سرد

الرعب والخوف يسيطران على الصبي الصغير ، الذي حدد نظره في نقطة بفضاء الكون شاخصا إليها في المنطقة التي يتوسطها القمر المخسوف في صفحة السماء المبهمة؛ بعد استيلاء الغجرية على نوره بأعمال سحر تتقنها؛ لحاجتها لبهائه وضيائه, ليحل على وجه ابنتها القبيحة فالليلة حفل زفافها, لتنال بجمالها اعجاب...
كنتُ أتجول في شوارع القاهرة المحروسة، حين أخذتني قدمي إلى أحد الطرقات، فوجدت فيها مقعدًا شاغرًا. كان التجوال قد أنهكني، فأحببتُ أن آخذَ قسطًا من الراحة قبل أن أكملَ نزهتي. أفكر في أمرٍ يشغلني منذ عدة أيام، بأن أهب كل أموالي لزوجتي في حياتي، حتى لا تجد من يقاسمها في الميراث بعد وفاتي، فتستطيع أن...
وقف أمام المبنى الشاهق للمحكمة يبصر الناس التي لا تعير هيئته البسيطة وجلبابه الذي كثرت فيه الرتوق حتى كادت تخفي قماشه أي نوع من الإهتمام، لقد كان يبصرهم دون نظر يسكن عينيه الكسيرة التي تتمنى الدمع ولا تجده فباتت كما حجرين صغيرين يسكنان وجهه الذي يحمل أخاديد رسمتها عليه قسوة أحكام الزمن. لعله...
في كُلِّ ليلةٍ وأنا على السريرِ -أثناء اليَقظةِ الكاملةِ التي تسبق النوم- أتلو هذا الوِرد: [مَنِ المُتَغرِّب عَن الآخَر: أأنتَ أم الحَياة؟ وإن رأيتَ نفسَكَ في المِرآةِ، فمَاذا تَرى؟ أتَرى غَريبًا في الحَياةِ، أم حياةَ غريب؟ ها أنتَ تَركضُ لاهثًا إلى المِرآةِ كُلَّ سَاعةٍ؛ لتَرى ما الجديد الذي...
لم يلحظ أحد فى قاعة الندوات خلال الوقوف حدادا على أرواح الشهداء أن هناك رجل فى أحد الصفوف لم يقف . إنما سمع الكثيرون صوت الجالس خلفه وهو ينهره ويأمره بالوقوف ، وعندما لم يمتثل للأمر ، وفى الوقت ذاته لم يرد عليه صاح فيه الرجل : (إيه هو انت "مكسح" ، باقول لك "قوم أقف" عيب) . تطوع بعض المجاورين فى...
كان تدفقا جميلا للغبطة التى أشعر بها، عندما سمعت صوت الموسيقى أتيا من بعيد من أحد المراكب السيارة على صفحة نهر النيل، وأم كلثوم تشدو برائعتها(شمس الأصيل) أنا وحبيبى يا نيل نولنا أمانينا، مطرح ما يسرى الهوى، ترسى ما مراسينا. شعرت بنشوة الوجد، وأنا فى حضرة الموسيقى لا يسعنى إلا أن أندمج كاملة...
أستطيع أن أقول، أنّ الملازم أوّل (هاني العلي)، كان صديقي، رغم أنّي أخدم برتبة (مجند)، وهو قائدي ومسؤول عنّي، فهو نائب قائد (السّرية الثّانية)، عرّفني عليه العرّيف (جبر اليوسف)، عندما انتقلت من (قلم) قيادة الكتيبة، إلى (سرّية الميم دال)، وقام قائد (سرّية الميم دال) بدوره، بفرزي إلى السّرية...
جلست (...) على عتبة الباب الخلفي لحديقة البيت، مكان صغير يضيء بهواجس عزلتها من وقت لآخر. تدخّن سيجارتها بحذرٍ لذيذ، مشوبٍ بالكثير من الهدوء، يرافقها ذلك المساء الرمادي الثقيل، والمكان من حولها صامتٌ ووحيد. كانت تُراقب السماء التي تغيّرت زرقتها، تجول بنظرها بين السحب التي تلبّدت بغيماتٍ بعيدةٍ...
سفر: الفاسدين في القطار الفاخر ورحلتى نحو القاهرة لاحضر مولد الترابى أشعر بأنفاسه معي وأنه ذاهب خلفي كعادته، يتتبعني، إلى أيّ مكان، لا أدري ماذا يريد مني، أنا لا أريد شيئًا من أحد، فقط أريد أن يتركني، الحقيقة أنني مللت، منذ شهور قررت أن أذهب إلى طبيب نفسي لكني خشيت من أدويتهم، خشيت أن يقول لي...
في يوم تكريمكِ، -يومِ الحفلِ الذي فاز به كتابُكِ الذي عِشتُ معكِ فيه خطوةً بخطوة- كنتُ قائمًا وراءك، وأقتربُ منكِ؛ كي أنظر لعينيكِ وهما تبرقان، من فَرطِ إبداعكِ...! ولا أنسى ساعاتِ الكتابة، ساعاتٍ كنتُ فيها أنظر إلى الكلمات وهي تنتظر بجوارِ قلمِك، تتسابق إلى أوراقكِ، كأنَّه مشهد راقص بين حبيبةٍ...
كعصفور صغير كانت كفى تهبط وسط يدها السمينة ونصعد السلم الخشبى؛ ترتكن على ساقيها ، ويهبط جرمها الكبير حتى تجلس القرفصاء ، ثم تمد يدها حيث تبيض الدجاجتان ، وعندما نعود ببيضتين ، تبتسم قائلة : الحمد لله وتحشو لنا أمى رغيفين ساخنين بالبيض المقلى وعندما أعود من المدرسة ويدى فى يد أخى الأصغر الذى...
ولد فاطمة كما ينعته والده متوتر هذه الأيام، لا يكف عن توزيع الشتائم يمينا ويسارا بسبب (الحزقة)* التي ضربت جيبه. قال متبرما من الراوي: ـ الله يهديك.. ابحث عن غيري.. كلما أردت تمرير موقف أو رأي لا تجد غير العربي. ثم إن أمي اسمها مباركة، وليس فاطمة. وأبي لا ينعتني كما ادعيت، بل يناديني (ولدي...
بدأت الخُطواتُ في ذلك المقهى -المعزول عن صخب المدينة- ربيعَ ٢٠١١م، حيث كنتُ أُطِلُّ على نافورةِ القسمِ الغَربي منه، جالسًا بزاويتها أكتبُ مساراتِ شخصياتِ نَصّي العَصِيّ على النسيانِ والاكتمال (كتاتيب أكاديمي)...؛ وكنتُ -آنذاك- أناظِر في نَقدِ الخطابِ الدينيّ مع شِلَلٍ مشلولةِ الواقعِ...
يا إلهي ... يا إلهي هل يعقل اني تحولت الى مدمن!! و إن فعلت فمن انا سوى نكرة أعمل طوال يومي منذ الصباح حتى مغيب الشمس أُكرى ببضع دنانير ... ثم ارى نفسي تجري بي حيث شارع ابو نؤاس تدق اجراس تعلن ان ساحة فقدان الوعي قد حانت... أراودها بخجل ان لا تفعل لكنها كعاهرة خجول تتمنع وهي الراغبة في مضاجعة...
لم أكن أسأله عن حيه وبيته والشجرة التي تنبت في فناء الدار ولا كنت اسأله عن اللون الرمادي الذي يرتديه دائما ولا عن تعلقه بتلك الدراجة .لم اخبره بالهواء الذي يتخلل شعري إذ اراه حتى ولو كان الشجر ساكنا ولا عن كفي التي تتعرق رغم الصقيع ولا عن طيور الدوري التي تصاحبني إذ اقف على الرصيف أنظر إليه...
أعلى