محمد السلاموني

ينتج الإحباط عادة عن الفقدان ؛ فقدان الأمل وما يستتبعه من شعور باليأس ... هذا والأمل ، فى حقيقته ، (سؤال) متعلق بالمستقبل ... مما يعنى أن (الإحباط) - فى نهاية الأمر - هو إنهيار الأمل فيما سوف يأتى... هذا والشعوب التى تتعايش مع الإحباط ويصير جزءا من حياتها اليومية - نظرا لاعتيادها عليه لقرون...
كلنا نعرف أن التاريخ يتكون من تعاقب أحداث كبرى وفق نوع معين من الإنتظامات... لكن هناك نظرية أخرى تذهب إلى العكس من هذا التَّصَوُّر الشهير . وتتلخص الفكرة فى أن التصور القديم الذى يقول بخضوع حركة التاريخ لإنتظامات من نوع ما ، يتأسس على الفرضية القائلة بـ [خضوع العلامة لمجموعة من القواعد التى...
نحن كأفراد نلهو ، نعبث بوجودنا ، لا شك فى هذا - طالما أننا نصعد أو نهبط فى الحياة من غير وجهة ... أمَّا أن تكون الدولة كذلك أيضا ، فتلك هى الطامة الكبرى ... لدى قناعة راسخة بأن مأزقنا يرتد فى النهاية إلى الدولة ذاتها ، إذ نعتقد - كأفراد - بأننا (نحن الدولة) ، أى بأننا كـ (أجزاء) ، لا معنى...
غدا، سأذهب إلى البحر سأذهب إلى البحر كى أفرغ البحر الذى امتلأت به فى البحر فى البحر، سأفرغ قلبى من البحر سأفرغ البحر من قلبى سأفرغ قلبى من قلبى وأعود فارغا مِنها... غدا... سأغسل وجهى من وجهى سأغسلنى مِنِّى... سأغسلها من عينىِّ كى لا ترانى أبدا... / عسى أن أختفى هناك، فى موجة أخيرة فى نوبة أخيرة...
فى معاجم اللغة، [ثَرْثَرَةٌ : كَثْرَةُ الكَلاَمِ فِي مُبالَغَةٍ مِنْ دُونِ جَدْوَى. / ثرثر في كلامِه : أكثر منه في تخليط وترديد بسرعة، وبلا فائدة. / الثَّرْثار : الذي يكثر الكلامَ في تكلُّفٍ وخروج عن الحدّ.] وهو ما يعنى أن "قلة الكلام أو ما قَلَّ ودَلَّ، والجدوى، ومراعاة عدم المبالغة...
// السرد الصوفى: يتمحور السرد الصوفى حول السؤال عن الذات. سؤال "الذات" هذا، الذات؛ تلك المجهولة، لمعرفتها، يعمل داخل العلاقة بين "المعرفة والفضيلة"، كما انتهت إليها الفلسفة القديمة، حين كان الفيلسوف هو "مُحِب الحِكمة"، تبعا لاستبدالات أخرى، يستثمر بها الصوفى "الفلسفة" كأرجوحة عقلية يقارب بها...
ليس غريبا أن تلتقى بشخص ما يريد الوصول لشئ ما، ثم تفاجأ بأنه هو الذى يقف حجر عثرة فى طريقه هو نفسه... هنا يخطر لك أن تخبره بأن إزاحة نفسه من طريقه هو الحل الوحيد الممكن، وأن هذا هو شرط الوصول... فإذا به يتشبث بنفسه أكثر، بأن يصنع منك نِدا لنفسه هذه!... وفى النهاية تكتشف ما كنت تعرفه منذ البداية-...
"الكلمة" أو العلامة اللغوية عامة، لا تمنحنا دلالتها دفعة واحدة، وعادة ما تراوغنا؛ ذلك لأن "الدال" لا يخفى تحته مدلولا محدَّدا، بل مدلولات عديدة، هذا والذى يحدد لنا القصد الدلالى هى الرؤية العامة المهيمنة على العمل الأدبى ككل. وهو ما يعنى أن مرجعية المعانى الجزئية المتناثرة هنا وهناك داخل العمل...
لماذا لا توجد فلسفة (عربية) مثلما يوجد لدى الغرب ؟. ولنا أن نلاحظ أننا كما نفتقر إلى الفلسفة فإنما نفتقر إلى العلم أيضا - نعم لا يوجد (علم عربى) ... لماذا يفتقر العرب إلى (الفلسفة والعلم) ؟... فى الغرب ، (تاريخيا) ، كانت الفلسفة هى أم العلوم ، وبعد ذلك حينما تحررت العلوم الطبيعية من الفلسفة ،...
منذ سنوات طويلة وأنا منشغل بالسؤال عن "الله"؛ هل يوجد حقا؟، ومن الذى أوجده؟، وهل هناك ضرورة لوجوده؟، وماعمله؟، وما الذى يمكن أن يعود عليه من خلق الكون بما فيه؟، وماذا يريد من البشر، وماذا يريد البشر منه؟... إلخ، وبعد أن قرأت ما تيسَّر لى بحثا عن إجابة أو إجابات، انتهيت إلى تلك المقاربة...
عندما نتحدث عن الموجودات نحوَّلها إلى سرديات لغوية، وفى اللغة تنزلق الموجودات خارج نفسها، بحيث لا تطفو على السطح سوى المعانى التى نرى أنها تمثلها فقط - وتلك هى المعرفة؛ لغة تختزل الموجودات برمتها إلى أفكار... هكذا- فإخفاء الموجودات، أو توارى الوجود المادى، هو شرط المعرفة . عند أفلاطون تكمن...
كتبت قبل الآن عن أننا كعرب سجناء خارج لغتنا، سجناء الهباء، وأن هذا الهباء المفتوح عن آخره، هو الحرية الوحيد المتاحه لنا... وكنت أعنى بهذا، أن هناك ارتباط عضوى بين العقيدة الإسلامية واللغة العربية؛ إذ لا وجود للقرآن بدون اللغة العربية ولا وجود للغة العربية بدون القرآن؛ هكذا فوجود أحدهما رهنا...
< الحقيقة الجمالية > فيما كتبت عن "سرد النسيان"، أشرت إلى أن "سرد التَّذكُّر"- الذى هو السرد الروائى فى مجمله، بعمقه التاريخى، يتأسس على "الشعور بالذنب"، مما يجعل منه أمتدادا ظِلِّيا للمنظور الدينى. ومنعا لإثارة الحساسية الدينية التى قد تنجم عن سوء الفهم، يجب التنويه إلى التالى: يتمحور مشروع...
تفصل العلمانية بين الدين والدولة ، لكن العقلانية هى جوهر العلمانية ، والعقلانية تقول بمسئولية الإنسان عن مصيره وعن معنى وجوده ، لأنه ذو عقل - وكما نعرف فمشروع التنوير الأوربى يتخذ من العقل مرتكزا له ، وطالما أن وجودى كإنسان يحدده العقل - كما قال ديكارت (أبو العقلانية) ، إذن فلا وصاية علىّ من أحد...
علاقة الفن بالثقافة، لا علاقة لها بالبرايجما الإجتماعية؛ كما تذهب الأيويولوجيات الحديثة التى قلَّصته، حين أرادت له أن يتحول إلى مجرد "أداة" لخدمتها. وبتعبير آخر، الدور الوظيفى الذى عهدت الحداثة للفن بالقيام به، فى إطار البراديجما "أى النموذج المعرفى" الخاصة بها، جعلته تابعا للأيديولوجيات...

هذا الملف

نصوص
103
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى