مختارات الأنطولوجيا

تباركت الأرض، أرض الجدود، وأرض السنابل، والأقحوان وأرض الأغاني، وأرض الرزايا، وأرض البسالة والعنفوان من الأرض، هذا الأديم المُوشى بقطر الكفاح الأبي من الأحمر الخصب روى ثراه عطاء الدم اليعربي بنيت لنفسي طموحا،وصغت لقلبي عرشا ولونته من شعاع الأصيل تجود به الشمس قبل الرحيل خضيب المصفى عجيبا، كأن...
تتلون أغنيتى بحفيف النخل وأنينِ الساقية الثكلى وصراخِ الطفل الجائع فى الليل المظلم والأرض استلقت كقتيلٍ يلفظ آخر نبضاته ليس هنالك غير الحسرة والأحزان وتموت الأغنية على شفة الشاعر .. لكنك يا شاعرنا الأكبر ما زلتَ تغنى لعشيقتك السمراء بقاعات "الهيلتون" ولذات النهد الرجراج "بباريس" ولساقِ الثالثة...
تتعقبني عينان تجريان خلفي أينما ذهبت في سوق المدينة المكتظة بجريان جداول الغادين والرائحين، المتبضعين وقوفا، او الماسحين بنظراتهم كتل الحاجيات المنشورة، او المتكدسة على مناكب الأزقة، او فروع الشوارع الرئيسة. ألتفت لأجد هيكلا انثويا لا تبرز منه الا عينان نفاذتان ترميان بشررهما نحو وجهي...
لم‏ ‏أكن‏ ‏على‏ ‏علم‏ ‏بوجهة‏ ‏محدودة‏ ‏أو‏ ‏مكان‏ ‏أو‏ ‏طريق‏. ‏كنت‏ ‏أحاول‏ ‏الاتصال‏ ‏بأحد‏ ‏الفنانين‏ ‏القدامى‏. ‏لا‏ ‏أعلم‏ ‏الزمن‏ ‏بدقة‏ ‏لكنه‏ ‏ليس‏ ‏بعيدا‏ ‏ربما‏ ‏فى‏ ‏أوائل‏ ‏هذا‏ ‏القرن‏ ‏وكان‏ ‏الكيان‏ ‏الذى‏ ‏أستشعره‏ ‏أننى ‏أحلم‏ ‏أو‏ ‏أننى‏ ‏روح‏ ‏فقط‏ ‏تسبح‏ ‏بحرية‏ ‏فى‏ ‏الزمن‏...
مدخل: حظيت في الموسم الماضي، بسماع المحاضرة القيمة التي ألقاها في المركز الثقافي المصري بالرباط، الأستاذ الزميل " السيد محمد العربي الخطابي"، عن (مصر والمغرب: خواطر وذكريات) وقد شاءت له أريحيته الأصيلة أن ينظر إلى الموضوع من وجهة تأثر الأهل المغاربة بمصر، وحبهم لها وتقديرهم لعطائها علما وفكرا...
انا لا اتذكر أني قابلــت امرأة عيناها تغسل احزاني والهدب سهامٌ صوبها العشق الغاشم فرماني فأتيت القاضي اشكيها والقاضي قال انا الجاني عيناها خلقت كي تأسر فلماذا النظر بإمعاني فابتسمت بسمة منتصرٍ والبسمة زادت نيراني والتفتت ومضت في ترفٍ ولهيب المقلة يصلاني ياطعم النار وطعم الثلج ياقطعة سكر انا لا اتذكر
لم يكن يحيى حقي أديبًا عاديًا, كان قارورة من عطر الأدب وشجن الكلمات. لمساته الإبداعية والنقدية والإنسانية عبقة. تبقى بعد أن يرحل كل شيء. لم يمارس فن الكتابة فقط ولكنه كشف كل أسرار موهبته وصناعته. وأمسك باللغة الدارجة التي نتحدث بها جميعًا وحوّلها فيضًا شعريًا بالغ الرقي. إن العالم العربي...
قال لي فارس الجنجويد: هاتها قلت : أسورتي؟ قال لي هاتها كنت وحدي كنت خائفة ً، والمخيَّم كان بعيداً والبنات اختفين وراء السياجِ ، واصبحت وحدي قلت: خذها وبسطت يدي سطع البرق من يدهِ، ورأيت يدي وهي تسقط في الرمْل هامدةً، ورأيت غزالاً يوليّ ودمٌ احمرٌ يصبغ الرمل حولي قال لي فارس الجنجويد: ارفعيها
أَلا هَل أَتى حَيَّ الكَلاعِ وَيَحصِباً وَأَهلَ العُلا مِن حاشِدٍ وَبَكيلِ بِأَنّا جَلَبنا الخَيلَ مِن جَوفٍ أَرحَبٍ فَهَضبِ أَراطٍ فَالمَلا فَهَليلِ أُريدُ بِها الأَوتارَ مِن حَيٍّ تَغلِبٍ عَلى بُعدِها مِنّا بِغَيرِ دَليلِ أَبابيلَ رَهواً بَينَ قَوداءَ شَطبَةٍ وَقَبّاءَ مِثلِ...
كان شارع ريتشموند نورث معتمًا، يلفه السكون فيما عدا تلك الساعة التي يتحرر فيها التلاميذ من مدرسة الأخوة المسيحيون[1] . في النهاية المظلمة من الشارع يقبع منزل غير مأهول، يتكون من طابقين منفصلًا عن جيرانه يشغل أرضية مربعة. فيما تحدق منازل الشارع الأخرى ببعضها بواجهات سمراء لا تشوبها شائبة وكأنها...
أجلس القرفصاء أمام القبر الذي يبدو صاحبه حديث عهد بالإقامة بين التراب، فيما نَظَرات أبي تَفتَرسني، فأُسْدل قُبَّ الجلباب على رأسي وأقبض بيد مرتعشة على الشاهدة الحجرية، ثم أشرع في تلاوة الحزب الذي أحفظني أبي إياه بمشقة، حتى صرت أردده كالببغاء: النعيم والجنة، والوسواس الخناس، والموت والعذاب...
1 في اللَّيلِ لا جبلٌ يصولُ إذا مَشَوْا لا غيمةٌ تَدنو لِتَنفُثَ رعبَها الثَّلجِيَّ عبرَ المُرتَقَى كانوا هُنالِكَ تشردُ الأحلامُ في خُطُواتِهِمْ تَتَعذَّبُ الأوتارُ في لَحنٍ يكفٍّنُ صولةَ الْماضي يفتِّحُ لاصطخابِ المَوْجِ أقبِية السكينَه كانتْ عناقيدُ الَّهيبِ إذا ارتمتْ فوقَ الجْبالِ أَلُمُّها...
الآنَ وقدْ هدأَ البحرُ واعتصمتْ بالوهادِ الفلولْ تُدَقُّ الطُّبولُ وتبتدئُ المعركةْ لتنتهي الصَّعلكةْ فللدَّمِ أن يستعدَّ وللعجزِ أن يستبدّ وللقبر أن يفتح الصدر للوافدين وللنصر أن يطفئ النار بالنارِ أو يطفئَ النارَ في نكساتِ العربْ فلاَ سلمَ قبل انطفاءِ الغَضَبْ
لا البلاد.. بلاد.. ولا الدنيا دنيا، ولا القمر قمر، ولا الشمس بنت السماء، بلت أجنحتها في بحر النيل، ودلته على مكاننا، ومن ورائها الأوز مواكب – غن لنا يا ضرّاب النار.. غني. والبلاد في أفواه الناس أسأمي غني لنا، واضرب على الغاب فنرقص رقصة الشمس لما تشرق، ولما تغيب.. وغابت عن بلاد الكنوز، فغابت عن...
وكأنها لم تعرف أحداً من قبل، بدأ جسدها بالارتجاف، ولم تعد تملك من أمرها شيئاً، حتى الأصابع بدأت بالسخونة فالارتعاش. وأخذ الشوق يحفر عميقاً عميقاً فى منطقة لا مرئية لها، إذ كانت تحس به يتغلغل داخلها. هل أصابك مثلى؟ هل بلغك ما بى؟ تسأله. أجابها عبر حروف تجتازه دون أن يدرى كما تجتاز ريح قوية رمال...
أعلى