قصة قصيرة

كان التيه والقلق والحزن الدامي.. كانت الحيرة والبحث المضني واللاجدوى.. كما تجمعنا على مائدة الانتظار .. ! نلتقي في الساحات وامام ابواب الوزارات، وعند المسؤولين، وعند ابواب السجون والمستشفيات ..كانت الأوقات.. كل الأوقات تضج بأوجاعنا ونداءاتنا وحسراتنا.. كانت الرياح تأخذ بأوراقنا ومستمسكاتنا وصور...
أضحت أفكاري ميتة كالكلمات ، بينما هذه الطبقة مختلفة عني .. يقول أحد علماء الفلك : إن الكون المادي يبدو بصورة ما كأنه يمرّ كحكاية تُحكي ، تنحل في العّدّم كرؤيا ، ويبدو إن هذا هو الشعور العام الكامن تحت سلّة العلم الفارغة .. وهكذا كان هنري ميللر يؤكد . بان التعلم ما هو إلا سلّة خبز فارغة ! أنا...
خيول آهاته تصهل مع كل ترنيمة فجر جديد ،لعله يحظى برؤيتها في أعماقه يباب مجدب وفي مشاعره ثورة لايهدأ عابثيها. أمواج تنهداته تملأ الأكوان بحثاً عن وسيلة ،تساقطت أوراق الشوق في بئر حرمانه، مرافئ حبه غادرتها شطأن اللقاء الغائر في ندبة المجرات البعيدة كتب رسائل حب مغمسة بدم قلبه الموجوع ،عند الصباح...
بعد رحلة صيدٍ مرهقة، التففنا حول الطاولة البيضاوية، أسند الرّجل السمين ذو النظارات السميكة بندقيّته إلى جانب الكرسي الّذي يجلس عليه، هل كان يُصوّب نظراته إليّ، أم خيّل إلي ذلك، من الصّعب أن تحكم، في حالة الرّجال السّمان الّذين يضعون نظّارت سميكة... طلب التعجيل في إحضار النبيذ، قبل تناول الطعام،...
أطرق باب البيت كالعادة وأظل وراءه منتظرا لوهلة خالتي فطوم كي تفتحه على وجهي. كم كنت أستعجل اللحظة، وأنا أدرك بأنني كلما حضرت إلى بيتها إلا وقمت بزيارة أُنس وألفة لخمِّ الطيور، كان يوجد فوق سطوح البيت، تعج بداخله طيور كثيرة ومختلفة. كان الخمِّ يحوي أنواعا من طيور تجمعت داخله، ديك رومي وبط...
الداخل إلى تلك المدينة الفوسفاطية من جهتها الشمالية لا بد أن تنعرج به الطريق إلى وسط غابة كثيقة من أشجار العرعار على اليسار وأشجارالأوكالبتوس على اليمين. في ذلك الزمن الجميل من أوائل سبعينات القرن الماضي، لم يكن قد زحف الإسمنت إلى الغابة بعد، اللهم مؤسسة تعليمية إعدادية واحدة، وصفّ طويل من...
حينما تدخل هذا الشارع، وترى مقاهي الكلمة مصطفة على جانبيه، على طول امتداده، ينتابك لا شك إحساس جميل يرفعك بعيدا عن واقعك. بل، قد تقودك قدماك لا شعوريا لتزاحم جموع الرواد. ترتشف معهم كأسا من الحرف الذي تعشقه أو ستتورط في عشقه كما حدث مع الكثير من هؤلاء الذين تراهم يتدفقون على المكان. هذا الصباح،...
أجلس قرب مدخل الغرفة أرقب ضوء النهار، وشعاع الشمس يتسلق أطراف ثوبي المقلم باللون الأخضر الباهت، حتى يغمر زاويتي الجدار الشاهق المقابل لغرفتي الأسرة التي سكنت معنا داخل البيت. في الأتجاه الآخر لباب الدخول التي يطوقها عقد من الطابوق المرتب كأنحناءة هلال متداعية، يجلس الكهل بائع السجائر وحب الرقي،...
أدخله الشرطي النحيف، فعل ذلك ببطء مشكوك فيه، ، أجلسه فوق كرسي بلاستيكي بعد أن فك قيوده، الغرفة كانت شديدة البرودة، على الرغم من أن الوقت كان وقت صيف، كل مايدركه أنها تقع أسفل بناية المخفر، أما كم هي مندسة في عمق الأرض فأمر لا يستطيع تحديده بالدقة المطلوبة. أحس نبيل برغبة قوية في النوم، لكن لم...
قال لي: أكتبي ياسمر، أكتبي ولا تكترثي. ‎قلت: ها أنا أكتب ياعمر، بالدموع أكتب، أبكي، أنكتب. ‎انسحبت سمر إلى فراشها تحمل لوعتها وغصتها الواقفة على حدود حلقها، اختلطت عليها الأحاسيس، وشعورها بالغثيان أمر مقرف بالنسبة لها. هاهي الآن تحاول التخلص منه، بوضع أصبعها في قاع حلقها، تجشأت كل ما في جوفها،...
ظل يزاحمهم كي يخرج من اللوحة العتيقة، وجوههم التى أكلتها المسافات الطوال، ولهجتهم الفجة التى تلفت إليهم أنظار العابرين، تبعث في قلبه طاقةً للهروب. لم يعد لسانه يخنه، صار بمستطاعه الآن أن يلجمه كيلا يمط نهايات الجمل، تعلم كلام المدينة ودقائقه، وعرف كيف ينسج الحكايات، أخفى ذكرياته القديمات فى قبو...
لا تمانع في دهسك بابتسامتها الصباحية،ورميك بأريج عطرها المدوخ.. أسرت لي يوما،أنها تجلبه من «باريس» عاصمة العطور والجمال والروعة المدهشة.. كم أعجبتني هذه السيدة؟ وكم كانت سببا في اتخاذها موضوعا مستفزا ومستوفزا.. موضوعها أخذ مني كل مأخذ،وجرني لعوالم من التأمل والإعجاب.. والإحساس حتى بالدونية...
"على بال مين يللي بترقص بالعتمة" مثل شعبي *** سكون أثير يجتاح المكان، يخترق الأروقة الضيقة، الأزقة التي لا تعرف الاعتدال. سكون يراودني بينما يعم الشخير أرجاء المنطقة، يتطاير مع ريح ألفت ولوج المعارك. شخير متقطع يتهادى مع رقصات بالية تستمر دؤوبة في نوم السيدة الممدة في الغرفة، تنفثه والأنف...
أخذت مكاني في قطار الصّباح، من تونس إلى صفاقس. الرّحلة طويلة. سأنام قليلا؛ فقد هدّني السّهر؛ وأنا مُقْدم على يوم حافل مزدحم بالعمل.. ثمّ ينطلق القطار؛ وقبل أن أُسْلم نفسي للرّقاد، أتملّى وجوه الرّكّاب بعينين مشقّقتين تكادان تطبقان؛ أمامي مقعدان خاليان، وإلى يميني رجل في مثل عمري.. عمري ستّون...
حنيني إليك زخات مطر يذكرني بحزن عينيكِ هديل يمامة في الغبش جلس عند ضفاف الفرات ... يتأمل خيوط الفجر ذاوية أمام ضفائر شمس الصباح....تبهره ترانيم عنادل فوق شجيرة بقربه تضعف رؤية عينيه فيعود أدراجه.....إلى داره ......لا أحد في انتظاره....! الغموض يشوب أيامه ولياليه...
أعلى