مختارات الأنطولوجيا

كان في مدينة بغداد رجل اسمه ابراهيم عريق في الحسب والنسب وكان ساكناً في قصر على جانب الرصافة وكان ذلك القصر واسع الأرجاء أمامه المروج الخضراء حيث حفيف الأشجار وخرير الأنهار وتغريد الأطيار تطرب الناظر وتسر الخاطر ولكن هذه المناظر الأنيقة لم تكن إلا لتزيده كربة وتنغص عيشه لأنه كان قد طعن في السن...
وجه ملحي وامرأة من حمأ مسنون تستعذب تأويل الأوهام بما كسبت تتجاوز أركان الحسرة تفزع صوب نباح البحر وثائرة الأمواج رمالٌ تتحرك بالخطوة غير المنتظمة صوب الوجه الملحي خصر امرأة في اللفظ السري تمارس عوج الأشياء كعروس زفت لمجالسة الآلهة ووفود الفقهاء تتفجر أعينهم بمداخن مذنبة فى الزمن الخلع الخُلَع...
في مدينة الرباط، المرفوعةِ على أمواج الأطلسي العالية، يمشي الشاعرُ على الشارع بحثاً عن مُصَادَفَة المعنى و عن معنى المصادفة. يعرف النخيل جيّداً، و يسأل المارة عن أسماء الأشجار الأخرى، حاملةِ الجَمْر، دون أن يحصل على جواب واحد، كما لو أَن الشجر وجهةُ نظر أو استعارة. لكن المارة يسألونه عن وجهة...
في يومٍ بعيد، ليلةٍ من نهاية العقد الستّيني، ارتقينا، مجموعة، السلّمَ، لغرفةٍ في فندق على حافة ساحة أمّ البروم بالعشّار، يسكنها كوكب حمزة، وكانت واحدة من محطّات سكنِهِ الكثيرة، صغيرة وفقيرة، لكنّ "نجمةً" بزغَت في استقبالنا من أوتار العُود بحضنهِ، رحلت بنا إلى أقصى السماء. كان كوكب آنذاك يجرّب...
لم يكن حسن مولعاً بتربية الكلاب ، ولم يكن يحلم أن يأوي ذات يوم كلباً في بيته ، غير أنه صادف في إحدى تجولاته في أرجاء المدينة كلباً صغيراً ، قصير الأقدام ، أبيض الشعر ، ناعم العينين تطوق عنقه جلدة رثة مذهبة بمسامير من النحاس . كان هذا الكلب البائس المرتجف من الخوف قد وقع في قبضة صبي زقاقي حاف ،...
... كان أحمد يمضي في سبيله عبر الأزقة الغائصة في الوحل ، فاضطر حفاظاً على سرواله الوحيد من التلوث إلى رفعه بكلتا يديه ، مما جعل سيره مترنحاً مهدداً كل لحظة بالانكفاء على الأرض . كان يقصد صديقه مصطفى وهو فراش دمث الخلق يعمل فراشاً في وزارة الأشغال له بعض الدالة على مرموق يعمل مديراً في إحدى...
عـلـمُ الجهـادِ عـلـــــــــــــــيكَ ممتدُّ بندٌ يرفُّ بجنـبـــــــــــــــــــــهِ بندُ وشمـوسُه فـي الكـونِ مشـــــــــــــــرقةٌ يبـدو سنـاهـا أيـنمـا تبـــــــــــــدو أنـتَ الهُدى إمّا دنــــــــــــــــا ونأى أنــــــــــــــــتَ الجلالُ يروحُ أو يغد فجـمـالُ وجهكَ...
لواك عَلى كلّ المَنازِل خافِق وَذكرك في كُلِّ المَحافِل عابِقُ بكلّ فَم تَحلو وَفي كُلِّ خاطِر فَلَفظك سيّال وَمَعناك رائِقُ صَبونا لمرآك البَديع كَما صَبا لمعشوقه عند الزِيارة عاشِقُ وَلما تبن إِلّا وَهَذا مصافح ترنّحه البشرى وَهَذا معانقُ طلعت طُلوع الفجرِ ما فيك ريبة وَجئت كَما جاءَ...
السادة نجوم الفشل والخراب الذين يصدعون رؤوسنا بإعلاناتهم مدفوعة الثمن من الاموال المنهوبة من الدولة يطالبون المواطن العراقي بان يجلس في بيته ويتفرج على الفديوات ساذجة تثبت يوما بعد آخر أن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن ان تتحول ساحة للجهل وسطحية التفكير ، فالبعض من الذين يدعون النجومية في هذه...
تعتبر مجموعة «أبولو» بأجزائها الثلاثة التي اضطلع بكل مقاديرها الشاعر الدكتور أحمد زكي أبوشادي راعي جماعة «أبولو» الشعرية والتي صدرت بين عامي 1932 و1934 مرجعًا أمينا لحركة الشعر ولو في الثلاثينيات من القرن الماضي، وهي قد أفسحت صدرها لمئات من القصائد، لعشرات الشعراء تفاوتت طولاً وموضوعًا، عدا...
إلهـي أفـي الغرب هـذا الـوفـاءْ؟ = أتحظى النسـاء بـهـذا الـحنــــــــانْ؟! وفـي الشّرق يظلـمهـنّ الرّجـالُ = ويـقسـو عـلـيـهـنَّ صرف الزمــــــــان أتُظْلَمُ حـوّاءُ روحُ الـحنـــــــــــانِ = ويُجزَى الـوفـاءُ بـهـذا العقـــــــــوقْ؟! أتُظلَم بــــــــالشّرق مهد الهداةِ = وأرض الشّداة بنـيل...
في اليوم الثامن من نوفمبر عام 1949 صدر عدد الرسالة الأسبوعي يحمل في أول كلمة من تعقيباته (قصة الدموع التي شابت). . . وفي الساعة العاشرة من صباح ذلك اليوم نقل إلى التليفون صوت الشاعرة (ن. ط. ع) حزيناً كالعهد به، خافتاً كأنما يأتي من بعيد، قاتماً كأنما تعكس نبراته لون شعور عاش في الظلام: هل يتسع...
حنانك قلبي كفاك انهيارْ ... فما من شِراك المنايا فرارْ أما كُنت تعلمُ أن المنايا ... كُؤُوسٌ على كل حي تُدار أديرتْ على الخلق من آدم ... كُؤوسُ المنايا فلم تنج دار أبي كان بيتك كهفاً رحيباً ... وأنساً بكل صديق وجار فما ردَّ باُبك ذا حاجةٍ ... وكنْت المجير إذا الدهر جار كريم الخلال جوادٌ بما ...
لن تجعلوا من شعبنا شعب هنودٍ حمر.. فنحن باقون هنا.. في هذه الأرض التي تلبس في معصمها إسوارةً من زهر فهذه بلادنا.. فيها وجدنا منذ فجر العمر فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعر مشرشون نحن في خلجانها مثل حشيش البحر.. مشرشون نحن في تاريخها في خبزها المرقوق، في زيتونها في قمحها المصفر مشرشون نحن في...
نزار قباني؟. . أين كان هذا الشاعر وأين كنت؟! ما أكثر ما يقع في يدي من دواوين الشعر في هذه الأيام، فلا أكاد أقبل عليها حتى أعرض عنها. . إلا هذا الديون! لقد لقيت صاحبه منذ شهر لأول مرة، وأسمعني بعض شعره لأول مرة، ولم أنشأ يومئذ أن أقطع برأي في فنه خشية أن يكون قد قدم إلى خير قصائده. . أما الآن،...
أعلى