مختارات الأنطولوجيا

قلّيلة هي المِيتات الكاملةُ فالمقابر مليئة بالغشِّ، والشوارع مليئة ٌبالأشباحْ قليلة هي المِيتاتُ الكاملةُ لكنّ الطائر يعرف على أيّ غصن أخير يحطُّ، والشجرة تعرف أين ينتهي الطائر قليلة هي الميتات الكاملة والموتُ أقلّ يقينا في كلّ مرّة، فتجربةُ حياةٍ هو، وقد نحتاج حياتين أحياناً لنكملَ ميتةً واحدة،...
إنك لا تدخل المدن ، و لكنك تغوص في أعماق ذاتك ، بحثًا عن صور المدن في خيالك ، مكة المكرمة ما هي في الواقع المرئي ؟ مجرد مكان ، بطحاء ضيّقة تكاد تخنقها الصخور الجُرد التي تحيط بها ، عمارات و طرق و أسواق ، و جموع من البشر ، بعض قُطان هذا المكان ، يبيعون و يشترون ، و يأكلون و يشربون ، و يروحون و...
* أبو العبر وتحطيمُ البلاغة: العبث بين الغيظ وصناعة الفرح لم يكن أبو العبر صانع فرح. صانع الفرح يتخذ أسلوبا آخر، لا يتحرش بالناس على الشكل الذي فعله أبو العبر. صناعة الفرح تكون بالغناء والموسيقى والرقص. . . تكون بالدخول في عالم جميل حتى ننسى العالم الذي نحن فيه. الفن وحده يصنع الفرح، فعندما ندخل...
مقدّمة: رُويَ أنَّ أحدَ رجالاتِ الدولةِ الكبارِ - منَ الراحلينَ - قالَ يوماً: "انتهى زمنُ الثورات وجيفارا لم يكنْ ذا صواب أبداً...!!! وقالَ جيفارا: "لا تحزني، يا أمي، إنْ مُتُّ في غضِّ الشبابِ غداً، سأحرِّضُ أهلَ القبورِ، وأجعلُها ثورةً تحتَ التراب." (أحبُّك يا أرنستو!) شيخٌ مثلي يحلمُ...
تيا لَيْل كَمْ طَال اِنْبِلاجُ ضِيَاءِ فَجْرِكَ !!! يا لَيْل كَمْ طَالَ اِنْتِظارُ نزاعِ مَوْتِكَ !!! يا لَيْل مَاذَا لَوْ رَحَّلتْ وَلَوْ قَلِيلَا ؟؟؟ وتركتني ألهو قَلِيلَا ... وأهيم حُلَّمَاً فِي جِبَال لَمْ تَعدْ مُلَّكَاً لأقدامي ... وتركتَني ألهو وَحَيَّدَاً ... فِي حَدائِقِ بَهِجَتِي ...
سيتذكر البعض عند مطالعته العنوان بعض الروايات التي تحدثت عن الحب في إطار الزمن من "الحب في زمن الكوليرا" لغارسيا ماركيز إلى " العشق والموت في الزمن الحراشي" للطاهر وطّار، أما " الحب في الزمن الموازي" فهي كناية عن " الحب بين جدران الأسر" خاصة في السجون الإسرائيلية. و" الزمن الموازي" هو عنوان...
هَتفَتْ على إيقاعِ موجاتِ الأسيرْ وقدْ تغلَّفَ صوتُها بِنعاسِ ما بعدَ الظَّهيرةْ : أَفِرُّ من ضَجَرِ الحياةِ والاختناقِ مِنَ الْحِصارْ وأغذُّ سَيْرِيَ بشاطئِ البحرِ المُكَبَّلِ بالطُّغاةْ بِرِفْقَتي وَطَنُ الصَّغيرة فهَتَفْتُ في شَغَفٍ وَفي شوقٍ: صِفي لِيَ البَحْرَ المُكابِرَ يا فتاةْ أكادُ...
قِف أمامِي يا بُنيَّ حتَّى أحفظَ قامَتَكَ في الذَّاكِرَة. أَوَدُّ الذّهاب لمُلاقاةِ عائلتي: جمعٌ من الأيادي الحانيةِ حيثُ سيَّجَنَا النِّسيانُ. أريدُ المُضِيَّ.. لأجد عائلتي البَشريّة الحقيقية. تحت الفروع البارزة لشجرة الزيتون المُسمَرَّةِ في المنحدرات العارية لتلك التِّلال الزرقاء غفا اليأس...
أفكّر بأنّ الخيال العربيّ، لا بدَّ يمتلك بين أوراقه مفكّرةً تتّسع للهجرات الفلسطينيّة المترادفة، الأشجار القتيلة، الجسور المحطَّمة، الأسماء الشهيدة، الصور والوثائق والتقارير عن الحروب العربيّة، الحصار والنزوح، العودة وتقرير المصير.. أفكّر بمفكّرة محمود درويش_ التي كتَبَ آخر مقاطعها على حافة سرير...
"أنا هِنا شَبِّيت يا وطني ،،، زَيَّك ما لْقِيت يا وطني" وكأنه، بتـعمده انتقاء تلك الكلمات، لحظة دخول المركبة حدود العاصمة، كان السائق يعلم ما سيختلج نفوسنا من حنين لأيام الطفولة، واشتياق لأيام الوحدة ومعاني الانتماء الحقيقي للأرض. بحبورٍ، تهللت وجوه الركاب مع صدوح الموسيقى من المُسَجِّل،...
عندما انتهى من دراسته الاعدادية وانتقل الى الدراسة العليا، ودخوله مرحلة عمرية، في ذروة الحيوية والنشاط، كان يحمل معه أحلامه، من بينها ان تكون له حبيبة يقضي معها بقايا عمره، وربما سيجمعهما القدر معها تحت سقف واحد، وحياة ملئها السعادة والتعاون والألفة، فالحياة تحتاج إلى زوجين يسودهما التفاهم...
هو القلبُ أم حَفنةٌ من دخان القرى؟ قال لي صاحبي: نشأنا معاً وضحكنا معاً وشربنا معاً وحل أقدامنا فهل أنت مثلي غداً ميتٌ في المدينة؟ قلت: هذا اتجاهي من النهر حتى احتراقاته في الخليج جنوباً، جنوباً، جنوبا وكل الجهات التي حددتني غدت واحدة قال لي: أنت لا تعرف الأرض والآخرين قلت: أمي نهتني عن الموت...
وُلِد الروائي المغربي المعبِّر بالفرنسية، محمَّد لفتح، في مدينة سطات (قرب الدار البيضاء)، سنة 1946، وتابع تعليمه الثانوي في الدار البيضاء حيث ستشاء الصدف أن يكون أستاذه في مادّة الفلسفة، في ثانوية محمَّد الخامس، هو إدمون عمران المالح الذي سيسطع نجمه في سماء الرواية، في وقت لاحق. واصل لفتح...
كتب هايدغر في "تجربة الفكر": "يظل الأقدم في كل ما هو قديم يلاحقنا، ولا بد أن يدركنا". تفيد هذه الملاحقة مفهوما معينا عن التاريخ لاينحل إلى مجرد حركة صيرورة تقدمية يتجاوز فيها اللاحق السابق، وإنما يغدو، على العكس من ذلك، حركة حاضر يمتد بعيدا نحو الماضي، ولا يكون تذكرا له فحسب، وإنما تنبؤا...
في سنة 1974 وجّه شابان شاعران إلى جان بوفري اثني عشر سؤالاً فيما يخصّ هايدغر. نُشرت الأجوبة في السّنة نفسها في العدد الخامس من مجلة «لي بيل ليتر»، قبل أن تُنشر منقّحة فيما بعد في كتاب خاصّ. وجان بوفري 1907-1982 فيلسوف فرنسي تميّز بعلاقته الوثيقة مع هايدغر، لعل أكثر دلالاتها شهرة الرّسالة التي...
أعلى