْوِ نَحنُ كُلّمَا كَبرنَا نَصيرُ أحلَى مَا عَلَى...
كان الفنان عبد الحليم حافظ، يتصل بالأستاذ نزار قباني، كلما شاء "حليم" أو "الملحن" تغيير كلمة أو كلمتين أو أكثر من قصيدته المرشحة للتلحين والغناء. وإذا راجعت القصيدة في نصها الأصلي بديوان نزار مثلا.. وراجعت النص المعدل للغناء.. ستجد كل كلمة "تغيرت" جاء مكانها كلمة أخرى لا تخل بوزن البحر الذي كتبت...
أنا المَهزومُ يا حبيبتي من اللصُوصِ.. والمَغُولِ والتترْ أنا.. أنا المَمنوعُ.. مِنْ سُكوتي ومنْ كلامي ومِنَ الظّهورِ واختفائي والنومِ والسّهرْ ومِنْ إقامتي.. مِنَ الدّخولِ والخُروجِ والسّفرْ مُعلقٌ كشارةِ الخطرْ أعيشُ كالبقرْ وفي شَهَادةِ الوَفَاةِ: "مَاتَ كَالبقرْ" لا شيءَ مَسمُوحًا...
كان ـ كلما قرأتُ لها ـ يتجدد في خاطري، إحساسٌ لا يكاد يفارقني، بأنها تسدد فاتورة "هويتها" الاقتصادية "النفط" ومكانتها الاجتماعية "أميرة" كويتية .. والأولى كانت مصدر "غيرة" أو ما يشبه "الحقد الطبقي" داخل الحالة العربية المنقسمة والمضطربة.. والثانية على علاقة ثأر مع "القومجية" بسبب ترتيبات ما بعد...
كامل الشناوي المتوفي عام 1965.. كلما ذُكر اسمه، تذكرتُ معه ما يقوله العرب "لكل امرئٍ من اسمه نصيب": الشناوي نجل رئيس محكمة، شغل منصب أعلى سلطة قضائية في مصر آنذاك (الشيخ سيد الشناوي).. وحفيد مولانا الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر(محمد مأمون الشناوي). استهل تحصيله العلمي "أزهريا".. وفي الصحافة...
عزيزي.. يَا المُوَاطن.. مرحبًا بكَ في بِلادكَ.. أيّها العَربيْ وفي كلِّ المنَاطِقْ أنا.. باسمِيْ وباسمِ السَّادةِ الأمَراءْ كَذلكَ باسمِ أصحَابِ الجَلَالةِ والفَخَامهْ وأصحَابِ السّوَابقْ أبَشرُكمْ.. أهنئكمْ .. أخيرًا.. أخيرًا.. قد تَوَحدنَا.. إلى حدِّ التطابقْ فَقد صَدَرَ...
قد ـ وهذا في الغالب ـ لا يعرف المطربُ أو الملحنُ، اسم بحر الشعر الذي كتب عليه الشاعر قصيدته المغناة. لا علاقة ـ بالقطع ـ بين نوع البحر "الشعري" والمقام الموسيقي الذي لُحنت عليه القصيدة. الملحنُ أو المطربُ، ينفعل فقط مع "الكلمات" وليس مع بحور الشعر التي نُظمتْ الكلمات عليه. لكن يبقى التشديد على...

هذا الملف

نصوص
168
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى