قصة قصيرة

أي مجزرة، وأي سيل دماء يتقاطر من لحى رسمتها أنامل ماكرة بزيّ كهنوتي يضاجع الراهبات وهنّ ناعسات بجحر الدير غلبتهنّ خدر مشقة خدمة المتعبدين والزائرين الراجين بركة الرسل والأولياء، علي رصيف المقبلين من زقاق ساحة العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي. تتساقط الأقنعة، الجموع تنزع كبرياءها ويبقى الضعف...
فى واحدٍ من أيامه المتكررة تكرارًا ينبئ عن رتابة الحياة، وتشابه أيامها، عاد الرجل من عمله ذات يوم .. دخل بيته .. ألقى السلام على زوجته وأولاده .. استبدل ملابسه .. توضأ، وصلى ما فاته من فروض الله على عباده .. جلس بين أفراد أسرته لتناول الغداء، وكالعادة تبادل أفراد الأسرة أطراف حديث ودى أسرى، دارت...
كُنْتُ مُتكئةً على صدرِه، يُحاوطني بذراعِه بدورِه، مُمرِّرًا أناملَه على خُصلاتِ شعري الناعمة، نُشاهِد فيلمًا اخترناه سَوِيًّا، حينما قطع صوتُه الموسيقى التصويرية: "عزيزتي، أودُّ أن أعترفَ لكِ بشيء." تعجبْتُ مما سمعت؛ تُرى ما ذلك الأمرُ الذي لا يُمكنه الانتظار؟ لم أتفوَّه بحرفٍ، فاستنبط...
استيقظت جيداء على صوت المنبه.. فتحت عينيها بصعوبة.. لحظات، وكأن العقل يضع فاصلة مابين النوم والتيقظ.. استرعى انتباهها عصفورٌ يقف على طرف النافذة معلنًا قدوم يوم جديد.. تذكرت أن اليوم عطلة، ولكن عليها "نوبتجية" بعملها.. نهضت متثاقلة.. ذهبت للاغتسال.. توضأت، ثم صلّت . ارتدت ملابسها، التي اختارتها...
قلت لجدى فى دهشة بعد أن قطع فروع العنباية الفيومى الكبيرة، وجلس يقلم العُقَل، يبريها مثل سيدنا عندما يقوم ببرى أقلام البوص، ويتمتم بتعاويذ وأدعية منبها على أبى ألا يدهس فى قاع الخط _ هل من الممكن أن تنبت يا جد..؟! تفرس وجهى بتكشيرة بدت واضحة على سمرته التى خلفتها الشمس منشغلاً فى استكمال ما...
مع ضحي كل جمعة يجلس شعبان صامتا بين بوابير الجاز. ينفخ في هذا لتسليك الفونية المسدودة حتي يندفع الكيروسين إلي أعلي فيشتعل. ويلحم هذا بالقصدير ليسد ثقبا صغيرا يجعل الوابور يفرغ الهواء فلا يزهر باللهب. ويقيم أرجل هذا بعد أن تآكلت أو كسرت رأسه فيجبرها أو يغيرها مما يوجد معه من قطع غيار مستعملة أو...
للصَّوت صوت آخر في أذني لا يفارقني. أسمعه آتياً من كل ركن في الشَّقة، منبعثاً من مرتبة السَّرير، معششاً تحت طلاء الجدران، متسرباً داخل مصباح النَّجفة، نائماً في أواني الطَّعام، محبوساً بين شحم أذني – الذي تراكم بسبب عدم الغسيل من مدَّة طويلة – والطَّبلة. رُبَّما تكون حبسة الصَّوت بين الشَّحم...
الحكاية الحقيقية للقباطنة غرف القباطنة لا ترى البحر. هى غرف واطئة تطل دوماً على يابسة ممتدة، فى مدينة داخلية مزدحمة أو على مشارف صحراء لا تنتظر إلا زحف غزاة بريين، حيث لا شمس تغرق في البحر ولا حبيبة يسحبها الموج.. لا نوافذ منداة تتحول عبرها الحياة لحلم يقظة. أسِرَّة واطئة، تذكارات...
تحولت قصة حب " يونس" لأسطورة يفتخر بها حينا وسط أحياء القاهرة.. تفاصيلها منقوشة في الذاكرة .. حينما تدب قصة حب جديدة في الحي ، نسارع في جلسات النميمة برواية قصة " يونس" مضيفين إليها بما وسعه الخيال من تفاصيل.. حينما نعب شهيقا عميقا مليء بالغبار والحسد والحقد ،نتذكر رائحة شجرة "يونس " المسحورة...
البنت القصيرة صاحبة الجديلة الطويلة كلما مر الولد الأشقر الذي يجاورها في طابور الصباح تعطيه زهرة بنفسج يانعة قطفتها للتو من حديقة بجوار المدرسة.. السيدة العجوز الوحيدة التي تقطن بجوار المدرسة تسقي أزهارها كل صباح, و تتمني لو لم يتناقص عدد زهراتها الجميلة. السيدة العجوز الوحيدة وقفت خلف نافذتها...
منذ الصباح الباكر؛لم تدخل فمى ولا لقمة خبز، ولم تبلل ريقى رشفة ماء. هكذا أنا، عندما أكون على وشك السفر- أومسافرا-أصبح انسانا آخر تماما. يملؤنى القلق، فلا أنام، ولا آكل، ولا أتكلم. أخشى أن أنسى شيئا مهما قد لاأجده معى، عندما أحتاج اليه فى غربتى. أظل أروح وأجىء دون أن أعرف ما يجب أن أفعله لكى...
كانت تسير في الطريق وهي تحمل سلة التموين عندما تجاوزت السيارة، كانت عليها لافتة معلقة على ستر الباب. أبحث عن امرأة توقفت، كانت هناك قطعة ورق مقوى على زجاج السيارة، بها نص مرقون بالآلة الكاتبة، صعب عليها قراءته من المكان الذي كانت فيه على الرصيف، ولم تستطع أن تدرك إلا العنوان: أبحث عن امرأة كانت...
يستيقظ خالد من نومه مبكراً، ينظر إلى الساعة المنبهة بجانب رأسه وغبش النوم يصبغ رؤيته، وبشيء من التأمل يكتشف أنه أفاق قبل أن توقظه دقاتها، وبكل كسل يضغط مفتاح التنبيه ليمنعها من الرنين وإزعاج أم بدر الغارقة في النوم عميق أشبه بالموت السريري بعد سهرة طويلة أمام شاشة التلفاز.. ينادي الشغالة...
مددت يدي إلى جيب سترتي و أخذت منها الصورة... نظرت إليها بإمعان أتفحص تفاصيلها الدقيقة و كأني أبحث فيها عن شيء ...شيء ما يمنعني من تمزيقها. لا أخفيكم سرا إذا قلت لكم أنا أكره هذه الصورة و لقد حاولت مرة و أنا في مكتبي أن أمزقها، غير أنني لما هممت بذلك انفتح باب النافذة بقوة أفزعتني و جعلتني أؤجل...
مثل إلتقاء النيلين في المقرن إلتقينا، كنت كالنيل الأزرق منفعل ومزعج، كنت كالنيل الأبيض وقورة وهادئة. بوجه (بوكيموني) صغير، له لون النسكافيه، حاجباه الأزجان يلتقيان خلسة عند مفترق طرق نحو أنف صغير، تنتبه لجماله من الوهلة الأولى. تشير أرنبته إلى فم صغير تتوارى بعض من شفته العليا أوقات الخجل...
أعلى