نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
* إلى روح علي حسين الرشيد التكريتي
كان صوت المؤذن في ذلك الفجر الذي وقع في أحد أيام شهر آذار، يصل إليَّ من مسجد غير بعيد عن إسطبلات الحرس الملكي، بينما كان حارس شاب يرتدي بدلة عسكرية خضراء، يواصل فحص ماسورة بندقية (البور سعيد)، أمام ثلاثة جنود حفاة ومن دون أغطية رأس. كان الجنود شبابا أيضا،...
يا بعيد الدار عن عيني ومن قلبي قريب، كم أناديك. أناجيك. إنها تغني وأنا أسمع فأبكي وأغني. وكل يغني على ليلاه. وأنا على عمري أغني.
أندلسي عبق. يأتيني من زمن بعيد. يشجيني. صوت ملائكي يتخلل حواسي، فتطفو ذكرياتي، وتتوه المخيلة. تجتر صوراً شتى من ماض بعيد، عوض والحسين وقدري.
حقول الفواكه...
«الـقشَّاش»، صاحت امرأةٌ مبهورة الأنفاس، مشيرةً بسبابتها إلى عرض النهر. انداحت الحروف مع الموج الهيِّن، وانطلقت الدهشة من بؤرة الترقّب وسط أهالي البلدة المنتشرين على الضفاف. فهل ظهر القشَّاش حقيقةً أم لعلها أوهام الانتظارِ والشمس تدنو للمغيب.
القشَّاش: قدمان حافيتان وغبار ترحالٍ عنيد. يجوب...
صراخ أمي وأختي [ مريم ] ، جعلني أدرك أنّ أبي مات .
أسرعت إليه ، سرقت نظرة نحوه من النافذة ، ثم دخلت .. كانت أمي قد أسبلت جفنيه ، وكان وجهه المحروق بأشعة الشمس ممتقعا ، شديد الزرقة ، أسبوع وهو يعاني سكرات الموت ، من يوم أن أصيب بالفالج ، أنبأنا الطبيب بقرب موته ، ولكنني لم أصدق ، لا يعقل أن يموت...
"ليست ثمة قصة متكاملة طالما أن هناك مجموعة من القراء المتربصين. القصة التي كتب لها النجاح من باب الصدفة، كانت قوتها في شخوصها بعيدا عن إرادة الكاتب".
كاتب سها البال عن ذكر اسمه
لا أعتقد أن المصادفات لها وجهات معينة، لكنني على يقين أنها ترتبط بفصل الخريف في الغالب. الرياح تنفض جيوبها المحشوة...
كان زملاؤه في الجامعة، يسمونه «اللصقة» فما من مرّة رأوه مقبلاً نحوهم، إلاّ وسارع أحدهم لتنبيههم، قائلاً في حذر: (جاء اللصقة)! فينسحب بعضهم قبل وصولهِ، بطريقة ذكيّة قائلين:
- لنهرب... قبل أن يحلّ بلاؤهُ علينا.
وسبب هذا يعود إلى ظروف «عبد الله» القادم من الريف، ليتابع دراسته في كليّةِ الآداب...
مضى على تعيين الأستاذ [ حمدان العمر ] ، أكثر من ثلاث سنوات ، معلما وحيدا في قرية [ تل مكسور ] ، دون أن يطلب نقله إلى قريته القريبة ، بالرغم من حاجة أبويه العجوزين ، إلى خدماته في الأرض التي يتملّكانها ، فهو يرى نفسه كل شيء في [ تل مكسور ] ، فإذا انتقل إلى قريته ، ذهبت مكانته وهيبته ، ولسوف يضطر...
صديقي... لا أقصدُ الإساءةَ إليكَ في حديثي هذا، فلن أُحدّثَ الآخرين عن شخصيتك، بل عن نموذجٍ أنت تمثّلُه، وإمعاناً منّي بالحرص على عدم التّشهير بك، فسوف أغيّر اسمكَ، وسأهدر خمسة عشر سنتيمتراً من طولِكَ، وأضيفُ إلى نحولِكَ عشرينَ كيلو، وإلى عمرِك خمسَ سنوات.
أعزائي... أرجوكم ألاّ تهتمّوا بالشخصِ...
ذات يوم صنعت لي أمي دمية صغيرة من سيقان الذرة اليابسة . صممت الهيكل كما يجب . رأس مستدير ومرفوع لأعلى . اليدان مشرعتان والساقان طويلان ومستديران . انتزعت أمي خصل من شعر رأسها كانت ملتصقة بالمشط وثبتتها برأس الدمية فأصبح لها شعر طويل . بقلم الفحم رسمت أمي على رأس الدمية عينين سوداوين واسعتين . و...
١
يتلمس طريقه في الظلام الحالك، وهو يتذكر كم مر بهذا الطريق أياما وليالي. ينحني عند بعض المنعطفات ليلمس هذه النبتة أو يتعرف على ذلك الحجر، ومع كل انحناءة يستنشق بمليء رئتيه عبير أرض افتقدها وافتقدته . ثمة شعور طاغ يغمره ويكاد يجعله يقفز صارخا: إنني أسلك الطريق الصحيح لأول مرة. إن كل الطرق...
تُرى ..!
هل يستأثر الصّياد حين يُصوّب بندقيته نحو السماء ,بطائر دون آخَر ...!؟؟؟
أليس هو الذي يظلّ يرددّ بعنجهيّة طاووس:
" لو أطلّ فجرٌ وأنا لست في حالة عشق فأنا لست أنا " !!
إنّه يحتاج مع اطلالة كل فجر ان يُثبت لغروره أنّه قادر على اصطياد كل النساء ليزجّ بهن داخل أقفاص عاطفته.
والآن , لا أدري...
تحاول حشري يوميا في حمالة صدر اسفنجية حجمها يفوق حجمي مرتين ثم تضع فوقهما أخرى قطنية ضيقة حتى يكون المظهر أكثر تناسقا ليصر عملها نحتا مرمريا متقنا ... تقف أمام المرآة لتنظر إلى منجزها الفني و الفخر يفوح من ابتسامتها المقتضبة. ترتدي قميصا حريريا رقيقا ... تأخذ موقعها أمام المرآة مجددا لتصادق...
لبيتنا بوابة حديدية كبيرة سوداء ، معلق بها من أعلى جنزير صدئ غليظ ، في طرفه قفل نحاسي ضخم جداً .
أبي يقول أنه يكره هذا القفل لأنه لا يمكن كسره .
" هل يريد ابى ذلك حقا ؟ ".
لو وضع جدي يده على كتفك بحنان ، مكلما إياك بصوت ودود لضربتك الزلازل من داخلك .
كلنا نخافه فربما يزعق في مرة فينهار البيت...
ما إن جلستُ المقهى حتى رمقني بنظرةٍ متفحصةٍ، رددتُ عليه بمثلها بعدَ أن عجزت عن مصافحتهِ أو الإستفسار عن نواياه ،الرجل الذي في الصفحة التاسعة من رواية هرمان هيسة "ذئب البوادي"، في ما بعد أدركت رمقني بنظرة فاحصة حين سقطت قطرات من القهوة التي كنت أرشفها على صورة لإمرأة في الصفحة الثامنة كان...
انتبه إلى نظراتها المرسلة إليه ، نظرات حارّة فيهن مناداة وصخب ، تلفّت حوله ، استطلع وجوه الرّكاب ، فتيقّن أنّ نظراتها لا تقصد سواه .. فأخذ يبادلها النظرات من مكانه .
كانت جالسة على المقعد ، لا تفصله عنها سوى بضعة مقاعد ، وشعر بأنّها تبتسم له ، فأراد أن يردّ على ابتسامتها ، حتّى يجعلها تفهم أنّه...