قصة قصيرة

«وكان الداني صيف» وقد جفت حلوق الناس من ترقب الخريف على أ حر من الجفاف، ولقد تصدعت جوانب «التبلدية أم بطنين» من طول حملها بجنين الفراغ، الذي أنجبته سفاحاً من ضل القمرة وهو يغشاها في أشد ساعات الليل غموضاً.. ففي تلك «الحتة» الواقعة على خط نسى رقمه المكاني في إحدى نوبات التلاشي نحو القاع، وعلى...
ذات صباح استيقظت مدينة (بندر) التي اشتهر أهلها بالشغف، لتشهد هبوط جسمين ضخمين غريبين مصمتين؛ لونهما فضي كأنهما قطعتان حجريتان من القمر ينطلي عليهما انطلاء خدعة نوره علينا. شكلهما بيضاوي باستطالة، كما بالونة، إلى شكل واحدة الخيار أقرب، مع انتفاخ في منتصف كل حجر، إن كان هناك خيار كوني فضيّ بمثل...
في الخمارة رأيت رجلا يحدثنا عن العشق الصحيح .عن العشق الحلال ,عن العشق الطبيعي .قائلا: - الجنس جزء من الحب ,الجنس قمة العطاء . لأننا نريد أن نقدم لجرثومة الحياة فرصة للحياة ,من حق الحياة أن تسمع أناشيد الصغار . أعجبني هذا الرجل ,أحببته وشعرت بالرغبة في أن أبتسم في وجهه وأن أقول له : أنا أحبك ...
في صدري الكثير من الهوى والشر . ليس دائما بل أحيانا وحتى أن سكان الحي ينظرون إلى بخوف وتوجس , وكما أن صاحب الدكان رغم أنه قاسي وفظ إلا أنه يعاملني بلطف لاحظه الجميع , وكل هذا يتعلق ببيتي الذي إشتريته بعد سنوات من العمل خارج البلاد , وأنا الأن أعمل وأشغل نفسي . بيتي له حوش كبير وشاسع وهذا ما يجعل...
أبي مات. من أجلكم أقوم بحفريّاتي في عتمور الرّغبة. كنتًُ أطاردُ فراشةً، وكان يقف أمام الديوان طويلاً كقوس قزح، ضخماً كالجبل، مهيباً كالليل. أنظر إليه وأنا منهمكٌ في مطاردة الفراشة. أحبُّ الصليب لأنّ شلوخ أبي تشبه الصليب. وددتُ لو أعانق حبيبتي حتى أبدأَ السكينة. كالهجليجة أبي وأنا أحبُّ علامة...
لم تستوقفني فاطمة لأنها طفلة تتسول، فقد اعتدتُ رغماً عَنّي على منظر المتسولين الأطفال يداهمون المارة في الأزقة والشوارع، ليشعرونني كل مرة كم أن للحياة طعماً رديئاً..‏ لكن فاطمة التي لا يتجاوز عمرها عشر سنوات ـ كما قدّرت ـ شلّت تفكيري، واستقطبت أحاسيسي، وجعلتني أشعر كلما التقيتها، أو زارتني في...
* إلى الأكراد.. مَن مات، ومَن ينتظر. أُسامح الرصاصات التي أطلَقتها باتجاهي نوافذ قلعتك، أو عيونها الغائرة في السُحب/ التاريخ/ الوجع/ الجمال، وأستسمحكِ عن تخديشات سرفة دبابتي ـ دبابتهم في شوارعك وأذيال حديقة شيرين، فهل سيشفع لي: أنني خنتُ الأوامر، ولم أرتكب قيد رصاصة ضدك.. ولو فكرت بفعله فلن...
الروح من طبيعة مستقلة عن الجسد. رونيه ديكارت ** المراهقون الممزقون بين نداء الشهوة ورعب الخطيئة. أندريه موروا ** الإنسان هو الكائن الذي لا يمكنه الخروج من ذاته، الذي لا يعرف الآخرين إلا في ذاتهم. مارسيل بروست كانت لحجرتي أربعة جدران واطئة ونافذة واحدة بِصِفقين مغلقين دومًا، وكان الضوء يتسلل...
(عشرون جنيها يا رجل، تحل منها ما عليك من دين، وتصلح بها حالك. وغدا العيد، وأنت لم تشتر بعد كبش الاضحية ! واقسم أنني لو لم أرد مساعدتك، فان هذه النخلة لا تساوي عشره جنيهات ) وتمايل حمار حسين التاجر في وقفته. ولم يكن صاحبه قد ترجل عنه، فانه لم يرد ان يظهر لشيخ محجوب تلهفه على شراء النخلة ذات...
كانت الثانية عشر والنصف ظهرا في أحد أيام شهر يوليو الحارة والرطبة من العام الماضي ، حين توقفت بعربتي أمام مجمع تجاري صغير يقع في الطريق العام، المؤدي إلى المستشفى الذي أعمل فيه .. كنت أقصد محل البقالة أو ( السوبرماركت ) ، وفي ذهني تتراقص زجاجة مثلجة من الكوكاكولا ..إنها زاد الصيف الذي نحتاجه...
ﻓِﻲ ﻗَﻠﺒﻲ ﻗُﻠﻮﺏٌ ﺷﺘﻰ، ﻛُﻠﻬﺎ ﺗﻬﺪِﺭُ ﺑﺸﺪﺓ ﻣﺜﻞ ﻋَﺠَﻼﺕِ ﻗِﻄﺎﺭ، ﻟﻬﺬﺍ ﺩﻣﻲ ﻳَﺪﻭﺭ ﺣَﻮﻝ ﻧَﻔْﺴﻪ، ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺯَﻭﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻳﺎﻥ، ﺣﻮﻟﻲ أﺭﺽٌ ﺷﺎﺳﻌﺔ، ﻟﻮ ﻧَﻈﺮﺕ ﺑﺘﻤﻌﻦٍ ﺳﻮﻑ ﺗﺮﻯ ﺛُﻌﺒﺎنا ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻧُﻮﺍﺡ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﺍﻟﺬﻱ اﻓﺘﺮﺳﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ، ﻭﺣِﺮﺑﺎﺀ ﺗﻨﻈُﺮ ﻟﻠﺮﻳﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﺦ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ، ﺛﻢ ﺗَﺘَﺨﻴﻞ ﺻَﻮﺕ ﻗﺒﻠﺔ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻓﻲ ﺧﺼﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻌﻄﺸﻰ. ﺃﻣﺎﻣﻲ...
الاهداء: إلى الذين بصقتهم الشمس أطفالاً فاقدي المأوى.. لائذين والحنان سراب.. سراب تشوبهم تفاصيل الصحارى القاحلة تتشكل ملامحهم من تشابك الغابات الاستوائية .. ماكثون في مرارة الحال.. باقون في العهد الخراب.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ منذ نطفتك الأولي، وأنت تنظر...
-1- العشية عشات والليل راح محلى اللغا يدور بين الملاح الورد اعطى ريحتو والذات ما زالت حزينة والدم جف والذات يا حسرة ما زالت حزينة يا ناس وما انتوما ناس يالزايدين المهموم في همو يالمعاونين الظالم على ظلمو..(1) -2- تشرب...
عزيزتي إيلين، الآن انتهيت من فض حقائبي. أنت عظيمة ولست أدري ماذا أفعل بدونك. كل شيء يلزمني وضعتِهِ في الحقائب. تسعة قمصان ((فان هوسن)) ثلاثة منها لا تحتاج للكيّ. ((أغسلها ونشفها والبسها)). وأنت تعلمين أنني لن أفعل شيئاً من هذا القبيل. ربطة العنق التي اشتريتها لي في العام الماضي في بوند ستريت،...
وماتت الأغنية إبراهيم عبد الغني القصة الفائزة بجائزة الطيب صالح 2011 "قلتُ: فليكُن العدلُ في الأرض، عينٌ بعينٍ و سنٌّ بسن. قلتُ: هل يأكل الذئبُ ذئباً، أو الشاةُ شاة ؟ ولا تضعِ السيفَ في عنق اثنين: طفل .. و شيخٍ مسن و رأيتُ ابن آدم يُردي ابن آدم ، يُشعِلُ في المدن النار، يغرسُ ختجرهُ في بطونِ...
أعلى