قصة قصيرة

كانت الساعة قاربت الحادية عشرة ليلاً. دخلتُ مشرب متجر البقالة الكبير (تحول الآن مجرد مشرب عادي) في زاوية ملتقى شارعي بوليفار وفنزويلا (في العاصمة بيونيس آيريس). من أحد الجوانب نده لي أحدهم بكلمة «بست». لا بد أن ثمة أمراً ملحاً في المسألة تبعاً لطريقة مناداتي ولأني توجهت نحوه في الحال. كان جالساً...
أشعر في هذا الشارع بالخطر وأتوقع صدمة مفاجئة في أي لحظة. رغم ذلك لا أفتح عيني لأرى ما حولي. أرتاح للفحيح الصادر من العربات وهي تمس كتفي مسرعة مندفعة. كنت أعرف أيضاً أنني سأبقى نائماً لفترة طويلة من الوقت متربصاً ومتحاشياً الشاحنات المسرعة، كنت أبعث الخوف في السواق والعربات، الخوف من دهسي تحت...
المكان: رحم امرأة حامل الزمان: الشهر التاسع الموضوع: حوار بين توأم ـ الثاني: (مكملا حديثاً كان بدأ منذ وقت) ألا تظن ان الحياة تستحق التجربة؟ الامر كله ليس سوى مجازفة بسيطة، وتحصل لنفسك بعدها على كيان مستقل، على اسم وشخصية وبرج، وعلى عمر فعلي فوق ارض حقيقية، وليس بمقدوري سوى ان احذرك انك ان بقيت...
قرر أنه سيقتلهم جميعاً، الوزير وتوم كروز والآغا وجنيفير آنيستون وزميله "التافه" وجارته المومس وفتاة "محطة الوقود"، في آخر أربعة أيام ونصف. الأيام الإضافية. تلك التي كان قد ادخرها، بجهد فائق، خلال حياته الدنيا، بانتظار حلول "يومه الأسود". يوم الموت. بدأ كل شيء بحلم متكرر. ثم بتلك الشرارة التي...
الواحدة بعد منتصف الليل، اقف امام منزلي المهدَّم. مسافة طويلة قطعتها لأصل بعد القرار الموقَّر. العتمة تلف المكان، والروائح النتنة تتصاعد على شكل غيوم حُبلى بالموت. الحيُّ مريض، ينزف ، انظر بدهشة واحاول التركيز، لكن قدسية الظلام تمنع نظري من التوغل. سأمضي الليلة خارج الحي عند احد الاصدقاء. القرية...
قبل اذان الفجر بدقائق الندي البارد يمنح الجو انتعاشا لذيذا , ينفض النعاس عن عيون البشر علي الكورنيش, الصيادين , وعمال الكافيتريات والافران وفواعلية البناء.انحني محمود واضعاً ذقنه علي ركبته ليربط حذائه., الذي نسيه من العَجلة ,وهو يقفز في سيارة الاجرة.احكم لف الكوفية الصوفية المهترئة لتمنحه بعض...
اليوم الأول: عندما أنجبتهم الأرض أرضعتهم صلابتها فى التكوين؛ وعلمتهم التحرك على إيقاع دورانها، فشرعوا بالدوران حول الطبيعة. لفظت الأرض بعضهم على شاطئ البحر، فسرعان ما انتبهوا لقهقهة الأمواج فضحكوا متخذين من الضحك لغة، وعُرفت “قبيلة الضاحكين”. وعلى غرار ذلك منهم من شاهد السماء تمطر، فامتثل لفعلها...
جاءتني يدٌ بعود أخضر طويل، كشجرة صغيرة تشبه عود “الشَّبَت” على جانبيها براعم. تذكرت ورودًا زرعتها حين كنت طفلا، كانت تزهر لأسبوع فحسب ثم تذبل وتموت. طالت الشجرة فجأة. صارت ضخمة حتى لامست السحب بأطرافها، وتفتحت البراعم. هطلت السماء، كان كل شيء رائقا تماما. وامتزجت حبات المطر بسيمفونية كونية...
حاولت جادًّا أن أستبقي سائق السيارة ليتناول الشاي أو يأكل لقمة، شكرني بعد أن ساعدني في توصيل الحقيبة حتى الباب.. كان المشهد مذهلاً.. البحر يتمدد في زرقته حتى يلثم السماء في زرقتها، والمياه الناعمة تدفع بموجات صبيانية تعابث الرمال الطيبة، والبيت كالكوخ قابع على مسافة أمتار من البحر، يفتح فمه...
رفعت شعرها الأشقر القصير بكلتا يديها ثمّ اقتربت من المرآة تتأمل مظهرها.. بعد وقت قصير من التفكير والاستدارة يمنة ويسرة، قررت أن تطلق له العنان لتبدو أجمل وأكثر تحررا و بساطة.. أخذت تعدل فستانها المكشوف الكتفين، اللون الأسود يبدو مثاليا لمثل تلك المناسبات الرسمية وهذا الفستان القصير المرصع ببعض...
حتى حينما كانا زوجين جديدين لم تقم ماتيلدا بتحميم بابا. لكن ها هي بقامتها القصيرة ويديها المعروقتين تسكب الماء الدافئ فوق ابنها أشرف. إمرأة كان شعرها يومًا بلون الشمس صار الآن رماديًّا على نحو يروق الفتيات. أما هو فكان ابنًا أصلع له مؤخرة سيدة وعينا طفل. أرهقها تحميمه ومع ذلك أصرت أن تعد الغداء...
" في البدء كانت النكتة ، وفى النهاية ربما أيضاً تكون ، والنكتة أنها ليست نكتة ، لكنها واقعة حدثت لأهل النكتة ، صنّاعها المهرة ورواتها العتاة ". " يوسف إدريس في قصة " أكان لا بد يا "لي لي" أن تضيئي النور ؟". طبعاً نكتة يا شيخ "عبد العال" . نكتة جعلتْ حي "الباطنية " ، حي الكيف والفرفشة والمرح ،...
من حظ قريتنا أنها تكاد تقع تحت الشمس مباشرة. لذلك يقال إنها من أسخن الأماكن على وجه الأرض. خاصة انه لا أمطار تبلل مناخنا. وكيف تسقط الأمطار ولا سُحب تأتينا، إلا من ندف نادر يمرّ علينا مرور الكرام، خلال شهور الشتاء الثلاثة. ثم خواء سماوي منها طوال الشهور التسع الباقية. ستة شهور من التسعة يقال...
ما زلتُ ممدّداً في فراشي الفاسي الصوفي الوثير، سمعتُ صوت مغنٍّ في أسفل الوادي تحمله الصبا فانتشيت وفتحت عيني. هؤلاء الرعاة لا يعكّر صفو حياتهم شيء، تمتمت وحملت الفوط نحو الزليج الرخامي. مراكش تلك تدلّلنا قمحاً وصوفاً وزليجاً وأشياء كثيرة أخرى، لن أبقى حياتي كلّها في هذا الوادي سأسافر لأرى فاس...
العريس في المدينة وفي أرقى المحلات يختار بذلته ويشرك أترابه في ذوقه، دلائل الفرح بادية على وجهه وككل عريس. تتناغم أصوات أترابه كل يغني ما يحلو له، وأنظار الجالسين في المقاهي تخترق هذا الجو السروري الرائع الممتزج بالزغاريد المندفعة من حناجر من أرادو الفرح بصديقهم معلنة بذلك إنتقاما غير مباشر لمن...
أعلى