قال عالم الاجتماع التونسي الطاهر لبيب إن زمن اللاحب هو مثل «زمن الكوليرا» عند ماركيز لا تحدده الأحداث، وإنما تحدده امتدادات الحدث في الزمن الاجتماعي وخوف مجهول المصدر، يدفع الأفراد للإحساس بحياة معلقة بخيط رفيع لا يعرفون متى ولا أين يقطع، لافتاً إلى لأن زمن اللاحب هو هذا الزمن الاجتماعي الذي...
أنهيت رواية صنع الله إبراهيم التلصص في أقل من أسبوع، في قراءة ليلية فقط، أنام وأستيقظ عليها، وعلي غير عادتي لم أقفز علي أية صفحة او فصل أو لوحة، بل كثيرا ما عدت لأتثبت مما قرأت.
عادة ما أجد، المقدمة المنطقية، التي تلحم أجزاء الهيكل الروائي إلي بعضها، والتي تعطي لكل كلمة وجملة وفقرة مشروعيتها،...
من بعد مجموعته القصصية (أنثى لا تحب المطر) أحس الروائي البحريني أحمد المؤذن بكائن آخر يتخلّق في وعيه، ينبئوه أن القصة القصيرة ليست السقف الأول والأخير في مسيرة الكتابة، فكانت روايته البكر (وقت للخراب القادم) مزيج عربي قابل للتوسع والتأويل، يختزن في داخله تفاعلات مجتمعية سياسية بيئية أخلاقية...
خلص لنا من مخض هذه الأحاديث أن الأسلوب الفني يتكون من الصورة والفكرة كما يتكون الماء القراح من الهدروجين والأوكسجين. وكما استحال في فن الطبيعة أن يتكون الماء من أحد عنصريه، فقد استحال في فن الإنسان أن يتكون الأسلوب من أحد جزئيه. ولا أقصر وجه الشبه بين الأسلوب والماء على أن تركُّب هذا وذاك من...
الأدب ، في محراب الكلمة ، رغبة ٌو اشتهاءٌ و إيطاءٌ لمعان ... و جنونٌ . فمن الطبيعي أن تكون للأجناس الأدبية سَطوة على الفكر و الإبداع ، فبقدر ما تتبلور التجربة الإبداعيَّة ، بقدر ما تميل الدَّفقة الشعورية نحو جنس أدبي يلبي فسحة الاشتهاء ودهشة الكتابة . غير أن المسار الذي يقطعه الأديب ، في...
القصة القصيرة إذ تتلقف الواقع كمرجع أو تنطلق من تجربته، لابد أنها تتوسل بوظائف تقنية، لأن القاص لا ينقل واقعا مصورا طبق الأصل، وإنما يتخذ الخيال ملجأ خصبا يتوسل به لتفكيك هذا الواقع وإعادة دمجه بالشكل الذي يفرضه الوعي واللاوعي كذلك.
للخيال أبعاد كثيرة منها العجائبية أو اللاواقعية، فتشكيل العالم...
"إن الشخصية المنحدرة من كتاب كل شيء فيه مقرر سلفا، ستصل في نهاية المطاف، إلى كتاب آخر تسجل فيه حكاياتها (الليالي)، كتاب بمثابة صدى وانعكاس للأول. هكذا يفرض المكتوب ذاته أولاً وأخيراً، بدءاً وختاماً".
عبد الفتاح كيليطو، العين والإبرة، الفنك 1696، ص:154.
نبش ينبش فهو نباش، هل تدرون ما معنى...
أما قول إميل زولا: (وهل نستطيع أن نتبين الكمال الفني في أسلوب هوميروس وفرجيل ونحن نقرأهما مترجمين) فمرماه أن روائع اليونان والرومان لم تخلد على الدهر إلا بمعانيها المبتكرة، ووقائعها المشوقة، وعواطفها الصادقة، وشخوصها الحية، بدليل أننا نقرأها اليوم بمعانيها لا بمبانيها، وبفكرَها لا بصورها. فلو...
اللغة -أي لغة- بحر واسع من المصطلحات والمعاني والدلالات القريبة والبعيدة. إن اختراع الإنسان للغة كان بدافع الحوجة للتعبير عن المدركات والمشعورات. وعلى هذا فإن قولنا بأن لغة أفضل من أخرى هو قول غير صحيح على الإطلاق؛ إذ أن كلّ لغة تولد معتمدة على احتياجات الناطقين بها في كل المجالات. وتطور اللغة...
ماذا نروم بسردية التوجس؟ وما هي قسماتها؟ وكيف تسهم في بناء عوالم النصوص القصصية؟ وكيف تؤدي دورا في تشكيل دلالات النصوص وأبعادها الفنية؟ وما تجليات البحث عن الألفة؟ وكيف تولِّد المفارقة؟ وكيف تسهم هذه السمة الفنية في تشكيل بناء النصوص القصصية؟
هذه أسئلة حفزتها قراءتنا للنصوص القصصية التي شملها...
أجل، إن الذين آمنوا بالصياغة ودعوا إليها، كانوا أفهم لمعنى البلاغة من الذين كفروا بها وزرَوْا عليها. ذلك لأن تجويد الصور يستلزم تجويد الفِكرَ وليس كذلك العكس. والعناية الدقيقة بالعبارة سبيل إلى إجادة التفكير وإحسان التخيل كما يرى فلوبير. وفلوبير هذا كان إمام الصناعة في فرنسا، أخذ نفسه بالتزام ما...
إن جورج أورويل هذا الكاتب البريطاني الفذ؛ كان مدركاً للمكانة التي سيتبؤها يوماً حين اختار أن يكون كاتباً، فعلى رغم موته وهو في قمة عطائه بمرض السل في السابعة والأربعين من عمره؛ يعرف أورويل اليوم مفكراً سياسياً ومبدعاً روائياً وناقداً اجتماعياً وكاتب مقالة فذاً ومناضلاً مبدئياً، مازالت آثاره تثير...
الشعر لغة الشعور وقد أخرج عن معناه الأصلي فأصبح يفهم منه الآن الكلام الموزون المقفى الذي يتوخى صاحبه إيداع خياله وشعوره فيه بصورة تستفز العواطف وتأخذ بمجامع القلوب وابتذله الأكثرون فأضحى حرفة يتغنى بها أحدهم ويعمد إلى اكتسابها على طريقة علمية كأن يقرأ العروض والقوافي ثم يقبض على اليراع ويحاول صف...
كتب - جعفر الديري:
علمياً؛ «الموت حالة توقف المخلوقات (الحية) نهائياً عن النمو والاستقلاب والنشاطات الوظيفية الحيوية (مثل التنفس والأكل والشرب والتفكر والحركة وإلخ) ولا يمكن للأجساد الميتة أن ترجع لمزاولة النشاطات والوظائف الآنفة الذكر». لكن ومقابل ذلك، يبدو الخلود «الحياة الأبدية»، منافياً...
لن يبلغ الأمل بالكاتب والقاري البحريني؛ أن ينظر للكتاب باعتباره صناعة قومية، كما هو شأنه في العالم المتقدم!، ولن يطمحوا لرؤية ساسة يضعون الكتاب ضمن أولى اهتماماتهم السياسية والاستراتيجية!. لكنهم أيضاً؛ لا يستطيعون التخلي عن قناعاتهم بأن صناعة الكتاب أمر خطير، لا يسهم في الحركية الثقافية...