نصوص بقلم نقوس المهدي

بصوت أو بلسان «سوسنة الأودية»، نسمع أو نقرأ في «نشيد الأنشاد»، في العهد القديم: «أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ». وبصوت أو بقلم شاعرة سوداء، في قصيدة تنتمي إلى «الزنوجة» في زمن حديث، ليس بعيدًا: «أنا سوداء ولكني جميلة». ولن يغير من هذا الصوت الأخير، تعبير الشاعر ليوبولد...
وحدك دون سيجارة أو كوب شاي لا فكرة تجول بخاطرك لا صديق يهاتفك لا ولد يتأكد أنك لا زلت علي قيد الحياة قبل أن يلقي بنفسه في الزحام الزحام الذي تشتهيه الآن تلك الوكزات التي تأتيك من كل اتجاه استسلامك للتيار حتي لا تسقط تحت الأقدام كصديقك الذي داسه راجمو ابليس في طريق الجمرات والصراخ الذي كان يصم...
تتلقى التهاني من المدعوين ، باسمة الثغر ، تملؤها فرحة عارمة، لزواج أخر أبنائها، لقد سبقته فى الزواج أخته الوحيدة وشقيقان، أحست اليوم أنها قد أكملت رسالتها التى انتظرتها طويلاً بقبس من صبر وكثيرِ من ضغوط مارستها بتعنت على شعورها كأنثى، الأن فقط أتمت ما أملت فيه، الأن فقط تستطيع كل شيء أرادته...
شردتُ بعيداً أنظر الي غروب الشمس وهي تلملم أشعتها من سماء النهار، كعروس تتهادي في موكب زفافها، وتفترش خيوط الليل سماء النهار رويداً رويداً كلما بعدت خيوط الشمس افترشتها خيوط الليل. أنتظر اولادي لحين انتهائهم من تدريبهم الاسبوعي، كدأبهم كل خميس، أقظتني يد تربت علي كتفي، نظرت بجانبي فلم أصدق...
لم يكن عور إحدى عينيه، تحدثه بلغة فصحى، تبجيل الزملاء له. داعياً لجذب انتباهي..، لكن.. عند بوابة المدرسة. جذب يده من يد امرأة.. انحنت لتقبلها: ــ (ربنا يخليك لينا يا سيدي الشيخ) انصرفت السيدة، دخل الأستاذ للمدرسة، تصنعت عدم الانتباه..، بادرني: ــ (والله. الست دي مسكينة. ربنا يشفي ضناها) وجدته...
هناك من يعتبر «الحرب محاولة متأخرة للحياة». غير أن آخرين، وهم كُثْرٌ، يرون أنها خزان كبير للوجع. وبين هذا الموقف وذاك، يشتغل الأدب على الحرب بتأنّ بارع وهدوء مخاتل، ويضعنا على الطريق السريع للمتع الطائشة، إلى درجة نوع من الإشباع السام. في الحرب، تمتلئ النصوص الأدبية بالجثث والخرائب والدماء، كما...
إذا كنتَ شعبًا عظيمًا... فصوّتْ لنفسكَ في اللحظةِ الحاسمهْ إذا كنتَ ترغبُ في الذّلِ بعْدَ المهانةِ... ابْشرْ:.وهيّئْ بلادكَ للضرْبةِ القاصمهْ إذا كانَ يعْنيكَ ذقنُكَ، كالتيْسِ، قبل الكرامةِ... كنْ ماعزًا.. أوْ وزيرًا على أمّةٍ سائِمهْ إذا كنتَ تبحثُ عنْ خدْمةٍ... لا تكنْ خادمًا للحكوماتِ.. قلْ...
أَنا هُوَ ، يمشي أَمامي وأَتبعُهُ لا أَقول له: ههنا ، ههنا كان شيء بسيط لنا: حَجَرٌ, أَخضَرٌ، شَجَرٌ. شارعٌ قَمَرٌ يافعٌ. واقعٌ لم يعد واقعاً. هو يمشي أمامي وأمشي على ظلِّه تابعاً .. كلما أسرع ارتفَعَ الظلُّ فوق التلال وغطَّى صنَوْبرةً في الجنوب وصفصافةً في الشمال، ألم نفترق؟ قلتُ، قال: بلى. لك...
أُحبُّ ثلاثةً ماتوا أبي والموتَ والشعرَ العظيمْ أُجِلُّ ثلاثةً عاشوا الحياةَ وبنتَها ومضارعَ الأفعالِ في النحو القويمْ أُطِلُّ على الحقيقةِ: فوهةٌ جبليّةٌ لا الرملُ يشبعها ولا الماءُ العميمْ أُقِلُّ على السفينة نسختين من البلاد وخيمةً أغفو بها وأنا أحلّقُ كالفراشة في السديمْ أُلحُّ على الفواصل...
نحن نحيا نحن نبكي وأحيانا نحن نبتسم بالصداقة أو بلا صداقات بالخبز المبارك نحيا أو بلا قوت بالحرية نحيا وبلا حريّة نحن نموت مع البنين نحيا وبلا اِبن نحيا بالعقل أو في الجهل نحيا في الحرب نحيا أو في السلام والمرء تسحقه رحى الأيّام ثقيلة رتيبة والأعوام! المرء ndash; أمام الجلاّد ndash; قد يجعل من...
دعوني لشأني واقفا وقفتي المجروحة امام القبور المفتوحة ان لي مع الموت وعدا وجدالا وكلاما قد يبدولكم محالا اذا مت مرة بينكم وهل اموت ابدا فلا تقرؤوا علي الفاتحة وياسين واتركوها لمن يرتزق بها ولا تحلوا لي في الجنة ذراعين فقد طاب عيشي في ذراع واحد من الارض ولا تاكلوا في فرقي المقرونة والكسكسي فقد...
اللّيل في دمشق حديقة من الياسمين بأضوائها البيضاء المتناثرة على سفح جبل قاسيون ذلك الجبل الذي ورد في بعض الأخبار أنه كان مأوى آمنا لعديد الأنبياء والصالحين و يروى أيضا أن أهل دمشق كانوا إذا احتبس القطر لديهم أو غلا السعرعندهم أو جار السلطان عليهم أو كان لأحدهم حاجة تعسرت عليه صعدوا إلى قاسيون...
مثل مراهق خرج أهله وتركوه وحده في البيت، قد يخرج علبة سجائره المخبأة ليدخن منها ما يشاء دون خوف من رائحتها التي تأبى الانزياح عن الغرفة، يعب بانتشاءٍ من زجاجات الخمر التي اشتراها تحضيراً لهذه الفسحة الزمنية النادرة، يرفع صوت المسجلة إلى أقصى حد، يتعرّى من ملابسه، باستثناء لباسه التحتاني، أو قد...
سوادُها وهو يمطرُ أسرارَه على ترابي وبياضُها في وهجِ مشكاتِها أوقدا أحلامي منذ عشرينَ لهيبٍ مرّتْ وبما تساقطَ من وجعي دسّتْ إبتسامتَها في عشّ حروفِ كتابي الضائعِ لتطبعَ أوجاعي على ذاكرتي المثقوبةِ بالأحلامِ هي ما زالتْ تجمعُ شظايا ليلي في فردوسِها تمنحني تمنّعَها برسائل سرقها السابلةٌ فلم...
أعلى