مختارات الأنطولوجيا

محمد روزنامجي ما أكثر ما ابتلعت دوامة الحياة أدباء وفنانين موهوبين ، فضاعوا ، وتبددت مواهبهم قبل أن يعطوا ما كان بإمكانهم أن يعطوه ، ومن هؤلاء القاص محمد روزنامجي . قليلون من يعرفون هذا الرجل اليوم ، وأقل منهم من يتذكرونه . وقد أسعدني كثيراً أن يتذكره الأستاذ القاص المبدع محمد خضير ويكتب عنه...
أحسبُ أن ما سوف أرويه قد حدث في خريف عام ١٩٧٧ بجامعة البصرة حينما كنت طالبا فيها، وكان ذلك في أول سنتي الدراسية الأولى بعد أن أخفق مسعاي في البقاء بجامعة "عين شمس" في القاهرة التي قصدتها مغامرا، وأنا صبيّ قروي نحيل، لم يألف بعدُ هوية المدن الكبيرة، وعدتُ منها خالي الوفاض بعد أشهر. يتعلّق الأمر،...
تاريخ القصة القصيرة، في الجزائر، هو تاريخ من سوء الفهم. فهذا الجنس الأدبي وجد نفسه، رغم أنفه، على الهامش، مهملاً، في مجتمع سادت فيه الشفهية، وازدهر فيه الشعر، لاسيما الشعر الملحون، ثم انتقل إلى النثر محتضناً الرواية. مجتمع بادر إلى قفزة في الهواء، من غير أن يتيح لنفسه مهلة في تأمل القصة القصيرة...
لأول مرة في حياته فكر الدكتور علي محمود أن يكتب قصة قصيرة، ولأنه لم يكن قد جرب كتابة القصص القصيرة أو الطويلة من قبل، احتار في الأمر، وأخذ يروح ويجيء في غرفة مكتبه المكتظة بالكتب وهو في حيرة شديدة من أمر هذه الرغبة الغريبة التي انتابته في هذا العمر، وهو الذي أوشك على بلوغ الستين، ولم يعرف لذلك...
اسمي “علية رمضان” ليس بالضبط لأن اسمي في البطاقة الرقم القومي “علية أحمد محمد علي رمضان‏”،‏ وأنا اختصرته لما قررت أن أكتب قصة، مثل كل البنات اللواتي ذهبن للتحرير في المظاهرات وبدأن يكتبن قصصا، فأنا اخترت اسمي هذا، وهو اسم أدبي حتى يكون خفيفا على السمع، ويتم التداول فيه. … نسيت أن أقول أنه حتى...
الراوية: صل على النبي السامع: اللهم صلى عليك يا نبي. قديما كان لحداد دكانة صغيرة على قد الحال، تكاد تتسع لوقوفه هو وصبيه. هو يقف إلى السندان يطرق الحديد، وصبيه إلى الكير يشد حبله، لينفخ على الفحم في الكور. وكان الحداد كلما فاض منه قرش، حفظه في كير قديم مرمي في الدكانة من أيام جدوده، وكان...
كانت هند تطلق ضحكتها عادة، بعد منتصف الليل، في الوقت الذي يعم فيه السكون على الدنيا، ونسمات لطيفة تتحرك بخفة وهى تنعش الأبدان، بينما تنزل ملائكة كثيرة تضرب بأجنحتها في الهواء، فتصنع موسيقى خافتة تُشرح القلوب، لم تكن هند تطلق ضحكة واحدة، بل العديد من الضحكات، على فترات متباعدة نسبيا. كانت الضحكة...
حين عرض سكرتير التحرير على محمد حسنين هيكل بروفات العدد الأسبوعي من” الأهرام”، استوقفته قصة بمساحة صفحة. أشار إلى اسم كاتب القصة، من هو؟. قال سكرتير التحرير: قاص شاب موهوب. جرى ” الأستاذ” بقلمه على اسم الكاتب بالحذف، وقال في نبرة غاضبة: الأهرام لا ينشر إلا للأسماء المتحققة. كان الطابق السادس في...
لم تكن قد مرّت عليّ سوى بضعة أشهر مذ أكملت فترة الخدمة العسكرية الإلزامية حين جاء نفير يوم كيبور مستدعيًا كلّ الجنود. في وهلة، فكّرت في تجاهل النداء. لا أعرف لما فكّرت في ذلك، لكنّني عرفت يقينًا أنّني لن أستطيع تحمّل تبعات ذلك التجاهل. تهمة الخيانة العظمى ستكون جاهزة لإعدامي. غالبت أفكاري...
مازلت أقضي أجمل وقتي حين أنفرد بقصص "يحيي الطاهر عبدالله" وأتأمل البنت في "جبل الشاي الأخضر"، وأردد من "أنا وهي وزهور العالم" "كان للشجر رائحة، وللأرض رائحة، ولشعرها رائحة، ولفمي رائحة" وتأخذني "الحقائق القديمة الصالحة لإثارة الدهشة لإسكافي المودة، وإلى "مصطفي البشاري" في الطوق والأسورة الذي...
ألْبرْدُ يَلْذَعُ وَجْنَتَيْكِ وَسَاعِدَيْكِ الْعَارَيَيْنْ وَالْحَقْلُ أَقْفَرُ لاَ رَفِيقَ يُزيلُ عَنْكِ الْغُمتيْنْ إلا الطُّيُورُ مُرَفْرِفَاتٍ حًوماً في الْجانَبَيْنْ لَوْ تَسْتَطيِعُ بمنِقْرٍ دَفَعتْ أذَاكِ وَمخْلبينْ وَحَمَتْ حِمَاكِ بُمْقلَتَيْنْ الزَّمْهَرِيرُ هُوَ اْلأليفُ يَهُبُّ لاَ...
تمنّت لو تقوله له: "تعال أنت وأسرتك وعيشوا هنا. بيتي واسع رحب دافئ."‏ لكنها ظلت صامتة. كانت تعلم أنه لن يتقبل الفكرة بل سيعتبر دعوتها ودّاً مصطنعاً وخبثاً.‏ حين اعتذر لها عن تأخره بقوله أنه منهمكاً بتركيب المدفأة في البيت لأن البرد غداً قارساً والأطفال يقاسون، تحاشت أن تشهق استغراباً.‏ لم تكن...
الفكرة مستوحاة من الأساطير الهندية لان يديك ألوف الأيادي لان جراحك شعب ينادي أنا الثأر والكبرياء لأنك وحدك جيش وفادي لأني احبك حب بلادي ركعت احيي الفداء. في القرية الكبيرة التي تشبه مدينتي كانت تعيش الحسناء . فتاة بايعها الناس كلهم بالحسن على الرغم من انهم لم يجمعوا قبل...
صانع الأقنعة: المعلم العاشر أوضح فى الجلسة السابقة أن عنيزة صاحبة امرؤ القيس وعائشة بنت طلحة صاحبة عمر بن أبى ربيعة كانتا تترددان على الكوافير وتستعملان المانيكير، وأثبت من كلام المعرى أن العرب كانت عندهم مدارس بنات. هل بينكم من ينكر هذا؟ أبو الفتوح الصباح: حتى إذا كان هذا صحيحا، فلا بد أن...
1 فى صحوات النفس أنسى كل شئ عنها ولا يبقى لى منها إلا ما يبقى للمغتسل فى بحر ضاحك من أمل تهب عليه زوابع الحياة فتذويه حتى قطرات الذكرى تفر وتشرد، وحين تأخذنى تلك النوبة التى تعتاد أصحاب الفن، تطيف بى حواشى الذكرى، وما آلمها وتهبط على من مناحى عقلى شوائب سوداء تحيل النفس إلى فن خالص لا غش فيه...
أعلى