قصة قصيرة

كان الشارع فسيحا.. .. السماء داكنة تعد بمطر غزير. . . . كنت وحيدا .وكان القلب ضيقا. . . كنت امشي بخطوات ثقيلة كسلحفاة عجوز…مررت بدكان خضر وفواكه. . . أدرت نظري للجهة المعاكسة خوفا من يطالبني صاحبه بما له لدي من دين..وسترها الله لأنه كان منهمكا في خدمة زبائنه…لكن سرعان ما قابلني دكان جزار حارتنا...
يبدو لي أن لغتنا العربية قد ضاقت ببعضنا –على رحابة صدرها- حتى صرنا مضطرين إلى استعارة المصطلحات الهامة من اللغات الاخرى لنعبرعما يجول في خواطرنا، ولو أن أبو الأسود الدؤلي خرج من قبره في هذا الزمان، واستمع إلى بعض أحاديثنا دون ذكرالأخبار ومصائبها، لطفق جارياً إلى قبره وهو يحمد الله على العافية...
"قدام"، صرخت في البنت في السادسة صباحاً، سأعد لغاية عشرة، إذا لم صبحي خارج الباب سأخرج وحدي." أي ضغط، ضيوف مهمون من باريس يزوروننا على العشاء وليس هناك أي شيء معد من أجلهم. زوجتي، الله يعطيها الصحة، خرجت مبكرا للعمل وفي طريقها أوصلت الولد للحضانة، تركتني مع البنت وقائمة مشتريات معقدة من أجل...
قالت: "أي شيء تريده" سألها: "أي شيء؟" "نعم. أي شيء"، أجابت فكر، وعندما فكر، سكت. طرقت قطرات المطر على شباك مكتبه، تيك-تك، تيك–تك. نظر إلى المدينة الضبابية، متمعناً في خطوط المباني التي تمكن المطر من محوها. وبينما ظهره إليها قال: "شمسية، أنا أريد شمسية". "في هذه الحالة،...
ذهبت إليه، وسألته أن يعطيها الكتاب الذي وعدها به فوقف هنيهة يفكر: أين وضعه؟. . . ثم تمتم: لعله في حجرة البيان! وتقدمها إلى الحجرة، فدخلاها. إلا أنها تنبهت إلى شأن غير عاديّ بدر منه. لقد أقفل الباب بالمفتاح!. . . فتسارعت دقات قلبها، واختلست إليه النظر، فوجدته قد اتجه إلى الخزانة، واندفع يقلب...
قالت أَمُّونة لصديقتها هدى: أرأيت حسد الناس لصداقتنا، ولغطهم في تأويلها وإحاطتها بالأقاويل؟ إنهم لا يودون أن يرونا كالأختين فيغيظهم أن يشهدوا صديقتين ألفت بينهما براءة المودة وطول المصاحبة وتقارب السن وحسن الجوار، وإن شاؤا فبيننا وشائج القربى تحكم الصلة وتهون اللقاء. أليس زوجك ابن خالتي؟ أمي...
على حدود الصحراء صوامع وبَيع، وكنائس وأديار؛ فيها قساوسة ورهبان نذروا أنفسهم لله أو نصبوا حبائلهم للمال؛ منهم برٌّ وفاجر، وناسك وداعر؛ وحواريٌّ من بقية السلف المؤمنين خاشع في محرابه، عاكفٌ على أسفاره، يترقب مَشرق الصبح بنفس راضية وقلب عامر؛ وآخرُ شيطانٌ في مسوح راهب، قد استمرأ المرعى في ظل...
الساعات. كثيرة تتوالى، والذكريات تترى. الأحلام والرؤى وتلك الأحداث.. وأنا الممدد فوق كرسى فوتيه، أفتش عن نفسي، فوق المقعد، بعيدا نسبيا عن مدخل الفندق، على صوت البحر. كنت قد بدأت أفكر فى عزلتى بعمق، المقعد نبيذى محشو بالقطن ومنجد بقطيفة. يشعرنى بدفء ما، أستسلم للأصوات بوعي. تنفلت ذكريات جمة،...
قال جدي: في القرية المجاورة كان يسكن اليهود. وفي صغري كنت أحب اللعب في قريتهم، وكان لي من بينهم صديق أثير اسمه (شمعون)، لم يكن في مثل عمري، بل هو شيخ ذو لحية طويلة ولا أعرف كم كان عمره. كان يعطف عليّ ويطعمني، لأنني كنت يتيماً بلا أب وأبدو هزيلاً وعظامي تخزي العيون ببروزها. كنت بعد أن أتعب من...
هي هي تلك الإحتفالات الباهتة الشاحبة المكرورة حتى لو كانت لتخليد قصّة حب وتلاحين فيروز وجنون حياة .. حفلات طعام باذخ شهي كثير كثير يرمى للكلاب بنظرات حائرة مستفهمة لطفل جائع يشهق بفرح لقيمات بعد جوع كافر لئيم .. حفلات زواج وتمثيل نجاحات حب .. حفلات سياسية مترفة مغرورة حتى بأكاذيبها وتلفيقاتها ...
إلى محمود الظاهر في حياته وأنا أفكر بأن موته قد يحلّ قريباً انتظرته ، قبل أن أعلم أن موعداً آخر سيربطني به لنمشي معاً على كورنيش شط العرب ، نجلس هناك، نشرب القهوة والشاي، وسيكون آخر ما نفكر فيه، كيفية النفاذ الى خفايا الصوب الآخر، بعد أن تتحول المرئيات هناك الى أشباح تغلفها عتمة المساء ...
أشتد بي الشوق للفتاة التي أحب ووجدتني في نوبة شوق كبير تأخذني بعيدا ً عن كتابي الذي كنت أقرأه إستعدادا ً للإمتحان. حملتني تلك النوبة من الشوق إلى عالم الخيال الذي أعيش فيه كلما هزني الشوق إليها ولرؤيتها.وأغرق في لجة تساؤلات تضج في رأسي حين يخطر لي طيفها . يا ترى هل ستكون لي فرصة اللقاء بها...
عزوبيته إرادية .. متعمّدة.. وعن سابق تصوّر وتصميم وعزوفه عن الزواج قرارٌ استراتيجيّ تمّ اتخاذه بكامل قواه العقلية !.. وهذا يعني أن الأمر لا رجعة عنه . لا تجادلوه في وجوب إكمال نصف دينه .. والبحث عن نصفه الثاني .. فلن يفتّ في عضده ذلك الكلام . هو يسخر من النساء جميعهن باعتبارهن شرّاً لابدّ...
* إلى أمي في الذكرى العشرين لرحيلها الآن وقد هدأ كل شئ الا من هذا اللهيب الذي لم يزدد داخلي الا تأججا , اصطدم بالحقيقة. حقيقة ان أمي توارت خلف شئ ما، و اقيم بينها وبين الوجود ستار سميك اتخيله متمركزا في مكان ما. ابحث عنه بإصرار و بداخلي قوة اتصورها قادرة على اختراقه، فأمد يدي، و أنتشل أمي ،...
قال الحاج محسن لولده الوحيد جابر، الذي حصل على بكالوريوس التجارة منذ خمس سنوات، ويفلح الأرض ـ بمساعدة أبيه ـ حتى يجد وظيفة ملائمة، فالدولة لم تعدْ معنية بتوظيف الخريجين: ـ متى ستهتدي؟ ـ الله قادر على كل شيء! صمت الحاج محسن، وتنحنح، وأضاف بعد هنيهة: ـ ... عشتُ في هذه القرية ستا...
أعلى