قصة قصيرة

العالم يتكور في ذيل القرن، حتى يغدو كرة ثلجية زائفة، اقتحمها السواد عنوة بحجة أن لأسود لون أساسي في رسم أحلام البشر ثم تتدحرج الكرة الثلجية السوداء، وتذوب عند قدمي بفعل حرارة النكسة التي سكنتني، فأجد نفسي أسبح في فضاء مفرغ: لا أرضاً تقف فوقها قدماي، لا سماء تحتمي بها أحلامي الوردية، و لا بشراً...
أتعثرُ لاهثةً عبر كثبان ندمي، أمتشق سراب نسيانك، وعمري ينداح دوائر رمادٍ، تشرّدني ذكراك إلى حافة البوح، يعرّش في الروح مدىً من أنين: أيّ جرحٍ بهيّ أيقظك من أعماقي بكلّ هذا الصخب، وأيّ جنون؟ تنبتُ من زوايا نفسي من جديد، تضجّ في دمي، تتضوّع، تمورُ،وأنا أوصدتُ دونك عمري، خلتُها تساقط ذاوية نوارسُ...
احضري لي كوب الماء ، لا تقفي هكذا أمام النافذة، إن المارة ينظرون لك . إنها العجوز ، دائما ما تصيح بصوتها العالي المبحوح ، منذ الصباح الباكر تجلس على المقعد في منتصف الصالة ، تتأمل المكان، عيناها تراقبان كل شيء وبدقة لا تتناسب مع سنوات عمرها الستين . تنظر إلى أمها، بمزيج من اللامبالاة، والضيق،...
تجولت شهرزاد في أروقة الناس، ودخلت إلى أبوابهم السرية، وجلست إليهم في لحظات بوح صافية صريحة، وبلا رتوش ولا ألغاز، سمعت لهم، ونقلت قصص حبهم العصري جداً... وهذه بعض منها: التقيا عبر نافذة الحاسوب، اهتزت المشاعر، تدفقت الكلمات، رفرف الحب، تواعدا على أن يكونا واحداً. ارتبطت حياتهما بأيقونة مضيئة...
وأنا اقترب من بحر « حلق الوادي » رأيت الشّمس تطلع من وسط الماء. شمس حمراء وكبيرة. نورها باهت لا يؤذي العين. حدّقت فيها مدّة. رأيتها تنفض عنها الماء العالق بها من كلّ الاتجاهات وتنتفض لترتفع رويدا رويدا في الفضاء ككرة من لهب. شققت بسرعة كبيرة الطريق الرّاقدة فوق بحيرة «تونس» وأنا أطرد النّعاس...
سيلفيا تقول: إنها انتظرتني، انتظرتني طويلا، وإنها كانت واثقة من أني سأجيء من بلاد بعيدة كما عشاق القصائد المستحيلة وأنها لن تضيع وقتا في الخطوات الأولى البليدة... وأنها ستعاتبني جدا عن كل السنوات التي بذّرتها في البحث عنها. "خلفي كما لو أن الأمر كان ماثلا أمامي، تركت مدينة تغرق في مطر طوفاني...
مزيج من أحاسيس القلق، والحيرة، والرغبة والتطلع، والفرح، وتوصيفات أخرى تنوء بلحظتها الراغبة في معرفة المجهول الذي يكاد يكون معلوماً، إذ تصور لها النبضات أحياناً أن ما في الخطاب ليس إلا" تحصيل حاصل" لما تتطلع إليه من كلماته الرقيقة التي تؤرخ في كتب العشق للحظة وصاحبتها.. تلك الأحاسيس كانت المحصلة...
تتوقـّف مُصْدرة أزيـزاً يُسمَع مـن بعيد. يصعـد راكبان ويحاولان افتكاك تذكرتيهما من بين الأجساد المُتزاحِمة عند مدخل الناقلة. مع الراكبَين ثالثٌ لا ينوي دفعَ ثمن التـّذكِرة ولا وجهة مُحدَّدة يقصدها؛ الحافلة وسيلتُه وغايته. بدون مُقدّمات، ينطلق صوتـُه (ببحّةٍ تشي بأن صاحبها خرّيج "مدرسة" أخرى في...
إلي كل الصبايا اللواتي مللن انتظارا مريرا لمسافات زمن بعيد باحثين عن تفاصيل شمس لا تجيء إلي النوافذ رغم ضغطة النهدين.. إليها.. إلي البنت التي حين أسكنتها كلامي سكنت فسكنتها ساكنا.ومسستها مسا جنونيا فصارت جزءا من جنوني رغم ما بيننا من غباء اللغات آه.... يا البنت الجميلة أنت يا رفيقة دربي...
الآن استوطنا المكان الذي جنّد عنفوانه ، وألقي بالتيه من أعالي المشاعر . هي الظروف ملء سويعة سكنتها دفقة إغراء ، حيث المكان برمته عار يستفز الزمن يبحث له عن إثارة . لكأنما المشاعر تساقط كثمار طازجة . من تنبأ بصدفة أحدثت رجّة بحجم هذه العواطف العنيفة ؟ كيف حال الظروف التي جمعتنا إلى حافة طاولة...
فى الصباح خرج محمد ووالده، فكّا قاربهما وانطلقا ، لم يتحدث الوالد كعادته كل يوم، ظل صامتا ، دارا دورة واحدة فى الأماكن المحددة للصيد ولم يصطادا شيئا أخيرا تكلم والد محمد ؛ والدتك مريضة ولاأحد معها بالبيت لنعد! ربطا القارب بصخرته العتيقة ومضيا على مقربة بعد أن صعدا بمستوى الأرض شاهد محمد صديقيه...
حدث في ظهيرة صيفية دبقة أن غدا راجو ضحيّة رَمْحَة كالها له حصانُنا المحبّب قيدار. رمحة تركت هلالاً بارزاً وداكناً على صدر الكهل حيث أخبرنا حينها الطبيب بأن ثلاثة ضلوعٍ قد انكسرت وأن صدره قد تلف، وأضاف أن ورقته قد يبست وهي على وشك السقوط. ولم نستغرب حينها، لأن راجو صار يتنفس بصعوبة، يأخذ نفساً...
في رحلة طيران جلست شقراء جميلة جدا بجانب محامٍ كبير ومعروف.. الشقراء شدت أنظاره. قال لنفسه: " لو كان لها عقل بقدر نصف جمالها لكنت أجيرا عندها. سبحان الذي يهب الجمال لمن لا عقل له ". وبعد تفكير أضاف لنفسه: " الرحلة طويلة، ومع شقراء جميلة وغبية بالتأكيد ستكون رحلة ممتعة جدا.. وقد أدعوها بعد هبوط...
إلى متى ستبقى جالساً هكذا وراء مكتبكَ تقتات حزنكَ، وحيداً ...؟ هل تبحثُ عنها في دفاتركَ وأوراقكَ ..؟ لن تجدها في أيِّ مكان ... هي غير موجودة ، أو ربَّما موجودة ... ولكنَّك ، على أيَّة حال، لن تجدها ... هل هو قدرك؟ لماذا صوتك ضعيف وغير مسموع؟ نعم هو قدركَ يا عزيزي ... قدركَ أن تمدَّ يدكَ لالتقاط...
أسبوع البشارة في البدء، كان الغناء عند الفجر: صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر صباح العندليب يشدي بألحان السبوع، يا مصر صباح الداية واللفة ورشّ الملح في الزفة صباح يطلع بأعلامنا من القلعة لباب النصر... تقرير الفجر مقروءً على مسامع "راع، كبير الآلهة الفرعونية": أيها الإله "راع،...
أعلى