نصوص بقلم نقوس المهدي

إن المعاني في الخطاب بأنواعه؛ الأدبي والسياسي والتشريعي والفلسفي والتربوي والإعلامي والديني والسينمائي والمسرحي وسوى ذلك؛ ليست شيئًا ثابتًا وقارا وجليا وجاهزا يمكن أن يصل إليها المتلقي بسهولة ويسر -باعتباره ذاتا منتجة- من خلال عملية بحث منهجية وموضوعية فقط، بل بالإضافة إلى استعمال المنهج...
-4- محمد أركون يبقى علما من أعلام الفكر الإنساني الخالد ، بما أنجز من مؤلفات فلسفية ، وماقدم من أعمال فكرية في موضوعات حرجة ، تجمع بين التراث والحداثة ، والمتأمل في منهجه والآليات التي يستأنس بها في تفكيك أبنية الخطابات وإظهار وظائفيتها ، وإنتاج المعاني من مكوناتها ، يدرك عمق الحيرة المعرفية...
ولادتي الأولى كانت خطأ في حركة النجوم ولم يتبق من جنون الوادي سوى طلقة من مسدس تأخر موعدها ذاكرتي مازالت على الجدران جزء مني يسكن هنا في ركن المحيط الغرفة التي احتضنت ولادتي الثانية مازالت ترقص في صدري والشاطئ الذي كان قابلتي الثانية يهديني حفنة من من حبلي السري الطاولة التي احتفظت بتوقيعي على...
إذا كانت قصيدة النثر عند أدونيس وأنسى الحاج ، مجدت حضورها بالغموض والإمعان المجازى المنتشي برموز وإشارات المتصوفة و تجلياتهم ، فإنها في سياق آخر ـ أدركت أنها تستبدل سجن التفعيلة الذي تمردت عليه بسجن الوصفات المجهزة، التي جعلت الكثيرين من كتابها كما لو كانوا مقلدين لرموز قصيدة النثر وكأنهم يكتبون...
(تشرب. . .؟) (لا. . . وأشكرك. . .) فانحنى مساعد السائق، ووضع القلة الفخارية المفحمة في ركن من القاطرة، وانتصب وهو يمسح بيده الماء السائل من جانبي فمه، وتحول إلى النافذة وقال بعد أن لمح نور إحدى القرى: (الفكرية؟) (آه. . . . . .) (. . . . . . . . .) (فحم. . .) ففتح المساعد باب الفرن...
كنت أنظرها - على غير عادتها- صامتة متجهمة، ارتأيت ألا أتدخل فيما لا يعنيني، ولكن كيف؟ كيف لا تعنيني..وهي أنا؟! وقفت أمامها أستجدي نظرة تبوح بما بها كما كانت تفعل، ولكن على ما يبدو أنها قد عودت عينيها ألا تبوح. وكأن الأيام قد رسمت أقدارنا بما يتنافى مع دورانها، حملت حقيبتي وأنا أتهادى بخطوتي،...
بقلم : سري القدوة السبت 2 آذار / مارس 2024. الوضع الحالي في قطاع غزة مروع للغاية، إذ تقوم إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، منذ 146 يوما باستهداف المدنيين الفلسطينيين، الأطفال منهم والنساء، بالأسلحة الفتاكة، وتدمر المباني السكنية والبنى التحتية وتستهدف المستشفيات والمدارس ومراكز...
انعقدت محكمة الجنايات للنظر في قضايا مختلفة ومنها جناية قتل اتهم فيها فتى طيب الأحدوثة لم يسبق له الإجرام. وظهر من التحقيق أن الجناية لم تقع بقصد السرقة، إذ أن خاتم القتيل الماسي وساعته الذهبية - وهو كهل غني - وأشياء أخر ذات قيمة لم يمسها القاتل، مع أن المجال كان فسيحاً أمامه لسرقتها والاختفاء...
كانوا ثلاثة.. لا أعرفهم.. لم أتبين ملامحهم.. ولكني كنت أعرفهم.. أو أنني عرفتهم في زمن ما مغيب في أعماق الذاكرة؟!.. لعلي رسمت ملامحهم من مجمل ملامح كنت قد رأيتها أو مرت بي دون أن ألحظها.. أو لعلها وجوه رسمت نفسها بنفسها لتخرج عبر أحلامي المزعجة!! ولكن.. لمَ يزعجني ذلك الحلم.. هل هو كابوس؟.. لا...
-3- إننا نهدف من هذه المنشورات الموجزة إلى الإشارة إلى أهم المشاريع الفكرية التي أعدها المفكرون العرب، وأرسوا من خلالها توجهات منهجية لدراسة التراث العربي والإسلامي، وعبر ذلك أشاروا إلى مدى تأثير التراث بمختلف مداركه ومرجعياته في الراهن العربي والاسلامي، كما حاولوا تقديم بدائل كفيلة بتوفير شروط...
هنا خلف أسوار السجن نفوس توقفت عن الحلم، فالغد مبهم يكتنفه الغموض، الأفق مضبب عدا هؤلاء الذين يجاورونه ويشاركونه تلك البقعة قصرا ويديرون كل أعمالهم المناوئة للقانون القابع في الأضابير كي يستخرجه كل باحث عن درجة علمية يكتسب بها كنية جديدة، لأجلها يحسن ارتداء رباط عنقه، الليل ليل والنهار نهار ولكن...
تجافت جنباتي عن المضجع ، قمت فتوضأت ثم صليت ماقدر لي ربي من صلوات ثم أخذت كتابا أتصفح فيه السكون يخيم على الدنيا، قطرات المطر تحط على زجاج الغرفة فتصنع صوتا بوتيرة واحدة مما أعطاني شكلا من أشكال الوَنس، ظللت على تلك الحالة حتى اخترق أذنيّ رنين آخر غير صوت القطرات المتساقطة، أنصت مليا فسمعت...
أنا الآن اكره الشتاء كاي مفاجاة غير ساره واكره هذا الثوب البدائي المطرز الذي يبديني كراعية في سهوب لا اعرف اسمها لكنّي اتمثل جيدا نوع النساء اللائي يعشن هناك بوجوه حزينة وقلوب يقتلها العشق ربما صورة من شريط قديم علقت برأسي رغم أن الفلم وقتها كان بلغة أخرى والترجمة لم تكن واضحة وتمر كالبرق...
حين اصبح الشاعر والتر سكوت قصاصا كبيرا، خجل من عمله الجديد وكتب يقول: لم أنسب قصة " ويفرلي" إلى نفسي، فلست على ثقة من أنه يليق بمن كان مثلي من رجال القانون أن يكتب القصص، فقد كانت القصص - في أيامه – تعد فرعا منبوذا من فروع دوحة الشعراء، إذ كانت تمثل الابن البغيض في الأسرة الأدبية. وعندما...
لا تنكر وحيدة أنها أحبت حسان فى يوم من الأيام، يوم بعيد جدا، أيام كان نحيفا كعود بوص، يسير فى حواري وأزقة " الطابية " بجلبابه الهفهاف وقامته المديدة كالنخلة. كان يعمل لدى مقاول أنفار ُيدخل ورق الدشت إلى شركة الورق، أو يَرفع العجينة المتخلفة من الصناعة، لكن بعد وقت قصير اقتنع به المقاول وجعله...
أعلى