قصة قصيرة

دقات خاطفة علي باب المنزل الساعة الثانية صباحًا. القلق يكهرب الجو والتوتر يأخذ مساربه في جسد الأب و تحركات الأم، يأتي صوت الأب من داخل المنزل مترددا ولكن فيه حزم وغضب لإقلاق الراحة في هذا التوقيت من الليل : مين... مين يأتي الرد خافتا وقويا: أنا ضيف ... ضيف تتهلل أسارير أبي وهو يحث الخطي نحو...
زينب ُ بضم الباء ، هكذا كان يناديها والدها ضاحكًا، والدها هو ذلك الموظف البسيط المتدين بطبعه الذي يقطن عقار متدين بطبعه في شارع متدين بطبعه في حي متدين بطبعه وسط العاصمة المتدينة بطبعها و التي ُتعرف عالميًا بأنها الأعلى كونيًا في نسب التحرش ! لكن التحرش لا يمنع التدين، هذه هي قناعته، فالعبادات...
2- أقدَامٌ نَحِيلَةٌ شَائِهَةٌ ها هي الأقدام النحيلة لصغار بني الإنسان، تغوص ـ حتى الركب ـ وسط أقراص الطين العملاقة، توقف الاعتماد ـ منذ فترة ـ على الخيول، ليس من سبب واضح لذلك، سوي التكلفة ربما. ومَن غيرُه بديلا يكون؟ ذلك الإنسان، الموضوعةٌ كَفُّه فوق خَدِّه، في انتظار الفرصة؛...
وهكذا وقع الولد في هوي المكان‏.‏ وهكذا جاء الولد مع زوج أخته الكبيرة فاطمة ـ وهو طفل دون العاشرة ـ الي ذلك المصيف‏.‏ وهكذا دار به ـ زوج أخته الكبيرة فاطمة ـ في شوارعه المستقيمة ـ أني نظرت رأيت الشوارع مستقيمة ـ وبين عششه البوصية وهكذا عرج به ـ زوج أخته الكبيرة فاطمة ـ الي اللسان الحجري: ملتقي...
قالت الفتاة التي قابلتها في طلعت حرب بالقرب من جروبي إنها هربت من منزلها بعدما ضربها ابن عمها ضربا مبرحا‏,‏ وجردها من ملابسها وجز شعرها وحدث هذا أمام أبويها ولم يفعلا شيئا ـ وإن والدة خطيبها عندما رأتها بهذه الحالة المخزية أمرت ابنها أن يفسخ خطوبتها‏, خشية أن يمسهم عار الخطيئة. ولكنها استطاعت...
في المرة قبل الأخيرة، رآها الناس تزحف نحو الأشجار، تدور حولها، تمسح على لحاء سيقانها ثم تمسح بيدها على صدرها. تجمع ملء قبضتيها بالتراب تنثره من جديد على جذوع الأشجار، في حين تتساقط الدموع عليه من عينين لم يتبق بهما إلا بصيص ضئيل من النور في انتظار الآتي من النهر أو من الفضاء أو من داخل الجزيرة...
جالسة في مقهى صغير ومعها حاسوبها، تستمع لفيروز “سألتك حبيبي لوين رايحين ..خلينا خلينا وتسبقنا سنين” تتفحص ايميلها بين الحين والآخر، كان المقهى يعرض حرب إسرائيل على لبنان في العام 2006، تذكرت” ياخور” شاب لبناني يافع يقطن جنوب لبنان، هو شقيق لصديقتها اللبنانية “ريما” ولانها كانت تحدثها بين الحين...
(1) مرآة الحمام تعكس ظهره العاري، تتأمل جمال الانحناءات من موقع اختبائها المعتاد، فكل يوم تقريبا تحضر التليسكوب (الجائزة التي حصلت عليها لتفوقها في درس العلوم)، وفي فضائها تراقب دخوله تمام الساعة الرابعة صباحا، كالعادة يخلع ملابسه على مهلٍ كراقص "استربتيز" يتفنن في إمتاع جمهوره الجائع للإثارة،...
ألقوا بـ منيرة إلى التخشيبة، تلقـفـتها النساء في المحبس وسألوها "جاية سرقة ولا دعارة، فقالت قصة قصيرة سطرت منيرة قصتها، وتدور أحداثها في كفر متاهة حيث تعيش الست فهيمة . فبينما كانت فهيمة تسير في كفر متاهة، وقعت عيناها على فتوة يضرب رجلا مغلوب على أمره ضربًا شديدا . ومن ثم انتهك الفتوة عرض الرجل...
انتفض من نومه فزعا من هول ما رأى، يتصبب جسده عرقا وترتعش أطرافه، ينظر إلى زوجته، مازالت مستغرقة في نومها لم تنتبه لما أصابه. ينهض مسرعا إلى الحمام ليغتسل من آثار ذلك الحلم العجيب، يفتح الماء ليتركه يتدفق على جسده باردا حتى تهدأ نفسه من النار التي اشتعلت بها في تلك الرؤيا، ينوى التطهر، ثم يرتدي...
صلواتي التي لم تكف منذ أعوام، وأيام الأحد التي أمضيتها ذهابا إلى الكنيسة، وتعاليم الأيتام، كل ذلك لم يجعل لي ذرة رحمة من عند الرب، هل أخطائي كلها قد محت حسناتي، هل دعائي كل هذه السنين لم يُستجب، لما يعاقبني الرب علي ذنوب لم افعلها. لم يعد عندي أخطاء أريد الاعتراف بها، على العكس أريد إن تزيد...
أفرغتُ كل ما في معدتي على الأرض، أخذتُ نفسًا عميقًا ثم أكملتُ السير. كل أنواع السَمك تجدها في هذا السوق، البلطي الكبير والصغير، المكاريل، المكرونة والسردين الجمبري أيضًا، السير بجوار السَمَك يذكرني بالحب، بالقُبلة على فيس بوك التي حولت أصحابها إلى ثعابين بحر، ما الذي سيحدث اذا أكلت هذه...
"أيها السادة.. لا تكونوا مصريـن على فتـــح أبواب المنافي في وجه هذه القلوب التي تــــود الاستئناس بنبيـــذ المـــودّة.. فنحن لا نرغــــب في أن يقودنا عساكر فاشيــــــون متمنطقــــون بعري عبارات نابية، نابتة على دمن الكراهية والحقد إلى أسن مزابل مخفورة بالخراب.."...
” ياحسراه على زنينة عادت وين / ومن البكرة غيمها يصبح طايح ” *ردد النعمي البيت الذي كان قد سمعة منذ أن كان طفلا عندما لفحت وجهه الأسمر نسمة ريح حانية وهو يطل على مسقط رأسه قادما إليها من الجزائر العاصمة التي كان قد غادرها مرغما سنة 1957 وبالضبط في شهر مارس هاربا من رد فعل العدو قبلها بأيام كان...
ككل صباح أعود من موتي مبكرا، أفتح عيني وأحرص ألاّ أفركهما كما كنت أفعل وأنا طفل، أخاف أن أصدر صوتا فأبعثر ببلاهة لوحاتي، ولن تلهيني أيضا قطتي الشقية حين تلبد تترقب حركة يدي، ولن تجذبني قرون الشمس المتسللة من نوافذ الشباك، ولن يهزني تغريد العصفورة الحمراء على حافة الجدران المقابلة، حتى أزيز...
أعلى