عيناكَ جرحان ولا تبكي,
لأنَّ الدربَ لا يحتملُ الباكينَ .والمشوارْ
ركضٌ وراءَ النار, فوق النار , تحت النار
أسنَّةُ الأعداءِ والإخوةِ سيَّان,
دمانا هُدِرَتْ
والساسةُ المُخَنَّثونَ في قصور العارْ
يدبِّجون الخُطبَ الطوال للجهادِ والفخار
ويلعقونَ جزمَة الدولار.
*
عيناكَ جرحان ولا تبكي
لأن الدربَ لا...
ومن الشخصيات الفذة التي عرفتُها قبل الحرب الكبرى الأولى شخصية الأديبة الكبيرة مي. وقد بقينا صديقين إلى يوم وفاتها عقب عودتها من مستشفى الأمراض العقلية في لبنان. ولم تكن مي جميلة ولكنها كانت «حلوة». وكانت تعرف الآداب الإنجليزية والفرنسية، وتقرأ كثيرًا وتقف على الاتجاهات العصرية في أوروبا وأمريكا...
لا أدري وانا اكتب عن بن الملعلم او كما ينادونه دون نطق حرف النون بلمعلم ، يطلع لي في الحكي الكاتب العالمي محمد خير ، دون تخطيط لذلك ، ربما بسبب تعلقي بهذا الكاتب وتأثري بحياته رغم قصرها الا انها تصلح لفيلم سينمائي رائع
أول شيء فبلمعلم ومحمد خير الدين مزدادان في نفس السنة أي 1941 ثانيا هاجرا الى...
همنغواي من ناحية أخرى، بإلهام، وبشغف وجنون أقل نسبيًّا، لكن بصرامةٍ واضحة، يترك براغيه ظاهرة من الخارج كما في عربات السكك الحديدية. ربما لهذا السبب كان لفوكنر علاقة كبرى بروحي، في حين أن لهمنغواي التأثير الأكبر في مجال مهنتي.
تعرفته في الحال عندما لمحته يعبر مصادفةً مع زوجته ماري ويلزي شارع سان...
يا أبا فيّاض !
الآن ، ونحن نقف صفاً طويلاً عريضاً متلاحماً ، من رفاقك وأصدقائك وتلاميذك ، ونرفع الجباهَ إلى الأفق المخضّبِ حيثُ تُشرق ذكراك لنؤدّيَها تحبةَ اعتزازٍ بالكرامة والإباء على جبينك الوضّاء ...
الآن .. والخمس سنوات الماضيات الحافلات بالأحداث من كل نوع ، تتواكبُ في خواطرنا دفعةً واحدةً...
في بيتنا الدمشقي الواقع في زقاق الحمراوي ياسمينة يتيمة تحتلّ حوضا جانبيا صغيرا من أرض الدار.
كانت الياسمينة نحيلة وطويلة بلا فروع صغيرة على جانبيها أو أزهار بيضاء وكنت أسقيها يوميا كلما شطفتُ أرض الدار على أمل أن تزهر وتنفلش فروعها... ولكنها بقيت على حالها من الكآبة مخالفة قانون الضحك والنمو...
سألني بالأمس أحد القراء عن الكاتب العالمي الأمزيغي محمد خير الدين الذي ذكرته في حلقة الأمس وقال لي أول مرة أسمع بهذا الكاتب واجبته في تعليق مختصر ولهذا فكرت في كتابة هذه الحلقة بهذه الطريقة والسبب الثاني هو ان هناك شبه في الشكل بين بلمعلم وخير الدين وكذلك شبه في بعض السلوك مثلا عدم اعطائهم أهمية...
يا دجلة الخير صك السمع ما سردوا
فهل ركنت لأشتات السلاطين
صاد وحفنة ري منك نكفيني
فجد نميت لاجواد ميامين
وليس بي ظمأ للدم إن دمي
كما علمت لو استسقيت يرويني
لكن بي ظمأ للشمس تحرعها
غبر الجداء فتحييها وتحييني
يقال شحمك لو جس العدا ورم
وأنت تلقى الى جب وتبقيني
ماذا أقول اذا استنطقت عن وجعي
والجرح...
كان والده من جزيرة سالونيك اليونانية، بشارب مرتجف، وقد ترك زوجته المصرية في السويس، وجاء ليعيش في سيدني، معه آليكس وهو يتهادى في سيره، عيناه بلون الزيتون الأخضر. ربّته زوجة أبيه وحيداً بعدما مات زوجها اليونانيّ لاهثاً، قضى نحبه فوق فخذيها الأيرلنديتين الحليبيتين. كان الولد يجمع الأصدافَ، نابذاً...
توقفت الشمس في منتصف السماء تماما، ولقد حاولت أن أعي ما حولي ولكن ظروفا كثيرة كانت تعرقل فهمي.. إلا، أن كل ذلك لم يمنع نظري من التسلل إلى الاتساع المذهل للعالم الفسيح، باحة أو صالة أو ملعب روماني كان المنظر أمامي، ولقد همست لي أمی بأن كل هذه الجبال التي تحيط بالباحة أو الصالة أو الملعب الروماني...
لها رنين يهز القلب، يشعل كهرباء في جسم جسدي، تصاحبها غمزة من عينها الكحيلة توقظ صبوتي.. قالت وهي تمط ذيل ضحكتها وتلصق كتفها الطري بكتفي بعد مدفع الإفطار: «العيد قرب يابو صلاح». رفعت نظري إليها في استنكار، فهي أعلم بالحال.. وفي الحال، انهارت حجج التملص في نفسي.. لمحت وجه صلاح وفمه يتسع على آخره...
للشعر نهدان صغيران ولحية بدائية وأرجل خمس ، حين أكتب القصة بالليل، يعري نهديه ويغمز لي فأضطرب وأرتبك حتى أكسر قلم الرصاص حين أكتب بالنهار، يكشر عن لحيته فأضطرب وترتجف يدي حتى تفلت قلم الرصاص حين لا أكتب شيئا، يطاردني بأرجله الخمس حتى ينهكني وأسقط على الأرض، فيطل عليّ من فوقُ ضاحكا لم يبق لي إلا...