نصوص بقلم نقوس المهدي

كل الناس يتحدثون عني هذه الأيام.. لكن لا أحد يعرف من أين جئت، وكيف كبرت بسرعة. قلبي أبيض وطيب. كل ما تسمعون عني من الكلام الساقط مجرد باطل لتلويث صورتي، والحط من كرامتي.. والدي مثلكم مواطن بسيط من القاع الشعبي.. يعمل بيديه لنأكل.. كان يقول لنا دائما: ـ يا أولاد.. البطنة تُذهب الفطنة.. الطعام...
2- تزامنتْ حادثة نهب بيت "يَهْودَه"، وتفريغهِ من محتواه خلالَ فترة دعوة "أبي" لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية. إذ بقيّ غائباً عن المحلة لأكثر من أربعين يوماً، دون إجازة يوم واحد. حتى دفع البَدل النقدي، وعاد حرّاً، وفرحاً وتفاجأ بالذي أخبرتهُ به "جدتي" بأن بيت "يهوده" نُهبَ. كأن ضحكته تيّبستْ،...
قد يبدو المجال خصبًا للكتابة عن الأب لكنها قبل كلِّ شيء تأملٌ في طبيعة إنسانية وسبرٌ لروح مُشرقة، يغدو الكاتب إزاءها كمن هو واقفٌ أمام جبل شاهق. وأظن أن تقرير الأستاذ القدير محمد الرويلي ينشدُ معرفةً ضمنية تختبئ بين من هم أشدُّ التصاقًا بهذا الإنسان؛ وهذه لا تتكشف إلا من لدن المُحتفى به أو من...
لحظة التفجير لا أنساها، أصبت بسكتة دماغية، لم أع ما يحصل، تراءى لي سقف الغرفة يطبق على صدري الضيق و يدي تلوّح من بعيد ، إنني هنا أرفل بين أكوام ركن المطبخ الدافئ أما قطعة من ساقي اليمنى تناثرت مع الشظايا، الغريب أن لطخة كبيرة من كبدي تبعتها في حنوّ و اندفاع. تعالى صراخ شعيرات مفرقي تتقافز في...
بقلم: سري القدوة الخميس 16 تشرين الثاني / نوفمبر 2023. ما يحدث اليوم في غزة والضفة الغربية والقدس هو محاولة مستميته من جانب حكومة التطرف ومجلس حربها إعادة إنتاج نكبة أو نكسة جديدة بحق الشعب الفلسطيني، يكون الهدف الأكبر لها هو تهجير شعبنا الفلسطيني إلى خارج حدود فلسطين التاريخية، من أجل الوصول...
إن تاريخ مفهوم التفكيك – في الفلسفة وخارجها – طويل ومعقد. ولكن هنا المعنى المحدد الذي أعطاه الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا لهذه الكلمة والذي أريد أن أشير إليه حصريًا من أجل إعادة تأهيل حجم ودقة هذه البادرة التي كثيرًا ما يستنكرها اليوم، بشكل أساسي أولئك الذين لا يعرفونها. يبدو الحب، الذي يمر عبر هذه...
عَادِياً سَأَعِيشُ حَيَاتِي. وَلَنْ أجْعَلَ الهَمَّ يَحْمِلُنِي فَوْقَ نَعْشٍ لِمَثْوَايَ قَبْلَ انْطِفَاءِ الفَتِيلْ. سَوْفَ آكُلُ قَلْبِيْ وَلَوْ كَانَ طَعْمُهُ مُرّاً لِأفْقِدَ كُلَّ شُعُورٍ يُعَذِّبُنِي دُونَ جَدْوَى. أنَا لَنْ أُغَيِّرَ فِي اللَّوْنِ لَوْناً فَكَيْفَ أُغَيِّرُ فِي أعْيُنٍ...
التغني بخروج الجماهير العربية الى الساحات والشوارع للهتاف والتنديد وإبداء السخط لا يكفي... تقديم التبرعات والإمدادات والمعونات لتزدحم على معبر رفح المحتل من قبل العدو لا يكفي ... بل هو تسخيف للدم المتدفق كالشلال من نساء وأطفال ووزنه ببعض الارطال من سقط الدنيا الدنيئة ...الصرخات والنداءات...
أمام طاولة الآه جلس قبالتي على مقعد متهاوي يرمقني بقسوة ينزع من ليلي عيدان الصبر ويسلمني للصمت والليل.. .. كهل أعرج يتمطى بين ظلال تتجرع قهر الوحدة يساقط في كأسي ثلج الحيرة ونخب العمر المتأرجح.. .. بين الوجع وبين شرود غلفني يعلن فوزه ذاك الندم الجالس كِبرا يرمقني بقسوة يجثم فوقي .. ويكممني...
لم تكشف جسدها للصعاليك ولم تبد زينتها للبغاء كقحف سلحفاة جسدها حين يغطيه الماء ويستر عورتها عيناها تستحمان بماء النهر الجسد يحتفي بزمهرير الافواه الحارقة فخذاها يتدليان على الاريكة من السقف الجدران تفتح ابوابها للاحبة والمفاتيح سيقان يتدحرج بينهما اغتصاب السكون • للوجوه اجساد مرتعشة الاجساد...
سعينا على هذه الأرض المنداحة محسوب بدقة يتراوح بين التخيير والتسيير، لكل منا ورده وله مريد يجثو على ركبتيه بين يديه امتثالا، وكلنا يختار مريده على قدر علو همته، هذا هو الميزان الذي به نقاس، من بني جلدتنا صقور مستنفرة تجول بعيونها الثاقبة على الخريطة تجري مسحة على تلك الحواضر التي سطرت أمجادا...
حملتُ ذراعي المبتورة وركضتُ نحو الركام كان الليلُ أبيضَ وكنتُ في فستانٍ سُكَرِيٍّ أمي تحملُ حفيدها اليتيم راكضةً نحو المشفى تمدُّ يدها: - عودي يا روان! أنا لن أعود يا أمي لأني نسيتُ صندوق الأسرار الخشبي في الدار أنا سأعود إلى الدار.. ماذا حلَّ بنا يا حبيبي الأسمر يا ذا العين العسلية والشعر...
لنجعل القضية الفلسطينية محور جلساتنا، ولنشيد بالموقف المصري وبدور القوات المسلحة في ملف القضية الفلسطينية.... يقتضي الواجب الوطني والديني والإنساني أن ندعم القضية الفلسطينية في كل مكان، في جلساتنا العامة والخاصة، بل في بيوتنا وذلك كنوع من الدعم المعنوي لأهلنا في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة...
بقلم : سري القدوة الأربعاء 15 تشرين الثاني / نوفمبر 2023. في الوقت الذي يواصل فيه يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ39 على التوالي، وقصفه المكثف على القطاع وتدمير المنازل والبيوت على رؤوس ساكنيها وتدمير الطرق والبنية التحتية واستهداف المستشفيات بسلسلة من الغارات في ظل...
أسير في الطريق المعتاد للمنزل.. كل شيء مختلف.. الطريق الواسع أصبح صغيرا ضيقا.. أشعر بالغربة.. أين ذهبت الأشجار و العصافير التي كانت تغرد لي وتستقر على كتفي وتنقر الشريط الأحمر في نهاية ضفيرتي الطويلة؟ و هذه البحيرة.. متى ظهرت ومن أين؟! الماء لزج وله رائحة ثقيلة.. كيف أعبر؟ سأسير على الحافة...
أعلى