قصة قصيرة

(الحوار في الأصل باللهجة المصرية) كان ذلك في مصحة. . . . وكانت فتاة شاحبة ذات عينين كبيرتين شاعريتين، تطل منهما نفس حزينة متألمة، تارة تحلق في السماء تدعو الله اللطيف وتصلي له، وتارة تنظر إلى المصحة التي اجتمعت فيها أمراض وأحزان وأماني؛ وكانت تجلس فوق مقعد منفرد في زاوية منعزلة في الحديقة...
ذات ليلة قمرية والسماء صافية كعادتها الا من تلك النجيمات الخجولة والُمتْباقصة امام ضوء القمر الذي كسى الارض بِحُلةٍ بيضاء تسر الناظرين ومن شدة بيضانها تحلف تشوف اللبره فوق اللرض.. حلتنا ام دفَسُو دي صانّا صنّة التقول اصلو مافيها بشر-إلا من أصوات القعونج -والتي كانت تشق صمت ذلك الليل وهي آتية من...
في المسافة بين " برانكس " و " بروكلين " ، كنت أقف وحيداً على حافة الرصيف ، محاذيا" تماماً , لسكة القطار ، في يدي كيس بلاستيكي وفي الأخرى ، علبة السجائر . الساعة ، تقترب من منتصف الليل ، لا احد في الجوار ، يعلو من بعيد ، هدير منتظم ، انه قطار " الصب واي " ومع اقترابه ، كان قلبي يدق...
الفوضى بالنسبة لي،هي ساقية الروح،ولذا لم يكن من السهل علي،أن أقبل الإقامة مع عائلة،فالبرنامج اليومي المُحدّد ومواعيد الوجبات،كافية لجعل حياتي جحيماً،ناهيك عن الإضطرار إلى التظاهر بالأدب،واغتصاب الإبتسامات،وتجنّب الكلمات البذيئة!وعلى أيّة حال فقد قبلت بهذا التنازل،بعد أن قذف"الشيوخ" بأشيائي إلى...
لم يعرف أحد أين اختفى سالم الزينوب بعد يوم الأربعاء. آخر مرة عاد فيها من البحر، كان مرفأ بيع السمك أسفل القلعة خالياً من الصيادين، ولم يكن هناك سوى بعض الشبان الذين تطوعوا للقتال. ألقى عليهم التحية فردوا عليه بريبة لم يتمكنوا من إخفائها عنه. كان هناك المزيد منهم مختبئون في ثلاجات التبريد...
ظلام دامس ومكان ضيق، رطوبته خانقة. أصوات بالكاد تسمع، وزغاريد تشق عنان الفضاء. إحداهن تقول: "زغردي يا أم ياسين للعريس". ما هذا التخريف، ما الذي عجل بعرسي؟! من المفترض أنه الشهر القادم، أعانك الله يا والدي على هذه التكاليف المفاجئة. لن أشغل بالي بالأمور المادية... يدٌ صغيرة تدغدغ قلبي، واضح من...
هممت بإلقاء الكيس المليء بألواح الشوكولاته في الحاوية الكبيرة المجاورة لمقعدي في الحديقة العامة، حين استوقفتني المتسولة المنهمكة في نبش القمامة في اللحظة ذاتها وهي تصرخ مستنكرة : " حرام عليك ماذا تفعلين ! هاتي ، سآخذها لأولادي ، حتى وإن كانت تالفة لا يهم ، لن يصيبهم أي مكروه، إنهم أبالسة...
أخي قتل حسين عريجة ولد ريافة. رأيته يقفز ويقرفص بجانب النافذة وهو يتلصّص بحذر كبير ليرى ما سيحدث في الزقاق... - ماذا فعلت أ لمسخوط؟ نظر إليّ كأنّه يحاول أن يحدّد إن كان يستطيع أن يطلعني على السّر دون أن أبلغ عنه رجال الشرطة: - لقد قتلته... قتلت حسين عريجة... استفزّني وضربته بحجر على رأسه...
هذا ليس تلخيصًا لكتاب، جرت العادة أن تُستبدل سطوره بوجهة نظرٍ أو لمحةٍ عامة خُطَت بترتيبٍ آخر للغلاف، حارقةً الجذور الأصليّة التي تختفي وراءها الحكاية، أو مُبالغة في البريق الزائل لمجرد التقاطه. وهذه ليست قراءة لكتاب، بطيئةً أتنقلُ فيها بين خطوط المقدّمة، وأدخلُ في صلب الموضوع عبر عرض موجزٍ...
(1) ماذا يعرف الإنسان عن سيرته سوى الألم؟ عبر ضوء ساطع تتأرجح الخيوط، معلقة بمرآة السائق الغافل، الظهيرة تفرش جلبابها على الطريق، وقطرة العرق تقطع أياما على وجهي وتمضي بعيدا.. كان البستان قفرا من سواي، على غصني الفتي نمت براعم خضراء، وكانت جذوري تأكل في قسوة الأرض نفسها، لقد مضى زمن طويل على...
(الحوار في الأصل باللهجة المصرية) جلس (عم حامد) على حفافي الماء يغسل آثاراً من الدم الأحمر القاني في ملابسه، ثم توضأ وولى وجهه شطر القبلة وطفق يصلي. . . ولكنه كان يصلي صلوات غير منتظمة ولا متساوقة. . . فتارة كان يطيل الركوع جداً، وتارة كان يخطفه خطفاً. . . ومرة كان يطيل السجود حتى يظن أنه...
لقد عاهدت نفسى منذ سنوات طويلة ألا أكتب رأى إلا عن قناعة تامة وربما تجربة شخصية مرت بحياتى… وها أنا الآن اكتب مقالى الأسبوعى عن تجربة شخصية وقفت أمامها مُكبل الأيدى، أتأمل تلك التجربة بكل واقعية وتجريدية، دون أدنى زيف… تجربة إنسانية بحتة اختلطت فيها كل معانى الرومانسية الجميلة الراقية مع منظومة...
(تشرب. . .؟) (لا. . . وأشكرك. . .) فانحنى مساعد السائق، ووضع القلة الفخارية المفحمة في ركن من القاطرة، وانتصب وهو يمسح بيده الماء السائل من جانبي فمه، وتحول إلى النافذة وقال بعد أن لمح نور إحدى القرى: (الفكرية؟) (آه. . . . . .) (. . . . . . . . .) (فحم. . .) ففتح المساعد باب الفرن...
كان بإحدى ضواحي مدينة طنطا قروي له فتيان أحدهما جميل المحيا، مفتول العضل، تام الرجولة، كأبيه في الاستقامة والدأب على حرث الحقل ورعاية الماشية واسمه حسن. أما الآخر واسمه يونس فكان على نقيض أخيه، خامل الذكر، دائم التلهي بمعاكسة جيرانه، يسد مسيل الماء عنهم، ويسرق أمطار الذرة، ويسلبهم دجاجهم وسائر...
(الحوار في الأصل باللهجة المصرية. . .) - (لا، بل يخيل إلي أنه مجرد من كل عواطف الحنان والمحبة، وهو بالفعل عاطل من كل ما يسمو بالإنسانية عن حضيض البهيمية الخرساء التي يرسف فيها ويجعل بها حياتي معه ضرباً من الشقاء والتعاسة لا مثيل له). - (لا أفهم! بل الذي سمعته هو أنه يحبك حباً لا حد له، إنه...
أعلى