نصوص بقلم نقوس المهدي

إنني أعاني من أصوات الباعة الجائلين الذين يستخدمون مكبرات الصوت في ندائهم على بضائعم، فأصواتهم تقتحم صمتي وهدوئي داخل حجرات بيتي، لكن صوتاً بعينه أكرهه أكثر، فهو يعذبني، هو صوت مشتر كتب وكراسات قديمة، يقف أمام بيتي وينادي في إلحاح وكأنه يقصدني: - إللي عنده كتب قديمة، الكيلو بربع جنيه. أنظر...
بعد قفزة واثنتين، ثم ثالثة كبرى بطُول قَوس قزح؛ رأيتُ كأنني في يوم البَعث. صدّقتُ عينيّ، لأنني قبل أن أخطو استأذنتُ الأستاذ "عبد الفتاح كِيليطو" في الرّفقة. وهو كعادته، في وصلات خياله الخلّاق، لا يردّ سائلا أو طالبا للصُّحبة. أخذَني من يدي وأشار إلى المدى المنظور، حيث الناس شِبه عُراة يمشون...
أمررْ على الجدث الذي حلّتْ به أمُّ العلاءِ فحيّها لو تسمعُ أنّى حللتِ وكنتِ جدّ فروقةٍ بَلَداً يمرّ به الشجاع فيفزعُ صلّى عليك الله من مفقودةٍ إذْ لا يلائمكِ المكانُ البلقعُ فلقد تركتِ صغيرةً مرحومةً لمْ تدرِ ما جزعُ عليكِ فتجزعُ فقدتْ شمائلَ من لزامكِ حلوةً فتبيتُ تُسهِدُ أهلَها وتفجِّعُ فإذا...
الدكتور عبد الرحمن محمد العيسوي (1933-2012م) يعد الدكتور/ عبد الرحمن محمد العيسوي (1933-2012م) أستاذ علم النفس بكلية الآداب -جامعة الإسكندرية من أبرز جيل الرواد في علم النفس بجامعة الإسكندرية(رحمه الله وأسكنه فسيح جنات) فقد كانت حياته بمثابة رحلة علمية ومهنية وأكاديمية حافلة بالعطاء أثرت علم...
إلى جبرا إبراهيم جبرا لم يأتِ أعزلَ .. بل كانت تحفُّ به اللغاتُ والمطرُ الصافي ، له حلُـمُ المعذبين الحيارى تارةً ، ويرى السرابَ محضَ اخضرارٍ والمدىً مدناً من المجازاتِ تترى ، أو من الصخبِ .. هل جاء من جهة النسيان ؟ كان له أمسٌ ، وثم غدٌ يدعوه، محتشداً بالممكنات، وفي أقصاهُ...
كُلّ الحِكايات كَتَبتْ لِّلسَّجين نَفْس النِّهايَة المُفْجِعة :تُحْمَل رَأْس الفَتى مَذْبوحَة إلى مَائِدة السُّلْطان بَعْض الحِكايات رَأَت أن تَسْمو بِالهَدِية فَقَدَّمت الرَّأْس مُضَرَّجة بِالْحِقْد على طَبَق مِن ذَهَب تَمَلَّى الْقَيْصَر بِعَجْرَفة ، الشَّعْر الأَشْقَر المَشوب بِحُمْرة...
7 بإصراري على ركوب الدراجة لوحدي، والذهاب إلى المدرسة، ومن ثم المكتبة.. تحقَقَ فكاكي من قفص الخوف، وخاصة بعد أن استدعيَّ "عمي" الأصغر إلى الخدمة العسكرية، ثم لحقهُ الأكبر، وكان أيضاً متخلفاً عن أدائها لمدة ثلاث سنوات، مُلتحقاً مع شقيقه..باتهناك فراغ كبير في بيت جدي، وبدأت فيه أستعد للحضور...
من منا لم تستدرجه أسطورته الشخصية إلى جمل البرازيلي المولود سنة 1947 في (ريّو دي جنيرو)، تلك الجمل الشفافة، المشحونة بالدفق الدافئ، وبقيت بعد الترجمة جمل صافية المقاصد توجته كاتباً معروفاً جدا في كل بقاع الأرض، وقد كان قبلها كاتباً مسرحياً، ومدير مسرح، ومؤلِّفَ أغانٍ شعبية لبعضٍ من أشهر نجوم...
أبي الحبيب: في ذكرى وفاتك الثالثة، وكأنها الثلاثين، وبعد صراعٍ كبيرٍ ومرعبٍ نجوتُ فيه من بين براثن دموع الألم والحنين، قرَّرتُ أنْ أُقرأك السَّلام، وأستدرج أفكاري البيضاء فقط كي أكتب لك في هذا اليوم المفجِع! علَّها تصلكَ مشاعري صادقةً نقيةً كعهدكَ بها رغم ما أصابها من عطبٍ جرَّاء بُعدكَ... بابا...
أشرنا في أكثر من مقالة إلى أن تركيب آية فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا، هو تركيب فريد من حيث تقنيات الدلالة فقد حذف جواب شرط إذا، لتضاف هالة من الغموض على مرجع الضمير ( واو الجماعة في الأفعال ليسوءوا، وليدخلوا، وليتبروا) ، فيكون...
حينما كنت آتي القرية أجده يبيع الملوحة، لكنه وهب بسطة الأمل ، كل مرة يبيع البسمة مقترنة بتلك الأسماك التى اختزنها ليسترزق من ثمنها، الصبر ما أجمله من زاد! كلمات لم أكن أدري معناها حتى غاب عمي مسعود وراء الصمت المطبق داخل المقبرة العميقة، زوجته امتهنت حرفته، تعطي بعض الليمون ممتزجا ببسمة طيبة،...
رأيتُ مُظاهرةً للكِلابْ.. حضَاريَّةً.. لا تثيرُ الشَّغبْ .. تُدينُ وتشجبُ بَعضَ النُّخبْ سَألتُ: عَلامَ أيا أصدِقائي الغَضَبْ ؟ فقالوا: حرامٌ عليكُمْ.. كَفَاكمْ كَذِبْ فَهلْ كانَ مِنّا.. كِلابٌ تَخُونْ.. ؟! بِمثلِ وَضَاعةِ مَنْ قد تَصَهْيَنْ مِنَ النُّشطَاءِ.. بُصاقِ العرَبْ فَيُمسيْ ـ...
ولم أكن قادرا على كُرهه ابداً يده التي صفعتني لأجل الصلاة لأجل الاستيقاظ باكراً ولأنني وضعت رسالتي الأولى في كف جارتي ورحت اعانق الوسادة وافكر في نعمومة يدها التي ضمت اولى شهواتي لم أكن قادرا على كرهه لانها ذات اليد التي خشنتها قطع الحديد ، وشظايا الاخشاب ذات اليد التي امتدت لتصفعني...
كُلَّمَا حَاوَلتُ أَن أَنَامَ عَلَى طَيْفِ الوَجِيعَة وَالْتَحَفَتُ غِطَاء الألَم أَصحو عَلَى نَزْفِ الجُرْح البَرْدُ يَتَسَرّبُ فِي عُرُوقِي يَغْرِسُ مَخَالِبَهُ بِقَسْوَة يَسْتَبِيحُ اللَّيْلَ يُحَرِّكُ أثداءَ الرّيح يَعْبَثُ بِأَرْصِفَةِ الشوَارِعِ وَأَعْمِدَةِ النور تاركاً كُلَّ شيءٍ...
في مكاتب الخطوط الجوية , حجوزات تُؤَكَّد ، وتذاكر تُقطع ، ومبالغ تُدفع أكدتُ الحجز وفي الوقت المحدد وصلت قاعة المطار .. معي أهلي وأحبتي ، ألكل يتدافع من كل الأعمار ، وأنا معهم .. أجر حقيبتي ، نحاول الوصول بما نحمله من حقائب لإتمام عملية الوزن ضمن المقرر والمسموح لكل درجة ,, يسارع البعض بفتح...
أعلى