وحده الظل كان له صولجان
يشير به لمجيئ الخريف
فتنهمر الطير بين يديهِ
بلا عددٍ
يصعد الروحَ
بِضعُ سهوبٍ تقوم بخدمتهِ
والفراش
رعيل غويٌّ من السنبلات
يؤسس مشجَرَةً تحت حاجبهِ
فيصير الأميرَ
وليسَ ينازعه غير منعرج
بات يلمع في ردَهات الطريق الذي
يربط الغابَ بالمقبرةْ...
لن أسير إلى الشرقِ
ثمة قوس...
واجتمعنا على بيعة الفيضانِ
منابعنا احتفلت بالطيور الجميلة
والعشب يطلع أعضاؤه كالسماوات
ذات الحبكْ
لا مدار نقايضه بالمودةِ
لاعطرَ يسهر تحت الخياشيمِ
حتى نؤوّله بإرادتنا
ونعمم منواله في القبيلةِ
ثم لنا تخرج امرأةٌ
تستقي الزهوَ منهُ
إذنْ
حينما اقترح النخل أن يستنيرَ
فقد كان مغتبطا بالشطوط
التي...
لأحدثك اليوم عن المشرق
يلزمني قافيةً ثانية
ألقي البحر بها
في العتَمةْ...
أدخل بابَ اللهِ
وأسأل وأنا في الطرقاتِ
أمَا زال الصمت بها يرحلُ
جهةَ الماءِ؟
مدايَ يصالح وجهتهُ
حين يراني يقوم إلى صورته
فيرممها علناً
ويؤيدني وأنا أبدي الرغبة
في السفرِ إلى الزمنِ الأوَّلِ
حيث ألِفْتُ شتاءً كان يكلمني...
أيا صخب الصمتِ
إنك تورق في عتَباتي
بلا شجر ناسكٍ
ثم تترك شمسك لي
والقصائدَ
والاحتفالَ اللذيذَ
أنا واقف
في يدي حجر ناتئُ
يتأبّط لامَ الألفْ...
وردتي الأريحيةُ
كانت تسيم النهارَ بمرج الفراغ
وفي الطين تنفخ أجنحةً
فتحاصر محنتها بالجدار الأليف
وآيتُها
أن تعي ظلها
كي يصالحها الحبق المرتمي
في فم...
لا حولَ لك اليوم وأنت
على ظهر الموجةِ
تطلق سرب همساتٍ هي آخر
ما يتبقى لك من
إرث الماءِ
وأوصيكَ
إذا جئتَ القوم على البغلةِ متشحا
بنبوءتك المرئيّةِ
رأسك منتزَهٌ
وقميصك يصخبُ
والأفْقُ أمامك ينبوع خَضِلٌ
وأقاصي الأرض تحبكَ
فاركض نحو البحرِ
لتلقط شغف الموج
وأبّهة الزرقةِ
من أعطاك الإذنَ؟
تزوَّجْتَ...
للغيمة طرقٌ موغلةٌ
في الروحِ
ودكْنتُها للماء مواقيتٌ
أنا أحيانا أفرح حين يمرّ بناحيتي
ما يشبهها
ويؤدّي فرض الطاعة للريح...
وحيدا أسكب شجن الأيامِ
على متكئي
ما الشمس سوى جهة أولى
والنخل لها المطلعُ
كنت إليها أنظر مزدحما
بالأطياف
فأسقطتِ الليلَ على جسدي
وأعادت صيغة نشأتها بقليل
من تاريخ الأرض...
الآن أجدد منزلة الغيم
وللطير أقود خريفا
يبدي الرأفةً
لا ناقل للآيات سواه
يَثّاقلُ
وإلى دمه يمشي متقدا
بعصافير الملح
وقد يغوي الطرقاتِ هنا وهناك
وينقل وجهته ناحية أخرى
كي يدع الريح تمر محاذيةً
لذرى جانبه الشكِسِ
وترقى حتى إشعارٍ آخرَ ...
في الغرفةِ ذاتِ المتسع على الشاطئ
تطلع لؤلؤة
تومئ للبحر...
اِسمي يسكن رئة النهر
ولي حجر تورق فيه
أيام الأمس الأخرى
وحدي المفتون بجنون النارَنْجِ
سأعبر قفص الريحِ
أعي أن الطيرَ تؤثِّثُ بالعشب
طريق الملكوتِ
قدَّرْتُ بأني أحيا
والرجل الكلبيًّ على يده دمّلةٌ
يرتعشُ البرق براحتهِ
فيحايث عصفورا
ويجر أقاليم الماء
إلى مزولة في الحائط
تراقب ألقا منثورا...
ليس انحدارا لطريقٍ
أو حضورا نادرا لغيمةٍ
بل إنه وقتُ يمد الأرض بالتأويلِ
ثم يقبض الرماد من أطرافه
وحين يغلو
يمزج السمادير بموجٍ راتبٍ
أو
ينثني بالنقع
يجريه غدوّا ورواحا في العبابِ
يشرب الزهوَ
ويرعى الدمدمةْ
إذ أقف اليوم أمام غابةٍ
أبصر نبعا زائرا لأهله
ودمّلا تبحث عن ساقيْ نعامةٍ
ورمشاً هاربا...
ما الذي جعل الطين يقْلَقُ؟
كان قبل المساء يؤاخي العذوق التي
تسحب النخل نحو القداسة
يحفظ صيغته العدنيّةَ
والآن حين يقود خطاه
إلى الماء
صار يحب الإقامة بين سنبلتين
لديهما انحناء سميك تمر به الريح
ثم تزجِّج حاجبها بِالرخامِ...
سكينة يومي لها صِيَغٌ تتعدَّدُ
حين تجيء إلى زمن الأرض
تبصر عرس اليمام...
تتشح الأرض بمن أحببْنا
فتحدِّثُنا عن متَّسَعٍ
مِلْكَ طريق نوستالْجيِّ
يأبى أن يغرسَ في الطين
مراوحه الخمسةَ
والشاهدُ عشبٌ مهترئٌ
يتميَّز خفَقاناً خلف المقهى الملقى
في الشارعِ كالأرجوحة
منتصفَ العيدِ
لقد أورق ثَمَّ القسطَلُ
كانَ جميلا
أعطى لمن عبروا العطرَ
وللعربات أباح ضياء الماءِ
ولم أدْرِ...
لديَّ هزيعٌ من الأكََماتِ
وظلٌّ حفيٌّ
وخاتًمُه طاعنٌ في
لجينِ المروءةِ
لا صهاريجَ أملؤها بيَبابي
ولا طيرَ تعلكُ سهْدَ البساتينِ آونةً
بعدَ آونةٍ
سوف أرمي انحناء الطريقِ على امرأةٍ
صوبَ جسرٍ تسابق
نخلتَها الواحدةْ
إن لي ثبجَ الماءِ
أشكر رهط العصافير
حين حفرْتُ على ساعد الأرض بئراً
أتتْ...
صديقي له الأرض متكأٌ
وعلى كفه نجمة تستريحُ
وثَمَّ غزالٌ تألَّهَ كي في المنامِ ينبِّئهُ
باحتمال اليبابِ
إذا سار
كان له النهر حاشيةً للأغاني التي
تتقوس في ضفتيه
فشكرا لمن كان قرب النعوشِ
يؤدي طقوس الحياة
فأمسى ينادم خيبتهُ بقليل
من القلق الفوضويِّ
نعلّق قوس البكاء على
دابر الطرقاتِ
فتأوي إلينا...