قصة قصيرة

قدم من بعيد على رأسه قبعة صفراء يبدو أنه ذو شأن كبير من خلفه عشرات الآليات الغريبة يصعب على المشاهد تحديد ما بداخلها اجتمع الناس حوله ابتسم تحدث بلغة ركيكة أصغوا لما أقوله نحن أصدقاء جئنا لمساعدتكم نعلم أن الجبل يهددكم طعامكم ملوث هواؤكم ملوث لا نريد منكم شيئاً سوى التخلي عنه من بين المجتمعين...
ما يزال مشهده البطيء، وهو يتسحب إلى ركن القاعة الضيقة؛ ليحتفظ بلقيماته اليابسات، و حبات الزيتون الأسمر، فوق أريكته الخشبية. يا فرحتي بك, و أنت تشذب شاربك، و تهندم قوامك، تمرر فرشاة "سحب الوبر" على جاكتة آمالك الفستقية، و تشدني شدًا ناحية النافذة، تأمرني أن أنظر...هناك في البلكونة البعيدة فتاة...
في أعلى طابق من مبنى تجاري للمكاتب، كان هناك رجل هو مالك أكبر شركة في مجال ترميز الفيديو لمختلف الأغراض، شوهد عامل كهرباء يدخل المبنى ويذهب لحجرة ضبط الكهرباء وهناك ادخل آلة صغيرة الحجم في مقبس كهرباء عاديّ، ثم بدل ملابسه وصعد إلى مكتب المدير. لما عرف المدير أن القادم صديقه القديم أدخله بكل...
قالوا، أمامك سبعة أيام لتكمل روايتك، وسبعة أيام تعد فيها نفسك لمواجهة العالم الروائي. أعطوني ورقاً كابياً، غير مسطور. كتبت ستكتمل أعوامي الستون قريباً. كنت دائماً ما أرى صوري القديمة في عقود من أزمنة فرت في جنون. كتبتُ: أنا الحسين بن الحسن بن أيوب، بلا حسنات. ضحكوا، فتماسكت. سحبوني من عنقي،...
في الركن القصي من ذاكرة المدينة جلس طفل يتأمل المارة ويمد يده مردداً كلمات يبدو انه قد مل تكرارها. القميص الاصفر الذي يرتديه تناثرت عليه شظايا الالم وغطته سحابات الخطوات التي مشاها يسأل الناس الذين منعوه أو منعوه . يده الممدودة رغم صغر حجمها الا انها تعبر حدود الوجود المادي وتكتب على جباه سكان...
لم يترك جورج حانة في طريق عودته إلى المنزل إلا ودخلها، هنا كأس من النبيذ هناك جرعة ويسكي وليس بعيدًا عن المنزل كأسان من الفودكا، صديقه الذي يسكن بالجوار دعاه لرفع نخب السنة الميلادية الجديدة – كان صديقه قد حصل قبل أيام على زجاجة “أوزو” يونانية فاخرة، أعجب جورج بطعمها، جرع بضعة كؤوس مع بعض...
حين تلقى الضابط البلاغ تعجب .. نقل عينيه بين البلاغ ومقدمه عدة مرات ..(الرجل لا غبار عليه ) .. أعاد النظر إلى البلاغ , تحول التعجب فى عينيه إلى شك ..(منذ زمن طويل لم يحدث هذا .. ا لشارع ينزف دما ؟! ).. لابد أن الرجل مجنون ..بهدوء دق الجرس .. دخل العسكرى المنتظر – دائما- على الباب..- اذهب به...
المكان غرفة ..وعتمة قاتلة .. موحشة لأم تئنُّ ..تخصب دمع المآقي …لا يورق . تخصيه ..:أمي جرعة حليب …هكذا يتهيأ لها من طفل يتضوّع جوعا.. يتوسد ضرعا أصابه القحط ..وصدمة قاتلة منذ أن شمل التسريح زوجها ..وجفّ كما السواقي في فصل قائظ .. أمي ضرعك أو جرعة حليب مسحوق .. هكذا كان يتهيأ لها الصوت الهامس من...
ككلّ خريف يختار هذه الزاوية من الغرفة و يقف طويلا أمام النافذة حتى يخيّل لمن ينظر إليه بأنّه تحوّل إلى تمثال يشبه اللّوحة التي عشقها أكثر من أيّ شيء آخر فصار بيتنا جزء منها و ليس العكس. وبمجرّد امتلائه بكل أسرار ما وراء النّافذة يلقي بجسده على السرير و يفتح كتابا لأجاثا كريستي يلتهمه التهاما...
كلفتني إدارتي في العمل بمهام تتطلب شهراً من الزمن او يزيد، خيرت بين السفر بالطائرة او القطار فاخترت الأخير، وعند الساعة الخامسة من مساء السبت اوصلني سائق المؤسسة بعربة القسم. كانت محطة القطار تبدو كئيبة... البنايات قديمة متصدعة والألوان شاحبة، والمقاعد ذات الكتل الخشبية المتهالكة تؤكد ان ثمة...
ذكرني وصف أستاذنا الزيات لصورة من (صور الماضي) في مصر بصورة من هذا الضرب المضحك المبكي، حُدثت بها من عهد غير بعيد. فأخذت بمجامع قلبي لما فيها من روعة، ولأنها تكاد تكون حقيقة لا أثر للخيال فيها، ولأنها تصدق عندنا على الماضي والحاضر. . . ويا للأسف كنا في صيف عام 1933 في قرية سيْر، ذلك المصيف الذي...
ما بحياته ندم على شيء، الندم هو الخطأ الثاني الذي يرتكبه المرء خلال سني حياته، يعطي لكل شيء وقته، ولكل واحد حقه، ثمل من نشوة الحياة، يحب الناس، وحبه كبير لكل الاشياء التي حولهُ، هو كتاب مغلق على سره، في طفولته يحزن حين يجب ان يفرح، حتى من يضحك، يخاف شر الضحك، ربما في هذا الوقت لم يعتاد على...
كان الشارع فسيحا.. .. السماء داكنة تعد بمطر غزير. . . . كنت وحيدا .وكان القلب ضيقا. . . كنت امشي بخطوات ثقيلة كسلحفاة عجوز…مررت بدكان خضر وفواكه. . . أدرت نظري للجهة المعاكسة خوفا من يطالبني صاحبه بما له لدي من دين..وسترها الله لأنه كان منهمكا في خدمة زبائنه…لكن سرعان ما قابلني دكان جزار حارتنا...
يبدو لي أن لغتنا العربية قد ضاقت ببعضنا –على رحابة صدرها- حتى صرنا مضطرين إلى استعارة المصطلحات الهامة من اللغات الاخرى لنعبرعما يجول في خواطرنا، ولو أن أبو الأسود الدؤلي خرج من قبره في هذا الزمان، واستمع إلى بعض أحاديثنا دون ذكرالأخبار ومصائبها، لطفق جارياً إلى قبره وهو يحمد الله على العافية...
"قدام"، صرخت في البنت في السادسة صباحاً، سأعد لغاية عشرة، إذا لم صبحي خارج الباب سأخرج وحدي." أي ضغط، ضيوف مهمون من باريس يزوروننا على العشاء وليس هناك أي شيء معد من أجلهم. زوجتي، الله يعطيها الصحة، خرجت مبكرا للعمل وفي طريقها أوصلت الولد للحضانة، تركتني مع البنت وقائمة مشتريات معقدة من أجل...
أعلى