قصة قصيرة

لا أدري ما الذي جعلني أتذكرها الآن…أهي الأوراق القديمة التي بين يدي؟ التي تحتوي على الكثير من الذكريات .. ذكرياتنا معاً. أم هي صورتنا المعلقة على الجدار والتي لم التفت إليها مع زحمة الحياة إلا الآن!! أم كلاهما معاً!! اليوم فقط وصلتني صورتها مع أولادها الأربعة… صديقتي التي تعرّفت عليها مع...
نظر إلي و مد يده للسلام علي مودعا ، فأحسست رغبة بالبكاء و أردت أن ارتمي بين أحضانه ، و لكن مسكت نفسي و مددت يدي إليه و قلت له : في أمان الله تذهب و تعود بالسلامة فابتسم لي قائلا : أشكرك . وداعا سافر و عاد إلى وطنه و اخذ قلبي معه كنت أتمنى لو انه بقى معي و لم يذهب ،أغمضت عيني و شهقت بألم و...
صبيانية حد الذهول رغم شحنة الإغراء في اسمك ذو الرنة الحالمة والبعد الرومانتيكي: مارلين... "يا عزّي! تشتي أجي أضربك!؟" دعوة سخية تقدمينها على الطريقة الصنعانية عندما يثور الغبار بينك وبين الصبية في حلبات كرة القدم القاحلة. لم يكن لكِ مؤهل عاطفي واحد يشي بالأنوثة. جبهتك وأسنانك...
القلم أضبط الخط تحت عيني ..أضيف طبقة ماسكرة على رموشي.. ظلال خفيف على الجفن العلوي والليلكي في الزوايا وعلى والجفن الأسفل ..أنظر في المرآة .. أمعن النظر في وجهي ..ألبس العباءة وأثبت النقاب على وجهي .. أحكم خيوطه خلف رأسي.. أخذ حقيبتي وأنظم إلى السابلة في نهر الشارع..وصخب الأرصفة..أيمم صوب...
بدأنا لقاءنا بتصافح الأيدي وبقبلات عبرت عنها شفتانا ودون أن تلتقيا، عيوننا التقت نظراتهما بحرارة، ففضحت كل ما تمنى أحدنا أن يمنحه للآخر، هذه اللحظة وحدها تركت لنظراتي حرية التعبير كيفما أرادت، وراحت نظراته تغوص داخلي، تتتبعني دون خجل، وكان هذا الثوب الذي ارتديته يفضح تفاصيل جسدي أكثر ما يستر...
في الليل.. أكاد أجن.. تماماً أطفئ الأضواء.. أتغطى جيداً.. أضع المخدّة على رأسي.. ولكن كل شيء يستيقظ ويحيل ذلك السبات.. إلى كابوس أشعث. أحتمل الجدران في النهار.. أحتمل الصمت.. أحتمل (( أبو بريص )) وهو يتنزه في الغرفة.. أحتمل اللون البني.. أحتمل تلك القضبان لنافذة زجاجها بني هو الآخر.. وستائرها...
أخفاك والدك في سلة من القش ورماك في النهر. هكذا بدأت تحدثني أمي , بصوتها الهادئ الجميل , أردت أن أتفوه بشيء إلا أني عجزت. بقي ثغري مفتوحاً بدهشة ممزوجة بعدم التصديق , وسألتها : وأنت من تكونين ؟ ابتسمت , ووضعت يدها على ذقني بلطف وتمتمت : أنا امرأة عجوز , أخذت على عاتقي أن أربيك وأجعلك أفضل رجال...
(1) خفف من سرعته توقف صدره يتماوج علوا وهبوطا. لهاثه يتلاحق الان بدأ يهدأ يحاول التخلص من خوف تملكه قبل ثواني يغالب خوفه بافتعال رباطة جأش وتماسك ذاته يستدير جهة الخلف يمد بصره على امتداد الشارع يجول بعينيه المرتعشتين في الاتجاهات الاربعة يحدق فيها مليا وبحذر شديد يحدث نفسه همسا " لاشيء هناك ،...
لم تكن أنفاسك الدافئة، ولا لمسات تشبثك الخجلة لمعطفي عند لهو طفولتنا معا، سبب هذا الاحساس الذي تدفق بغتة بعقلي فحجب كل الأفكار إلا واحدة، يتردد صدي صوتها بنبضي دون استئذان..هل يمكن أن تغيب شمسك لحظة عن جسدي فأهزل وأصاب بقشعريرة التجمد يوما ما! هكذا حدث نفسه بينما مشهد خصلات شعرها المتطايرة...
بجلبابها البني الذي يغطي قدميها، ويؤدي عفويا دور البلدية، وحجابها الأبيض المنسدل إلى منتصف جسمها راسما مثلثين متوازيين، وحاجبا لون شعر يجهله كثير من معارفها، تقدمت بتؤدة تتأمل المباني المحيطة بساحة الثورة الشهيرة في عنابة، حيث السياح والمتسولون ومشاريع العشاق.. لا تعرف لم تجاوزت مقهيين في المدخل...
بدت مجموعة من الهواجس تنتابني فجأة، أطفأت التلفزيون، خرجت لأستنشق بعض الهواء الملوث، عوادم السيارات المارة من أمام منزلنا تجعل الأمر أكثر سوءا بشكل لا يوصف، أبي - رحمه الله - رفض أن نبيع منزلنا المطل بفخرعلى الشارع العام الوحيد في المدينة. لقد كان يرى أن في ذلك ميزة لم أستطع اكتشافها لحد الساعة...
يتلمس طريقه في الظلام الحالك، وهو يتذكر كم مر بهذا الطريق أياما وليالي. ينحني عند بعض المنعطفات ليلمس هذه النبتة أو يتعرف على ذلك الحجر، ومع كل انحناءة يستنشق بمليء رئتيه عبير أرض افتقدها وافتقدته . ثمة شعور طاغ يغمره ويكاد يجعله يقفز صارخا: إنني أسلك الطريق الصحيح لأول مرة. إن كل الطرق والدروب...
لم يبق حوله إلا الفارس شاهرا سيفه متقمصا شكل الواثق الذي تدرب جيدا عليه في جو مفعم بلغة العيون و الإيحاءات و إن كان الفارس قد تدرب جيدا على تقمص الشخصيات الواثقة المتفائلة في أسوء الظروف فهو أيضا تعود مع مرور الزمن على لغة الإيحاءات ، لقد قرأ في عيون الملك الآتي: " لم يبق من قواتنا إلا كتيبة...
حدثتني منذ تاريخ بعيد جدتي اخْويرَهْ - تغمدها الله برحمته الواسعة - في إحدى ليالي السمر الجميلة التي كانت تقضي مع احفادها؛ حدثتنا أنا وابن خالتي بأنه كان في سالف الزمان رجلان يسمى كل واحد منهما محمد: احدهما تاجر ثري .. والآخر قائد سياسي ذكي حكم البلاد بمساعدة حلفاء كثيرين من أبرزهم التاجر الثري...
في صباح كل يوم، كان يقول لها، حين يكون تحت الغطاء، متمددا: ــ " حبيبتي، ليس عندي، ما أقوله، سوى أني أحبكِ " وكانت حين تبتسم بوجهه، تفكر على عجالة ولكن بشيء من القلق " لعلك ما تزال ". وكانت تخاف من حماقة هذه " ما تزال ". وحين يختلط النور الفاقع، بالمستقبل العائم، يمسها ألم غامض. غالبا ما كانت...
أعلى