قصة قصيرة

قال البلبل : ذات يوم غير مألوف ، غادرت عشي نحو الجنوب ، كنت أروم زيارة أحد معارفي ، يقطن غابة قريبة من وكن إقامتي ، وأنا في الجو أحسست أن الضغط الجوي قد أختل بين جوانحي ، غير أني لم أفقد توازني ..دفعت بنظري إلى أسفل ، شاهدت تحت أقدامي مستنقعاً يضج بأصوات هجينة ، وصراعا غير مسبوق ..فأدركت لماذا...
قال كلكامش لصاحبه أنكيدو وهما يمشيان الهوينى بعد أن خرجا من حانة (ديك الجن) مرتاحين :(هذا هو الجو المنعش الذي ابحث عنه نخيل وهدوء شبه كامل ولا تسمع هنا سوى نقيق الضفادع كسمفونية ريفية ممتعة تختلط بحفيف الشجر المحيط)، كانا يسيران في غابة من النخيل واشجار البرتقال والليمون قرب قصر الملك غازي عند...
سئمت المرآة وجهه الذي لم يبارحها منذ سنوات ، يمر اليوم في اثر اليوم وشغله الشاغل هو هيأته ومظهره الخارجي ، يقف ثابتا محملقا بوجهه القميء مقلبا البصر بكل تفاصيله يتلفت يمنة ويسرة ليتعرف على ادق تفاصيل وجهه ليزداد غرورا مع غروره ، ويوما ما وبعد انا اعتكف في احشاء مرآته قرر ان يخرج من صومعته ، من...
في قرية نائية مهملة ، أنهكتها الحروب والاقتتال بين أبنائها، وجردت ممتلكاتها من لصوصها ، حتى أصبحت عديمة الحياة والروح ، قرية لم تعد كالسابق في أيام ازدهارها ، عندما كانت تنتج البلح والكروم والزيتون ، عندما كنت تزورها تجد عالما يدرس فيها ويحاول تطويرها، وهنالك شاعرا يتغنى بأفنانها وثمارها...
سأستميتُ. سأقف، إذا تطلّب الأمر، بوجه الحكومة. تحرّك جسد أحمد مُنفعلاً، وهو يُكرّر الجُملتين، فوق جودليته الجديدة، التي اشتراها، أمس، لينام، أول مرّة، على فراش. هذا يعني، وواصل يُفكّر، أن ستُضحّي بكلّ شيء، وقبل كُلّ شيء، بوفاء. بالغرفة. بفلّينة الماء والجودلية. وبما سأشتريه في الأيام القادمة ...
وقف راني وهو ابن اربع سنوات في شباك غرفته في الطابق العلوي.. وهو يراقب الاطفال يلعبون كرة القدم.. في الحديقة المواجهة لدارهم.. التي يفصلها الشارع العام عنهم والبعض من الاطفال يتسابقون بدراجاتهم الهوائية ذات الالوان الفسفورية وهم يتضاحكون وفي الطرف الاخر من الساحة وجد بعض البنات وهن يلعبن...
الإهداء: إلى يحيى حقى مات الجد عبد الرحيم .. قال لى حفيده شوقى بائع أدوات الصيد بوكالة الليمون ، أن مرعى خادم جامع أبو العباس ، جاء بنسخة القرآن ليكتب عليها اسماً جديداً ، بتاريخ ميلاد جديد . لم يكد يقلب الصفحات ، فى مراجعة للأسماء والتواريخ ، حتى تملكه الغضب . تقلصت ملامحه ،...
حين خرجتُ من البيت ـ في الحادية عشرة صباحاً ـ لأدرس محاضرةً في النصوص العباسية لطالبات قسم اللغة العربية .. تركتُ القاضي في التلفاز يُقلبُ أوراق الرئيس العراقي السابق صدام حسين في قضية «الدجيل» .. قبيل النطق بالحكم! هذا القاضي الجهبذ .. الساهرُ على قضية العدالة.. لماذا أراه زائغ النظرات؟...
لم يُتَح له أن يدخل المقهى، إلاّ في السنتين الأخيرتين. ليس، وحده، وإنّما، مع العديد من أصدقائه ؛ الذين يُشكّل معهم، أو، يُشكّلون معه، عُصبة مُتميّزة. وحين يجذبهم، جميعاً، ما كان يضعه أمامهم صاحب المقهى، من ألعاب : شطرنج، طاولي، دومينو، ينصرفون إليها، كان ينصرف هو إلى ما في داخل القِطَع، التي...
– علية.. ياعلية صاح العجوز بخوف وهو يقف تاركا كرسيه، لم تجب الزوجة فقد كانت مستغرقة مع اصوات الطباخ والفرن…. تحرك السيدعاق قريبا من الباب دون أن يجروء على الخروج وهو يكثف النظر الى الشيء الذي رآه دون تأكيد على أمر واضح، ثم عاد قريبا من كرسيه وهو يردد : ((لا لا هذي جثة ميت.. نعم جثة...
في قرية من قرى ريفنا التي تغفو على شواطئ نهر دجلة وفروعه في الجنوب التي تموج بالمياه التي تتراقص فوقها الطيور المهاجرة وتتجمع المواشي بأنواعها تسبح وتشرب من مياهها العذبة، تلك القرى التي كان أهلها يتميزون بصفات الكرم والألفة والتعاون وجلسات السمر في المضايف وربعات البيوت وخاصة وقت المساء وفي...
كان يغذ السير الى اللا مكان.. كطفل تعلم لتوه كيف يلقي خطاه، وبعد نزاع بينه وبين افكاره التي مافتئت تصارعه، استسلم لها ولانتصارها فوجد نفسه في حيرة من امره لا يدري اي وجهة يسلك، انحرف متخبطا يعثر داخلا الى مقهىً. جلس سارحا بأفكاره متأملا وهو ينظر الى سقف المقهى الخرب الذي تآكلت جدرانه حتى غدت...
كاي زوجة ايام زمان.. قالوا لها ان ابن عمها سيكون من نصيبها.. وكانت هي ما تزال في الرابعة عشرة من العمر كل ما فيها حيوية الشباب واندفاعهم فكانت كالالة تعمل في الزرع مع اهلها ثم تعود الى البيت لتحمل الماء من النهر على راسها.. ثم تحلب البقر وبعدها تعمل اقراصا من روث البقر وتجففها لاستعمالها...
هي جميلة ورشيقة ترسم ابتسامة على ثغرها بدلع صبياني كشيك ولاته على قطعة كاكاو لها عيون ليزرية إشعاعها يخترق أفق الأحاسيس الخفية وجدار القلوب الصماء.كلماتها تملك دفئا وسحرا أخاذا يزيد من وهج جمالها ورونقها واعية في ما يحيط بها وتنقب في إبعاد كل كلمة تقال لها. تشعرك بأنها في غاية الأهمية والاهتمام...
بين الحين والأخر يستفزني صوت يهمس لي وهو يقف في اقصى حافة الروح،يتهكم و يطلق الكلمات القاسية في وجهيٍ،احاول تجاهله ،اعمد الى الانشغال بأي عمل من اجل ان لا اعيره اي اهتمامٍ،لكن الماكر كان يعلم انني ضجر من مضايقاته،اصبح يزيد من حدتها…طفح الكيل ماذا تريد:قلتها وانا ارتعش من العصبية..رد علي ببرود...
أعلى