قصة قصيرة

في الزمن الباهت، عندما وضع رجليه علي رأس البرزخ المدبب، الفاصل بين عالمين، رغم وحدتهما في تضاد مبهم عند اقترابه من وضوح الرؤية والرؤي، وبيده المرتجفة الممتدة لقبض الراهن: دوت الصفعة.. اتي الدوي مكتوما.. قادما من الجو.. اقترب بخفة وسرعة (المغيرات صبحا) وهوت كانفجار.. نصل حاد انشك داخل جمجمته...
من وجِهة نظر صديقي، لم تكنْ هذه الفتاة في حاجة إلى الكثير من كلمات الإعجاب والحب لإقناعها كي تعُجب بي أو تُحبني، لكن ما حدث هو العكس تماما. لقد أخذت منى وقتاً كثيرا وكثيراً جداً من الكلمات، فيما كانت تقابلني بالرفض المغلف بالأمل تعبت منها، وتعب صديقي مني. وكان الحل؛ من وجهة نظر صديقي: أن أقول...
بعد اليوم الثالث للمطر كانوا قد قتلوا الكثير جداً من السرطانات داخل البيت مما اضطر بيلايو أن يعبر باحته الموحلة ليرميها في البحر، ذلك لأن الوليدة الجديدة قد أصيبت بالحمى طوال الليل واعتقدوا أن ذلك بسبب الرائحة النتنة. العالم حزيناً منذ الثلاثاء. صار البحر والسماء قطعة واحدة من الرماد ورمال...
هي.. التي وضعَت التاج على كَتِفها، صَلّت داخل محراب النيل قداسها حتى عكّرت رتابة البحر، هنا نَفَضَ الشجر أغصانه لتنتشر تراتيلها هناك، سكَتت فذابت كل أصوات الطبيعة داخل صمتها. هي.. التي كان لا ينام بجِفنها إلا السهر، تغرس أعمدة الظلام داخل مسامها، ثم تتمدد تحت أقدام الوجع.. تحاذيه بحوافها...
إهداء: ” إلى الذين رحلوا وهم يحلمون ببيتٍ صغيرٍ في البلدِ الصغير.. إلى الذين مازالوا ببيتٍ صغيرٍ في البلد الصغير ..” عاد من الغابة عند المساء يجرجر نعليه، رأى في المدى الفاصل بين الغابة والقرية – ولأول مرّة – شجرة هجليج عتيدة، وحيدة، دون ظلال… فاندهش. رفع حواجبه الكثّة، مسح ببصره الأفق...
في عز الظهر والشمس تلفح الأرض لهبا وانأ أتجول في سوق الخضار بحثا عن عمل سمعت صوت يناديني صالح فالتفت إلي الخلف فإذا بها سابا الفتاة التي كانت تبيع الشاي في انقرني كيف حالك ما لذي جاء بك إلي أغردات كانت تتكلم العربية بصعوبة عرفة ذالك لأني كنت قد أجدت اللغة العربية كتابة وقراه والفضل يعود إلي...
27 - جنة في نار دخل بدوي حماماً فاستطابه فقال لصاحبه: إن حمامك هذا ... غير مذموم الجوار ما رأينا قبل هذا ... جنة في وسط نار 28 - على أنه أقبل في الوقت في (أغاني) أبي الفرج: قال أبو المستهل: دخلت يوماً على سلم الخاسر وإذا بين يديه قراطيس، فيها أشعار يرثي ببعضها أم جعفر وببعضها جارية غير...
في اللحظة الهنيهة رفة العين، وبعد أن انغرزت في ذراعي، وقبل أن يسري في دمي سائل النوم الطويل قال الطبيب، وقد كانت أواخر كلمات ماذا تريد أن تفعل غداً؟ غداً كما هو اليوم السماء من حجر، ومن رمال يابسة... أعشاب ضارة تنمو على شقاء العمر المتبقي. غداً، وبعد صمت نال مني أكملت: سأعترف أمامه وبعينين...
ليس لعينيها البريئتين الهادئتين القدرة على مقاومة النعاس الذي بدأ ينشر رائحته ويتغلغل في اوردتهما . بينما استسلمت دميتها القطنية في حجرها الى نوم يكاد يكون بلا نهاية . اغرقتها امها بنظرات حانية اشعرتها بالأمان الذي أكد حضوره على قسمات وجهها المفعم بالطمأنينة المختلطة بعفوية طلاوتها الممزوجة...
لم تكن هذه هي المرة الأولى -ولن تكون الأخيرة- التي يرسل فيها بأشعاره للجريدة، ويشتريها في موعد صدورها الأسبوعي ويعبث بصفحاتها ولا يجد قصيدته وفي النهاية يستقر على صفحه الفن ويلقي بها بعيدا وأحيانا يمزقها... وعندما يأتيه الإلهام يرسل لها ثانية... كان هذا هو حاله حتى نشرت له الجريدة أول قصيدة على...
لا أعرف لماذا يتخيل البعض أن المرأة التي تحاول أن تشير بأصابع الاتهام الى موبقات مجتمعنا، وتتحدث بجرأة عن مشاكل الرجل والمرأة ينظر اليها البعض كلقمة سائغة، أو انها قد تبيح لنفسها ما هو محظور ضمن الاخلاقيات العامة ما جعلني أبدأ بهذا المدخل حديث مع أحد الزملاء وهو يناقش قضية حرية المرأة وبأحقيتها...
والطريق ممتد ، متعرج على طول امتداده، واشياء كثيرة تسقط منى وأنا اتطلع من نافذة السيارة: قلمى ورسم لم يكتمل ، كتاب منزوع الغلاف ،وصورة فتاتى وهى تبتسم لى ، والسائق يندفع بالسيارة دون ان ينتبه لوعورة الطريق ، نداء متحشرج يخرج بصعوبة ، اتطلع الى الوجوه التى تبدو مطمئنة لكل مايجرى حولها . بجانبى...
هو كان رجل الاختصار .. رجل القضايا المعلقة .. رجل العبور المار ليلا في قطارات الهروب... رجل النقاط الحازمة التي تنهي السطور بترفع ,تشي هامته الطويلة بنفس أبية, بينما يشي نحوله و لمعان عينيه بطبع ناري ليس من السهل إخماد براكينه. هي كانت امرأة الخوف..لا تكاد تشغل مكان فاصلة تتكئ بحياء على السطر...
قالت له ماذا قلت..؟ ويمتلئ سواد عينيك اللامعتين، وتنحدر الدمعات لأسفل قليلا وتميل علي جانب ماذا قلت..؟ تنكسر نظرتك باتجاه الأرض الفراغ مقصوف الحلم فلم تخفف من رجفات أصابعك النحيلة. وجسدك النحيل اهتز، المرئيات هائمة في بحر العسل وأنت تعبت/ تعبت ماذا قلت ..؟ تعبت..تعذبت حتى فقدت شعورك بالعذاب...
يتوفر دائما على صواميل، كماشاتٍ، مسامير، مفكات و قطع غيار، جديدة و مستعملة، لتصنيع شعراء، رسامين، صحفيين و كتاب، أو إصلاح ما عطب منهم في ورش متخصصة. العطب الأكثر حدوثا هو خلل في البوصلة و فقدان الاتجاه، ما يستدعي إدخالا فوريا لقسم بالطوارئ. كل هذا رغم انه هو من صنعهم على صورته و نفخ فيهم من روحه...
أعلى