سرد

(12) صدمتني نيويورك منذ اللحظة الأولى لوصولي إليها، ابتداءً من المطار الهائل الذي حطت به طائرتي والإجراءات الأمنية الصارمة التي واجهتني، مروراً بشوارعها ومبانيها العملاقة التي بدت لي غير إنسانية شيدها عمالقة أسطوريون، وانتهاءً بمتاهتي لعدة ساعات أصابني خلالها اليأس العميق إلى أن تمكنت أخيرا من...
(11) استقبلتني ندى بلهفة كبيرة عند عودتي من الأراضي المحتلة، كان اتصالي بها قد انقطع تقريبا خلال فترة تواجدي هناك، رغم أنها لم تغادر قط قلبي وعقلي، إلا أن الحالة العامة التي كنت أعيشها هناك جعلت اتصالي بها يتدنى إلى درجة لم نعهدها منذ أفضى كلانا بمشاعره إلى الآخر، كان ترحيبها بي قويا ودافئا إلى...
(10) التقيت مع مجموعة من الفتيات والسيدات الفلسطينيات، كن بين أم ... أو أخت ... أو ابنة ... أو قريبة لشهيد أو جريح أو مُبعد أو مُعتقل، دار حواري معهن حول الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الممارسات العدوانية الإسرائيلية المتصاعدة، حكين لي عن تجاربهن الخاصة في العيش تحت...
(9) وقع صدامي الأول مع جنود الاحتلال عند عبوري من الأردن إلى الأراضي المحتلة، تعامل معي حرس الحدود الإسرائيليون بصورة مستفزة للغاية، تعمدوا تعطيل إجراءات دخولي بحجة فحص أوراقي والتأكد من سلامتها، اندلعت بيني وبينهم مشادة كلامية حادة، اتهمتهم بإعاقة عملي كمراسل معتمد وهددت برفع الأمر إلى...
(8) سادت بين العاملين في القناة حالة من الغضب العارم مع بدء ما أسمته إسرائيل "حملة الجدار الواقي" وما رافقها من حصار لكنيسة المهد في بيت لحم وجرائم حرب بشعة في مخيم جنين، كان الأمر في الواقع صدى لحالة من الغليان الشعبي المتصاعد تجتاح الشارع العربي بأكمله تندد بالتخاذل العربي الرسمي عن دعم...
(7) بالتزامن مع تصعيد عنيف ومتواصل للأحداث على الجبهة الفلسطينية – الإسرائيلية، وأحاديث عن خطة سعودية للسلام، بدأنا العمل في سلسلة جديدة من الحلقات مخصصة لمناقشة حاضر الانتفاضة الفلسطينية ومستقبلها، تم طرح عدة محاور للنقاش شارك فيها نخبة من الشخصيات العربية والأجنبية وثيقة الصلة بالموضوع، كما...
من نافذة اختناقها، تطلّ على الزّقاق الضّيق، بشغفٍ جنوني، تتلقَّفُ تلهّفه، قلبها الغضّ يخفقُ بصخبٍ، ولعينيهِ المتوسّلتينِ تطيّر إبتسامة من دمع. لكنّ وجه ابن عمهّا (رضوان) المقيت، يبرز فجأة أمام غبطتها فتجفلُ وتصفعها حقيقة خطبته لها، ترمق خاتمها الذّهبي، الذي يشنقُ أحلامها بازدراء، ترتدُّ نحو...
12- قالت "أمي": أحضر لك "أبوك" حزمة "شيتات"[67] من السينما، تكفي لتغطية جدران غرفتك إن رغبت، وسيكون ذلك مؤقتاً، حيث الطلاء لا ينفع مع جدران متداعية، حيطانها من الطابوق الأحمر.. وجدت الأمر يروق لي وقررت العمل وحديّ. دون ان اجعلها تشاركني، اذ أتعبها الحَمل، وبالكاد تجرّ خطواتها، لم تكاسل لحظة عن...
عادت "أفراميا" إلى طريق الآلام، ووجدت المرحلة الثامنة حسبما أشار لها "أحمد"، لكنها كانت مضطربة، وعاجزة عن التركيز، وقد أحست بدوار جعلها تجلس فوق صخرة بالقرب منها، وكانت السماء فوقها تتفتق كالسراويل، وتنخلع عن الأرض كالبرانس، ونظرت نحو قرص الشمس، وكانت أشعتها ملتهبة وحارقة، كانت ثمة أوحال وغيمات...
11 "قرطاسُ لحظكِ سيفيض ألقاً، وأن لا تعذلي". لكنها قالت: "ما الكتابة والعذل يا صاح..حتى ليلي لم أنَمْه: بعدما سمعت حفيف ورق الخريف".. ***** ***** ***** كانت الإضاءة ليلاً جيدة جداً وتفترش على مساحة الحديقة العامة التي تحاذي النهر وشارعيه، والممتدة من قنطرة "خليل باشا".. حتى تقاطع ساحة...
10 ذات يوم افتضح أمر "سعيد" ابن عمي، ولم يدع "أبي" الموضوع أن يمرّ بسلام عليه، من دون معاقبة. خاصة بعد أن اشتكاهُ "ماجد ميخائيل" أمامي، وقال بصوت عال.. - "إن كنت تقبل له ذلك فعلى الدنيا السلام" إذ كان مهووساً بسرقة ملابس النساء الداخلية من على حبال الغسيل.. لقد أمسك به "ماجد ميخائيل" أثناء...
9- قالت العمة "نهلة": "يومَ أطلقوا سراح شقيقي "نديم" من الحجز، الذي دام تسعة أشهر، بسبب انتمائه للحزب الشيوعي". صَحبْتُ ابنه "صفاء" إلى بيته الذي لا يبعد عن بيتنا سوى عبور الضفة الأخرى من نهر "خريسان"، حيث هللّ بقدومنا الكلب "دوبر" بنباحه المعهود، فنهره "بهاء" شقيق "صفاء" من النافذة، اخرسه...
8 البيضة بيضتها، والحيمنحيمنهُ.. كأني وقفت متسائلاً ببراءة قبل أن أتّحِد في خلية واحدة، وأستوطن الرحم.. حتى تنشطر خلية كينونتي إلى خليتين، والاثنتين إلى أربع والأربع إلى ثمان، وهكذا حتى أكون كائناً واحداً، بكامل "أناهُ العليا"، وقبل أن أكتسي بجسد بشري، وأدبّ بحواسي وأتحسس مكاني الهيولي. فكل نصف...
7 بإصراري على ركوب الدراجة لوحدي، والذهاب إلى المدرسة، ومن ثم المكتبة.. تحقَقَ فكاكي من قفص الخوف، وخاصة بعد أن استدعيَّ "عمي" الأصغر إلى الخدمة العسكرية، ثم لحقهُ الأكبر، وكان أيضاً متخلفاً عن أدائها لمدة ثلاث سنوات، مُلتحقاً مع شقيقه..باتهناك فراغ كبير في بيت جدي، وبدأت فيه أستعد للحضور...
6 حتى في يوم استلام نتيجة الامتحان، لم يسمح "أبي" بأن أذهب إلى المدرسة دون رفقة أحد من أشقائه، وسبق أن اشترى لهما بسبب هذا المشوار دراجة هوائية يتناوبان عليها في إيصالي إلى المدرسة، والعودة منها. بالرغم من أنها كانت لا تبعد عن "دربونتنا" سوى أربع أو خمس درابين(27). هذا ما درجت عليه حياتي أن...
أعلى