قصة قصيرة

رحلة الكنز لم يبق لي غير سماء ممزقة فوق. وأحذية مؤلمة تحت. الهواء ملوث بالذباب والأعداء. صديقاتي كلهن ذهبن مع الريح. ذهبن في اتجاه الحسرة, مثل صيحات في صحراء. وتركنني وحدي في مزبلة النجوم. الكواكب قربي تمسح خطومها. الأنبياء يقتسمون الخسارات. وأنا أفتش عن ذهب الأرواح. أسرق من الريح نساء الريح...
دائماً هكذا يأتى بخطوات بطئية كئيبة, لم تر على وجهه ابتسامة قط, يتجه الى المقهى فى نفس الزمن من كل يوم ويلقى أشلاء جسمه النحيل فى نفس المقعد وفى نفس الركن الخالى الكئيب مثل صاحبه, يجلس هنالك مرتكناً يطلب فنجان قوة, لايتحدث مع أحد سوى صديقه الذى يأتى ويجلس معه قليلاً ثم ينهض وقد أرتسم على وجهه...
أحس بقسوة الأرض عندما ايقظته بلكمة لم يحرر هل كانت مؤلمة أم لا؟ ولكنها أيقظته في فزع، بعده تمدد قليلاً على ايقاع مفاصله المتصلبة، كالعادة قام وهو يعاني من نعاس يأبى اطلاق سراح جفنيه، ليرى أشباح الزمن الرمادي. عند استيقاظه رأى الخارطة التي رسمها تبوله الليلي، لابد أنها بلاد يحلم بزيارتها يوماً،...
النسور تحوم في السماء كأنها سرب من الشوارب الطائرة. السماء بعيدة، بعيدة، زرقاء، مشمسة، وحارقة. وأنا مخنوق بعبرات لا تزرف، وممتلئ برعب يحلق في الفراغ، ولكن قلبي لا يخفق .. ربما مت! أو أتظاهر بالموت. أنا، أو بالأحرى، جثتي ملقاة وسط كومة من جثث أخرى. ههههه .. أقول جثث أخرى كأني لا أعرفهم. طبعاً...
خرجت الكلبة هاهينا تبحث عن صديقها الكلب هواهي. فمنذ أكثر من سنة وهما في حالة حب ولكنهما حزينان تماماً، حيث أن الأمور لا تسير كما ينبغي، إيجار الأزقة الضيقة أصبح عشر قضمات من قبل عصابات الكلاب المقيمة فيها، بعد أن كان من قبل قضمة واحدة، وليس هنالك مفر من الأزقة الضيقة، لأن الشوارع الرئيسية تعج...
قبل أن أكشف عينَايَ للإستيقاظ أزعجني صوت المكيف وهو يرتجف من البرد كعادته.. وله الحق في ذلك.. فالشتاء أصبح يهطل عندما تتصاعد أصوات مآذن الفجر صباح كل يوم.. ثم تسحبهُ الشمس بحرارة نحوها.. وأنا لا أعي بالاً لجودته المحلية التي لا تحتفي إلا بالحر.. أصوات بقايا ثرثرة الأصدقاء المجمدة متكدسة في...
كوردةٍ قَلِقة لتصدع أصِيصَهَا كحُزنِ المَوت حينَ يلتقطٌ طِفلة.. كنورسِ عجوزٍ تركه سِرْبَه - سكن السُفُن البَّالية، كمِثْلِي أنا مُنطَلِقٌ كماكوكٍ بَشَرِي، مُتحرِرَاً من لعنةِ الطِّين اللذِج ، مُجَّدِفاً في الفضاء..ناعماً، سلِساً.، عاريٍ من كُلِ شئ ..إلا من تميمة الجدَّة، الجدَّة التي كانت كُّلما...
1 مذ رأيت الماما مع "عم أنطون"، تمنيت لو بمقدوري أمتطاء طائرة ترتقي إلى حلق السماء، لتضحى بحجم فرخ حمام صغير..!! ومن ذاك البعد.. مؤكد، سيستمع البابا الغائب، إلى عتاب تأخره الطويل، وإشتياقي..! 2 عم أنطون، ليس تماما كالبابا كما تقول أمي، فحينما كسرت آنية الزهور لم يضربني البتة!.. أبي كان ليفعل...
نعم .. نعم لقد شكوتُ الأمرَ لأستاذي : أخبرته أن الأفكار موجودة وكل التفاصيل / الملامح / الأحداث التي تتكون منها القصة . ولكن المشكلة في الصياغة والقالب ..لا أجد القالب المناسب .. لا أستطيع لملمتها في قصة واحدة . قال لي : " ابتعد عن الإطار.. لا تخنق كتاباتك .. دعها تخرج مثلما هي .." ثم .. وقد...
«وكان الداني صيف» وقد جفت حلوق الناس من ترقب الخريف على أ حر من الجفاف، ولقد تصدعت جوانب «التبلدية أم بطنين» من طول حملها بجنين الفراغ، الذي أنجبته سفاحاً من ضل القمرة وهو يغشاها في أشد ساعات الليل غموضاً.. ففي تلك «الحتة» الواقعة على خط نسى رقمه المكاني في إحدى نوبات التلاشي نحو القاع، وعلى...
ذات صباح استيقظت مدينة (بندر) التي اشتهر أهلها بالشغف، لتشهد هبوط جسمين ضخمين غريبين مصمتين؛ لونهما فضي كأنهما قطعتان حجريتان من القمر ينطلي عليهما انطلاء خدعة نوره علينا. شكلهما بيضاوي باستطالة، كما بالونة، إلى شكل واحدة الخيار أقرب، مع انتفاخ في منتصف كل حجر، إن كان هناك خيار كوني فضيّ بمثل...
في الخمارة رأيت رجلا يحدثنا عن العشق الصحيح .عن العشق الحلال ,عن العشق الطبيعي .قائلا: - الجنس جزء من الحب ,الجنس قمة العطاء . لأننا نريد أن نقدم لجرثومة الحياة فرصة للحياة ,من حق الحياة أن تسمع أناشيد الصغار . أعجبني هذا الرجل ,أحببته وشعرت بالرغبة في أن أبتسم في وجهه وأن أقول له : أنا أحبك ...
في صدري الكثير من الهوى والشر . ليس دائما بل أحيانا وحتى أن سكان الحي ينظرون إلى بخوف وتوجس , وكما أن صاحب الدكان رغم أنه قاسي وفظ إلا أنه يعاملني بلطف لاحظه الجميع , وكل هذا يتعلق ببيتي الذي إشتريته بعد سنوات من العمل خارج البلاد , وأنا الأن أعمل وأشغل نفسي . بيتي له حوش كبير وشاسع وهذا ما يجعل...
أبي مات. من أجلكم أقوم بحفريّاتي في عتمور الرّغبة. كنتًُ أطاردُ فراشةً، وكان يقف أمام الديوان طويلاً كقوس قزح، ضخماً كالجبل، مهيباً كالليل. أنظر إليه وأنا منهمكٌ في مطاردة الفراشة. أحبُّ الصليب لأنّ شلوخ أبي تشبه الصليب. وددتُ لو أعانق حبيبتي حتى أبدأَ السكينة. كالهجليجة أبي وأنا أحبُّ علامة...
لم تستوقفني فاطمة لأنها طفلة تتسول، فقد اعتدتُ رغماً عَنّي على منظر المتسولين الأطفال يداهمون المارة في الأزقة والشوارع، ليشعرونني كل مرة كم أن للحياة طعماً رديئاً..‏ لكن فاطمة التي لا يتجاوز عمرها عشر سنوات ـ كما قدّرت ـ شلّت تفكيري، واستقطبت أحاسيسي، وجعلتني أشعر كلما التقيتها، أو زارتني في...
أعلى