قصة قصيرة

هناك في أعماق الصحراء النائية اتخذت راعية الغنم مأواها؛ وعند شط البحر الزاخر بأمواج الأزل استقر بها المقام، حيث تختلط أضواء السماء بظلال الأجواء، ويبدو الفضاء كأنه مرآة لصورة اللانهاية في هذه الدنيا المجهولة اتخذت الراعية سكنها أو معبدها كما نظن وهي لا تدري كيف استطاعت أن تعبر محيط الحياة...
اليوم أشعر بملل وقلق، لا أدري ماذا أريد، ولا ماذا أفعل، لا رغبة لي في شيء، أتأفف بكثرة، حرارة الجو تزيدني ضجرا، فالفصل صيفا والحرارة في أشدها هذه الأيام. أخيرا قررت أن أغير ملابسي وأنزل إلى الشاطئ، فرؤية البحر تنعشني وترد في الروح، سأختار صخرة أجلس عليها وأهرب من ازدحام الجالسين على الرمال ومن...
سرت ليلا في شارع تحت مطر جاء في غير وقته، ملفوفا في الصمت كنت، أحمل حقيبة صغيرة، وأتأبط جريدة، وأتجه نحو المجهول. الشارع الذي سرت فيه يؤدي إلى السجن والبحر، وفي الاتجاه المعاكس يؤدي إلى محطة القطار، توقفت في منتصفه تحت شجرة مترامية الأغصان، وتساءلت: أي اتجاه أسلكه تحت خيوط هذا المطر الغريب؟ كانت...
قطار منتصف الليل يغوص في الظلام الدامس، يشق طريقه وسط الغابات حينا، وقريبا من البحر أحيانا أخرى.. لينقلني إلى بيتي. بعض ركاب العربة حيث أجلس، بدوا متعبين بعد يوم شاق، منهم من استسلم لغفوة قصيرة، وبعضهم مثلي.. ما زال لديهم من الطاقة ما يحملهم على القراءة. كتابي كان مشوقا إلى الحد الذي أخذني من كل...
حرص سعيد كعادته على أن يكون الحفل مميزا خاصة وأنه حفل تكريم رئيسه المدير العام للشركة التي يعمل بها منذ سنين خلت. يشرف على تنظيم الحفل ولا يهدف إلى شيء سوى الإخلاص في عمل كلف به. في الحقيقة سعيد لا يعرف الكثير عن المدير الجديد. جهات معينة اتصلت به وطلبت منه بإلحاح شديد أن يشرف على تنظيم هذا...
عشية عيد الفطر كنا نتحلق حول والدتي في الفناء وهي تغسل كومة من الملابس علي ضوء مصباح الزيت، سمعنا صوت نهيق حمار يمزق صمت الليل. قال أخي ، انه حمار جارنا سيد، وًصمت قليلا قبل ان يتذكر شيئا: هذا الحمار معتاد علي قطع رباطه والاعتداء علي مزارع الاخرين لابد أن شخصا ما يقوم الان بضربه! قالت أمي...
(الحوار في الأصل باللهجة المصرية) كان ذلك في مصحة. . . . وكانت فتاة شاحبة ذات عينين كبيرتين شاعريتين، تطل منهما نفس حزينة متألمة، تارة تحلق في السماء تدعو الله اللطيف وتصلي له، وتارة تنظر إلى المصحة التي اجتمعت فيها أمراض وأحزان وأماني؛ وكانت تجلس فوق مقعد منفرد في زاوية منعزلة في الحديقة...
ذات ليلة قمرية والسماء صافية كعادتها الا من تلك النجيمات الخجولة والُمتْباقصة امام ضوء القمر الذي كسى الارض بِحُلةٍ بيضاء تسر الناظرين ومن شدة بيضانها تحلف تشوف اللبره فوق اللرض.. حلتنا ام دفَسُو دي صانّا صنّة التقول اصلو مافيها بشر-إلا من أصوات القعونج -والتي كانت تشق صمت ذلك الليل وهي آتية من...
في المسافة بين " برانكس " و " بروكلين " ، كنت أقف وحيداً على حافة الرصيف ، محاذيا" تماماً , لسكة القطار ، في يدي كيس بلاستيكي وفي الأخرى ، علبة السجائر . الساعة ، تقترب من منتصف الليل ، لا احد في الجوار ، يعلو من بعيد ، هدير منتظم ، انه قطار " الصب واي " ومع اقترابه ، كان قلبي يدق...
الفوضى بالنسبة لي،هي ساقية الروح،ولذا لم يكن من السهل علي،أن أقبل الإقامة مع عائلة،فالبرنامج اليومي المُحدّد ومواعيد الوجبات،كافية لجعل حياتي جحيماً،ناهيك عن الإضطرار إلى التظاهر بالأدب،واغتصاب الإبتسامات،وتجنّب الكلمات البذيئة!وعلى أيّة حال فقد قبلت بهذا التنازل،بعد أن قذف"الشيوخ" بأشيائي إلى...
لم يعرف أحد أين اختفى سالم الزينوب بعد يوم الأربعاء. آخر مرة عاد فيها من البحر، كان مرفأ بيع السمك أسفل القلعة خالياً من الصيادين، ولم يكن هناك سوى بعض الشبان الذين تطوعوا للقتال. ألقى عليهم التحية فردوا عليه بريبة لم يتمكنوا من إخفائها عنه. كان هناك المزيد منهم مختبئون في ثلاجات التبريد...
ظلام دامس ومكان ضيق، رطوبته خانقة. أصوات بالكاد تسمع، وزغاريد تشق عنان الفضاء. إحداهن تقول: "زغردي يا أم ياسين للعريس". ما هذا التخريف، ما الذي عجل بعرسي؟! من المفترض أنه الشهر القادم، أعانك الله يا والدي على هذه التكاليف المفاجئة. لن أشغل بالي بالأمور المادية... يدٌ صغيرة تدغدغ قلبي، واضح من...
هممت بإلقاء الكيس المليء بألواح الشوكولاته في الحاوية الكبيرة المجاورة لمقعدي في الحديقة العامة، حين استوقفتني المتسولة المنهمكة في نبش القمامة في اللحظة ذاتها وهي تصرخ مستنكرة : " حرام عليك ماذا تفعلين ! هاتي ، سآخذها لأولادي ، حتى وإن كانت تالفة لا يهم ، لن يصيبهم أي مكروه، إنهم أبالسة...
أخي قتل حسين عريجة ولد ريافة. رأيته يقفز ويقرفص بجانب النافذة وهو يتلصّص بحذر كبير ليرى ما سيحدث في الزقاق... - ماذا فعلت أ لمسخوط؟ نظر إليّ كأنّه يحاول أن يحدّد إن كان يستطيع أن يطلعني على السّر دون أن أبلغ عنه رجال الشرطة: - لقد قتلته... قتلت حسين عريجة... استفزّني وضربته بحجر على رأسه...
هذا ليس تلخيصًا لكتاب، جرت العادة أن تُستبدل سطوره بوجهة نظرٍ أو لمحةٍ عامة خُطَت بترتيبٍ آخر للغلاف، حارقةً الجذور الأصليّة التي تختفي وراءها الحكاية، أو مُبالغة في البريق الزائل لمجرد التقاطه. وهذه ليست قراءة لكتاب، بطيئةً أتنقلُ فيها بين خطوط المقدّمة، وأدخلُ في صلب الموضوع عبر عرض موجزٍ...
أعلى