محمد محمود غدية

هناك من يغلق شباكه فى وجه السعادة، لأنه لايقدر على فرد جناحيه، والنهوض من تحت الدثر، لا يفعل ماتفعله البجع فى سعيها للرزق، وسط ثلج الفضاء العاصف، الحياة دأبت على منحنا حفنة من الهموم، بين الوقت والآخر، هى مقدرات لا تخصنا وحدنا، لكن هذا شأنها مع كل الناس، لابد للهموم أن تحلق فوق رؤسنا، لكنه...
يضوع عطرها وينتشر فيسكره، يبادلها الإبتسام وهو يضع الساندوتش الذى إعتادته على الطاولة، شاهد حيرتها وهى تفرغ حقيبتها فوق الطاولة، بحثا عن النقود التى لم تجدها بين دهشتها وحيرتها، عاد النادل بفاتورة الحساب بعد ما سددها من جيبه، شكرته وهى الزبونة الدائمة للمطعم، أشياء كثيرة تدور برأسها لم يكن من...
منذ زواجهما ومركب العمر تسير بهما سيرا هادئا فى بحر بلا أمواج، حتى كان يوما طرقت فيه جارتهما فى الشقة المقابلة الباب، عروس جديدة مثلها، الأزواج فى أشغالهم نهارا، والثرثرة من نصيب الزوجات، ثرثرات وحكايات عن كل الدنيا، وذلك العالم، الفضائى الفيس والانسجرام والتويتر والواتس، عالم سحرى ينقلك إلى...
عينيها النجلاوتين، أكثر إلتماعا من مصابيح الشوارع الباهتة، السماء داكنة إلا من بضعة نجوم شحيحة تلمع فى ضعف، إستفردت بها الوحشة وداهمتها أنياب الوهن، تخاف الموت الذى بات وشيكا، منزلقا على جدران حجرتها، عاشت الحب ولم تكن تدرى له تفسير، تعرف فقط أنه موجود وتعيشه، ولم يعد موجودا، بعد أن تسلل هاربا...
سنين ومرت زى الثوانى فى حبك انت / وان كنت اقدر احب تانى / احبك انت الله الله ياست قالها، وهو يرتشف القهوة فى تلذذ، رغم خسارته دور الطاولة، اليوم تلقى اتصالا هاتفيا ان كتابه الذى استغرق فى كتابته ثلاث سنوات، ضمن الكتب المرشحة لجائزة الدولة التقديرية، القراءة والكتابة عنده عالم شاسع من الأحلام...
إنتظرته مفاجأة قاتلة، فى معمل التحاليل الطبية، أخلت بتوازنه، تعثرت قدمه على السلم، لولا تدافع أحدهم المفاجئ، حال بينه وبين السقوط المحقق، ضاقت به الدنيا لا يدرى أين يذهب، وقد أكدت نتيجة التحاليل إصابة زوجته بالمرض الذى لا نجاة منه، قفزت صورة إبن صديقه وهو طيار مدنى، كيف حلم الأب بأن رحلة الطيران...
لعشاق الكتابة كتب أحدهم يقول : لا أطلب منك أن تصف سقوط المطر، بل أطلب منك أن تشعرنى بالبلل - يفصلها عن المطر زجاج النافذة، تريد أن تشعر بالبلل، فتحت النافذة أصبحت فى سن العاشرة وهى تملىء كفيها بقطرات المطر، تطفو أمامها المرئيات فوق برك الماء والضباب، وظلال الصبح الرمادى الذى يشبه أحلامها التى...
الأولى : فجأة وجدها لا تكلمه وقد غابت إبتسامتها لأول مرة بعد مرور عشر سنوات على زواجهما ، تدفقت كل الصور فى لحظة وكأنها كانت محتجزة خلف قبو أزيل ، فاندفعت تياراً لا يتوقف ولا يهدأ ، يعشق وجهها الذى فى لون الصباح وعينيها الواسعتين ، اللتين تتلألأ فى سوادهما عشرات النجوم، إكتشف سبب غياب...
أمسك بهما الحب فى سنوات الجامعة ومابعد التخرج، أمامهما الكثير من التحديات، العمل والزواج، إمتطيا زوارق الأحلام، فى بحور عاصفة وأمواج غاضبة، حتى إصطدم زورقهما بصخرة الواقع المؤلم، مرشدهما الوحيد للعبور إلى شواطئ الأمان كان الحب، لم يكن أمامه إختيارات، لا بد له من مصارعة الأهوال، والأمواج...
ألقى بنفسه فى بحر الحب،بطريقة الذوبان فى أول نهر يصادفه، وهو لم يتعلم بعد العوم، مستخدما عواطفه بطريقة مائة فى المائة، وعقله صفر فى المائة، فكان الغرق، بعدها إلتقى باإحدى العرافات وضاربات الودع، قالت : الحب مكتوب على كل البشر، لاينجو منه سوى القليل، كاد أن يشطرك نصفين، لكنك نجوت، العمر لديك...
كان لا بد أن يكلل حبهما بالزواج، ويعيشا متعة التوافق والحياة المثلى، حتى برز لهما القدر من مكمنه، مكشرا عن أنيابه، معترضا طريقهما وهو لا يحالف إلا ليغدر، أخبرته وهى فى قمة فرحها عن حملها، يصرخ بوجهها لا بد من إسقاطه، مازلنا فى أول الطريق لم نبلغ بعد النجاح، لتصرخ من بين دموعها : أنه لا قيمة...
سحبت الشمس أثوابها فى رحلة الغياب، وتسلل الليل عبر شباك النافذة الذى كان مواربا، يقطع السكون رنين الهاتف، الذى حمل خبر نجاح كبرى البنات، أخيرا حصلت على بكالريوس الإعلام قسم صحافة، إلتحقت بالعمل فى إحدى الصحف الخاصة، بعد رفض والدها العمل تحت ريادته، فى واحدة من الصحف القومية الكبرى - تجلس...
لديه القدرة المدهشة لإعادة الشراع الى حالته الأولى، بعد أن عبثت به فوضى الريح والوصول بمركبه الى شواطىء الأمان، المدهش أنه حين تمطر السماء، تتساقط سنواته الأربعين ويصبح طفلا فى العاشرة، ليس له بهذا الكوكب الدوار عنوان، كل المدن والبحار ملك له، يقف أمام عين حبيبته مخدرا مصلوبا، يستكشف ألقهما...
بعد ليل طويل، مزقت ستائر غرفتها الرمادية، بستائر الوانها مبهجة وردية، مودعة الليل المعتم، مرحبة باإشراقة الصباح بعد غياب، كان لا بد لها التطهر من كل المرارات التى تجرعتها، وغاصت بداخلها وحولها، كيف أصبحت امراة عاطلة من الفرح والشباب، والذكريات وكل شىء، وهى التى ذهبت اليه، بدافع حبها له، وهى أيضا...
رسم لنفسه هدفا لا يحيد عنه، فى إختياره واحدة من كليات القمة، سياسة واقتصاد كوالده الذى يعمل فى الحقل الدبلوماسى، والسفر لكل الدنيا فى آخر المرحلة الثانوية، فى إحدى مدارس اللغات الخاصة المشتركة، ولأنه نتاج الحضارتين الأوربية والمصرية، أب مصرى وام المانية، فقد ورث الشعر الأصفر والوسامة ورشاقة...

هذا الملف

نصوص
421
آخر تحديث
أعلى