مقدمة لابد منها: في المشهد الثقافي العربي هناك صراع محتدم حول الحجم الذي ينبغي أن تكون عليه القصة القصيرة؛ بين فريق يؤمن بشرعية القصة القصيرة الرشيقة الذي فرضته مستجدات الفكر (ما بعد حداثي) الذي يميل جهة الإقلال اللغوي. وفريق آخر يجتهد للقضاء على هذا التيار الفكري لصالح المشروع الحداثي المولع...
لا شيء جميل في حد ذاته. الجميل هو المنعكس.
من الأشياء في الصور والأصداء
من الطبيعة في الفن.
من الماضي في الذاكرة
نعرف منذ أرسطو أن كل منعكس جميل، حتى القبيح.
غير أن الفن اليوم ليس علاقة خارجية بين الشيء والصورة بل هو علاقة داخلية بين عناصر الصورة نفسها. وجمال الفن حين يعكس بعضه بعضا لا حين يعكس...
الجمال ؟ أية حاجة تدفعنا إليه ؟ إن ذلك لا يخص تحويرا في السؤال من ماهية الجمال إلى الحاجة إليه ، من الموضوع إلى اندفاع الذات . بل يتعلق بفتح منفذ يتيح النظر إلى تجربة الإنسان المعاصر .
هناك دائما ما يؤسس لعطشنا اليومي للجمال لأن الإنسان في صلبه ندرة خالصة ، كائن موسوم بعبوره السريع ، و ليس له...
عنوان محاضرتي هو «الظاهرة الدينية بعد حادثة 11 شتنبر»، وقد اخترت هذا العنوان لنعيد التفكير في الظاهرة الدينية بعد هذا الحدث اعتماداً على ما يمكننا أن نستنتجه من أفكار جديدة وبرامج جديدة للبحث العلمي عن الاديان وتفسيرها من منطلق كونها ظاهرة.
حادثة 11 شتنبر، كان يمكن أن تكون منطلقاً لتفكير آخر...
( وكنت أخاله دوماً كخفير غير نظامي للقرية، خفير : سلاح قلمه وقلمه سلاحه ، تدب قدماه ـ ليل.. نهار ـ أرض الحارات والباحات والدور والمصاطب والغيطان والأسواق والموالد، فيكتب بعشق نادر ـ يقرب لحد الهوس ـ عن الناس والأرض. إنه " عبد الحكيم قاسم "، الذي بدا لي أحياناً كقروي ساذج ، حسن الظن بالقادرين علي...
كوننا نبدأ هذا اللقاء ليس في الوقت المقرر، بل قبله بخمسة دقائق، فهذا دليل على أننا قطعنا بعض الأشواط في مسيرة التحديث· سأقدم أولا ملاحظة حول تعبير "عوائق التحديث"· فلو دعوتموني قبل أعوام، وكنت متخصصا في الاقتصاد لسألتموني عن "أسباب التخلف"، ولربما كان جوابي يتلخص في نقط محددة هي : شح الموارد،...
تمهيــــــد:
اجتاز الإسلام في تعامله مع الشعر جملة مراحل أفضت إلى تحديد وضعٍ اعتباري جديد لهذا الجنس الخطابي، يتمثل في إباحة ما تماهى منه مع النصّ القرآني والسنَّة النبوية وتحريم ما تعارض معهما. وقد اصطلح الفقهاء على تسمية هذا الخروج بـ «الغواية» استنادا إلى الآية «والشعـراء يتبعهم الغاوون...»...
1-
لقد ثبت اليوم أن مفهوم الأدب، بمعناه الحديث، قد تزامنت نشأته، في الثقافة الغربية، ورومانسية يينّه [1] le romantisme d`iena التي على رأس من صاغها ونظّر لها فريدريك شليجل ونوفاليس. فقد استقر هذا المفهوم على أنقاض مفاهيم أخرى سابقة من أمثال "الأدب الجميل" belles letters أو الأجناس الأدبية...
حسيب شحادة
قبل أكثرَ من خمسة عشر عامًا كتبت مقالا بعنوان ”حليمة الفنلندية، ١٨٩٠-١٩٧٢، Hilma-Natalia Granqvist“، وقد بُثّ في أواخر العام ٢٠٠١ من راديو ابن فضلان المحلّي في هلسنكي، ثم نُشر أولا في أ. ب. أخبار السامرة ففصل المقال، ومؤخرًا في مواقع إلكترونية عديدة، كما تُظهر عملية البحث في غوغل...
إذا كنّا قد عالجنا في المقال السابق الهوية من زاوية علاقتها بإرادة البقاء ووعي العزاء ومرض الزمان، فإننا نسعى في هذا المقال إلى فحص الكيفية التي تعمل بها، خاصة على مستوى إرادة البقاء.
أكيد أنّنا لسنا كبقية الكائنات في ضمان البقاء عن طريق الاعتماد على ما تزودها به الغريزة من إمكانات وتوجيهات...
حين عرض علي مشروع “الطاولة المستديرة”، أثار ذلك اهتمامي في نفس الوقت الذي أحرجني. إنني أقترح مخرجاً لذلك: بعض الموضوعات المتعلقة بتقنيات التفسير لدى كل من ماركس، نيتشه وفرويد.
في الواقع أن هناك حلماً يتراءى من وراء هذه الموضوعات، حلم بأن يصبح بإمكاننا يوماً أن نكوّن نوعاً من الملف العام، أو...
يسير هائمًا في شوارع باريس باحثا عن حذاء؛ لا يملك ثمن آخر جديد، يقرر شراءه مُستعملا مِن أحد أسواق السلع المستخدمة. ثم يكتشف بعد عدة أيام أنه غير مريح ولا يصلح للمشي فيقرر استخدامه في الرسم، لوحة رسمها عن الحذاء ليصبح أكثر الأحذية إثارة للجدل وشهرة في تاريخ الفن الحديث.
"حذاء"، 1886، هي لوحة...
زهور كرام
في شهادة مثيرة، وجريئة ألقاها هذه السنة المبدع المغربي «أحمد بوزفور» في الملتقى الوطني حول التجريب في القصة القصيرة بمدينة المحمدية بالمغرب، حول ما يمارس على القصة من التخريب، وليس من التجريب، اعتبر أحمد بوزفور وهو الوفي لكتابة القصة القصيرة، ومبدعها الأصيل في التجربة المغربية، أن...
تمرُّ الذكرى الخامسة والثلاثون لوفاة الأديب المفكر طه حسين، وهي ذكرى لا يجدر بالأدباء والمفكرين العرب أن يدعوها تمر دون العودة إلى هذا الرجل الكبير، الذي لم يترك مسألة ذات شأن في حياته العمومية إلا وتطرق إليها وبمن قدمها ودافع عنها أو طرحها على نحو من الأنحاء. وليس هذا وحده هو ما تميز به الرجل...
(1)
راج ذات يوم، أن طه حسين أملى سيرته الذاتية في سبعة أيام، وقد صادف أن نقلتُ، وأنا بعد في يفاعتي، الخبر بعفوية إلى أحد أساتذتي، فقال لي معلقا: إن من يقول هذا لم يقرأ « الأيام »، ولم يعرف شيئا عن شكلها ومضمونها.وقد كنت إلى ذلك الحين لم أقرأها كاملة، بيد أنني لم أتوقف عن الرجوع إليها، بكل...