قصة قصيرة

أمشي وحيدا في طرقات المدينة الحزينة ، حاملا جيتاري الذي لم تفض بكارته بعد ، ليس في هذه المدينة ما يبعث على تراقص الأوتار ، كل أبوابها موصدة أمامي ؛ ذات عبور مررت بمقهاها فعزفتُ لهم لحانا، امتزجت ايقاعاته بعبق قهوتهم، ولكنهم لفظوها من أفواهم ، اقتلعوني كما تقتلع الأشجار وألقوا بي خارجا ، لملمتُ...
كما يقراُ الموتُ الخريفَ المُصفِّدا كدتُ أكتبُ ـ يا نجوى ـ قصيدةً مهداة إلى الشاعر عبد الله البردوني، وهذا مطلعها المأمول .. لكني توقفتُ بعد هذا الشطر! لماذا تموت أحلام كثيرة قبل أن تولد؟! الطريق إلى صنعاء مازالت طويلةً! وقد استسلمت سفن الموتى المنهكة، مساءً للقرصان العجوز، الذي...
لم أعد أدخل بالسيارة إلى الساحة الرملية . أقف على ناصية الشارع الضيق . أخترق الظلمة . أسير على قدمى . أخلف البيوت القصيرة المتلاصقة ، والساحة الرملية . أتعجل صدى الطرقات على باب بيت الريامى فى حضن الجبل . ينفتح الباب ، فيغمرنى الضوء . أعاود التأكد من إغلاق الباب وأنا أمضى ـ وراء سالم الريامى...
الناسُ في حَيِّنا يَكرهون مصنع البارود؛ لأنه لا يصدّر لهم سوى الخراب، ويؤذي صبيانَهم. وكانوا ينبهوننا في المصنع لضرورة اتخاذ الحيطة عند مغادرة أبوابه في كل مرة. لكني رجل ذو طراز يسخّف مِن كل مَنْ لا يرتدي العفريتة. في الحافلة ظلت امرأة ترمق عفريتتي حتى ظننتها مكلومة بابن راح ضحية لإنتاجنا...
مَن نجمة خيالاتك في الحمّام؟ كان يرد: “عمتي”. طوالَ فترة علاقتي بفرانسيس لم يأتِ على ذِكر امرأة غيرها، لذلك لم أشُكّ في رجولته حينما استقبلني عنده بالمنزل ونِمنا معًا على سرير واحد. في المَدرسة لم يظنوه شاذًا جنسيًا، بيْدَ أن الصبيان نبذوه لأنه ينبذ البنات. لم يجربوا مرة استفزازه بأنه بلا...
يبتسم متشوقا كعادته كلما رأيته ببسمته الطفولية التي أحبها، يقبل عليّ ليتلقفني في أحضانه، يقول لي بصوته الأجش المألوف بالنسبة لي: - محمود، إيه أخبارك؟ واحشني كتير أنسى تماما أني أصطحب زوجتي وولديّ (يوسف وآدم) معي، كنت قد قررت اصطحابهم في حفل افتتاح مكتبة سنابل منذ شهر تقريبا ، أقول له بحب عميق...
ورد علي لسان مولانا الضرير بن الأصمّ الفقيه تخرصًا في دين الله، الذي رافقني إليه صديقي في جلسة الأربعاء بزاوية معبدهم الكائن بصدر كوكب المريخ، أنه بات لزامًا على المرء المنسوب لمعتقداته ارتداء الزي اللائق لما يدين به.. كنت آنذاك ماثلاً للوقوف بين مريديه وأمام عربته الكارو المتسمّر سطحها بقدميه...
وحاولت خلال ذلك أن أتناسى ما حدث ، ولكننى كلما تمثلت الأصابع وهى موضوعة على بطن زوجتى أستطير خبلا ، وأكاد أمزق نفسى.. كانت عندنا فرس من كرام الخيل ، خرج بها الخادم إلى المرعى وعاد بدونها ، ولم نكن ندرى أسرقت منه وهو عائد بالخيل فى ظلمة الليل ، أم ذهبت على وجهها فى الحقول؟!.. وبحثنا عنها فى...
إلى وطني من جديد رائحةُ البخور تعبقُ في المكان وتتكدّس بكثافةٍ في الصّدر …. رائحةٌ عبقة تنزلقُ إلى أعماقي أكثر، كلّما اقتربتُ من مشارف البلدة.. تختلط بروائح التّوابل المختلفة… يغمرُني خشوعٌ غريب ، خشوعٌ مخاتل.. تتسلل معه رغباتٌ أخرى..اليومَ سيكونُ بإمكاني اقتناءُ معطفٍ رائع ..يجعلني أجملَ...
القصة الأولى: شخصية خارج النص الروائي بعد فيضان عاطفته ، فكّر في كتابة رواية عاطفية ، طويلة ، حزينة ، غارقة في الحزن. اختار المكان المناسب ، والزمن الأنسب ، والكلمات الجارفة للقاسية قلوبهم ، والحارقة للزارعين بذورا في رماد أطلال الوهم والنسيان. جمع شخصياتها...
تبدو المدينة خلفهما كطبق نحاسي في هذا الوقت الذي يسبق الغروب بقليل. هو وهي في الهواء الطلق يلوذان بين الاشجار بعيدا عن الانظار. في هذه الساعة تهيج روائح النباتات باعثة في النفس مشاعر مختلطة تؤنس الروح ليقظات تذيب اصفاد الجسد. وإذ تذوب اصفاد الجسد تصهل هي كالمهرة ويزأر هو كالاسد. وربما اصبحت...
(مهداة لأبطال انتفاضة القدس العربية) نكبت حارتنا بامرأة حل لطف الله عليها، تخرج كل ليلة صارخة شاتمة متوعدة واهل الحارة في نومهم العميق .. لا تبقى ولا توفر احدا ، توجة اقذع الشتائم وتقذف التهديدات بأن "تفعل وتترك" بنساء الحارة ورجالها ، يتطاير الزبد من شفتيها في نوباتها الليلية العصبية ...
على بساط من رمل الصحراء الأحمر، وفي ثنية من ثنايا الجبل السامق نحو السماء، وفي جو رخاء يتموج في جوانبه نسيم العشية البليل، أخذ القوم مجلسهم كالعادة يسمرون ويتفكهون! انهم فتية شبوا في ظلال الخفض والرفاهية، لم يثقلهم من الدهر هم. ولم يشغلهم من الحياة شاغل، فكلهم في بيته سليل المجد، وربيب النعمة...
كانت السماء تمطر ، والبحر يقذف ، والبر يتلقى ويرسل ويوجه ، والعالم مقسم إلى فريقين : فريق (لطق الحنك) ، والآخر : (لطق التنك) , وطريقي غير واضح ، والوحشة والخوف أفزعاني بالطول اللامنتهي للطريق . لكني مشيته ، بكل ما فيها من هلع وخوف وترقب . في منتصف الطريق أوقفني جدار رأيته يكاد ينقض ، ظننت أني...
أعلى