نصوص بقلم نقوس المهدي

يا صاحبَ الكلماتِ، أين أنتَ منْ.. الألفِ والهاءِ؟! أترافقني.. بلا قيدٍ، بلا شرطٍ، بلا عناءٍ؛ لنحيا حياةَ العقلاءِ... في مسيرةٍ من اللا وعيِ... إلى ساحةِ الوعيِ والرشادِ، نحصدُ الحكمةِ، ومن خلفِ "الدانتيلِ" تكتبُ لي.. ألفًا وثلاثمِائةَ، وستةً وتسعينَ كتابًا! فبينَما أنا...
سبعةً كانوا من الشُّعراء وقيل عشرة تناوبوا على البكاء فوق عِيرهم وكانتِ العِير تجُوز مَهْمَهًا تلمُّ رملَهُ السَّوافي كأنَّهُ الحنينُ للأوطان عند الطُّلول الدَّاثرات نصبوا الخيام وأوقدوا النيران في سُرى الليل الطَّويل وقفوا على الرُّسوم الدَّارسات واستعبروا هناك عند الدِّمنِ المَهْجورة وهيَّجت...
(مقاطع) أحرقتُ غابة كاملة لأتصيّد الوقت الكلاب الضالة نهشت القصيدة من ركبتها وهربت. *** الذئب الوحيد يلتهمه الوقت منتظرا بنافد الصبر وليمة الدم المسفوح على غيمة. الذئب الشريد في المعنى يفترس الصبر، وينام وحيداً. *** الحدائق تزهر من جديد والغابة التي أحرقتها نمت فيها أزهار الصبار صارخة...
أُعيدُ الرأْسَ للكتفينِ أَحيانًا لأَعرفَ آخرَ الأَخبارِ عن ظهري وكيف تقوَّسَ التاريخُ حين أَتـمَّ دورتَهُ بعودتِهِ إِلى التربةْ أُعيدُ الرأْس للكتفينِ أَحيانًا لأَقرأَ ذكرياتِ النملِ في الـجدرانِ لو صارتْ شقوقُ الـحائطِ الـمنخورِ صومعةً إِذا ما اكتظَّ فيها القمحُ سطرًا قبلَهُ سطرٌ...
مائدةُ الحلم التي.. .. بسطتها لي ورصصتها أقداحا وألوانا وأشعلتَ الليل بريقا وبرقا ثم في طرف غيمة علقتْ وفي غيهب الريح ارتحلتْ ودون وداعٍ غلّقت بيننا.. .. بيبان الهوى حين كنتُ أنا.. أرتبُ لنا وسائدَ شوقٍ ومتكأًً سخيا من الجوى إذ بثمارِ الهوى هوت وتناثرت هجرا وغضبا والدرب بيننا.. -على غِرة...
1 – مايا كيسيوفا / بلغاريا يحلق الكركي الأسود طائرا مجتازا الخط الحدودي - ينام الحارس *** 2 – آنا هولي / الولايات المتحدة الامريكية تلامس أجنحة طيور الكركي على التلال الرملية الغمام المتجمعة بفعل الريح *** يحط الكركي على صورته المنعكسة على وجه الماء في يوم شبه خريفي *** 3 – سوسومو...
يتعقبني شبحٌ أسودْ يتلفّتُ من حولي في عينيهِ ظلامْ والرئتانِ سُمومْ والعقلُ ملفّاتٌ مرصوصه والكلماتُ التخرجُ من مخبئهِ قملٌ... وهِراواتٌ.. والشفتان قواريرٌ من حِبرٍ لكتابةِ كل كلامٍ ممجوجْ لا يعرفه إلا القابع خلفَ مكاتبهِ المخبوءة بينَ الأسوارِ السبعه **** يتعقّبني ذئبٌ في الأَسواقِ وفي ساعاتِ...
هل تذكرُ تلك الريح البرية يا من كنت معي فوق رمال البحر وفي الطرقات تغني والأطفال عصافير تسرحُ فيما بين العامين وترسم لوحاتٍ للنخل المتمدد من آلاف السنوات بهذي الجزر المملوءة بالأصداف وبالماء الأزرق..؟ *** هل تذكر أغنية ريفية كنا قد غنيناها يوم تعارفنا والأحباب على الشرفاتِ وأسماك البحر على...
يا رفيقي هاهنا أقبعُ عريانًا أُصلّي هاهنا أسجدُ في محرابِ شمسِ اللهِ ملتاعا كنافورةِ دمٍ في صدورِ الفقراءِ هاهنا أقبعُ وحدي مستجيرًا من عذاباتِ السنين، وأصلّي، جاثمًا فوق قيودي الأزليّةِ وأغنّي لإلهٍ في متاهاتِ المقابرْ جسدي يطفحُ فيه الدمُ والعالم مملوءٌ بنهرِ الوجعِ القابعِ في صدرِ الملايينِ...
في هدأةِ الليلِ، كنا معًا، نحتسي قهوَة العيدِ كنا معًا، والمرايا بلادٌ نهاجر فيها ونصحو معًا، هذه الأرض حلمٌ، يباغتنا في المنامِ ونصحو، لنقرأَ أحزانَنا هل تذكّرتِ كنا نغامرُ ليلاً ونعرى معًا في المحطاتِ؟ هل تذكّرتِ وجهي المغضَّن بالخوفِ حين التقينا لأولِ مرّه وكان الشتاءُ طريًا وكان العراقُ...
ذو يزن إلى أين الرحيل؟ فالبحرُ تقودهُ نجمة .. نحو الغرب في عصر الردة؟!! السيفُ يصدأ والقلمُ يجف ’’ الركام القديم الجديد‘‘ يحجب نور النجمة والنجمة تبكي بالدم والدمع " صاحب الحرف الأخضر " الوضيء" ******* الشمس قبلة مكعبة والشرق ينبع الانعتاق والجنة المنتظرة هكذا تعلمنا منك.. ذو يزن ولكنه في زمن...
أشتهر كثير من ملوك العرب وخلفائهم وأمرائهم ووزرائهم منذ الأزمنة الضاربة في القِدم بقرضهم الشعر واجادتهم ضرباً من فنون الأدب ، بدءاً من امرىء القيس ، مروراً بيزيد بن معاوية ، وصولاً الى أبي الوليد بن زيدون .. وتطول القائمة كلما أمتد الزمن وتعاقبت الدول .. فثمة العشرات - وربما المئات - من الأسماء...
- "الشاعر يهبط على وحيه، لا وحيه هو الذي يهبط عليه" كلون ولسن تصدير إذا كان العالم عرف عبد الفتاح إسماعيل بأنه سياسي من الطراز الأول فإن الحقيقة غير ذلك إنه شاعر بالدرجة الأولى، ويتوجب علينا أن نفهمه بأنه شاعر صوفي، قابل الحياة بذهن منفتح على الطبيعة، وبصدر مغرم بالوقوف ضد الظلم والطغيان...
من العار كذلك أن نرى مختلف أشكال الممارسات التي لا تزيد إلا في غرس اليأس والتيئيس وجعل الشباب، وهو لم يصل بعد حتى إلى العشرين، ينظر إلى الكون، وينظر إلى حياته، وينظر إلى مجتمعه وإلى حيه وإلى أسرته نظرة الكهل الذي تجاوز السبعين أو الثمانين سنة. يتحدث كما لو غلبه الزمن، يتحدث كما لو كان مقهوراً...
في المرة الأولى، جئت من بيروت في عداد وفد فلسطيني وعربي يساري لحضور الإعلان عن حزب طليعي من طراز جديد، كانت تتحدث عنه عدن منذ وقت. تلك زيارتي الأولى إلى عدن التي لم تعد، اليوم، عاصمة لشيء سوى الألم والتشبيح. لا وحدة ولا انفصال. الذاكرة مثقلةٌ بأحداث جسام. الصور القديمة تمحوها الصور الجديدة...
أعلى