قصة قصيرة

تأبط سامر نايه تحت ذراعه وفتح باب غرفته برفق حتى لا يلفت انتباه أحد, مد عنقه بحذر من فتحة الباب الصغيرة, تلصص بعينه وجال بها في ظلام الممر الذي يقود إلى درج المنزل فاحصا المكان. بعد أن تأكد أن المكان هادئ و أن الكل نائم حمل نفسه على أطراف قدميه وتسلل من المنزل بخفة وخلسة قاصدا النهر. بعد أن تخطى...
مختار لا لون له علماً بأنه أسمر، لكنه لم يكن يسارياً ولا يمينياً ولا مستقلاً ولا محايداً. وهو يقول إنه لم يضع جسمه ولا عقله في ميزان السياسة حتى يتحدد ثقله النوعي الذي يقذف به في أحد الأكوام سالفة الذكر. وهو يتأفف من كافة السّاسة ويكره الحديث في السياسة، من شعاره لعبة قذرة. هكذا عرف في زمن...
في سنتي الجامعية الأولى، ألفتُ قصيدة رثاء عن شخص من وحي خيالي لم يولد واقعياً بعد. كنتُ أفتقد دوماً عالماً مختلفاً. كانتْ قصيدة رثاء بالغة الحزن والصدق. في إحدى المرات رأيتُ تجمعات طلابية في بقع متفرقة من ممرات الجامعة، يطالعون ما ظننتُها بيانات سياسية معلقة على جدران الممرات. وقفتُ أمام واحدة...
“لقد كنّا جميعا، في صبانا، نغرد في مسرح كالعصافير فوق أكوام القاذورات؛ فلما بلغنا الأربعين، أصبحنا عجائز وأخذنا نفكر في الموت… فيا لنا من أبطال رائعين! (تشيخوف) هشام ناجح كاتب مغربي هشام ناجح سيول المدينة تبدو منسابة لهجعتها القائظة كأنها خارجة للتو من حرب أهلية، أو لنقل: إنها حرب العصابات؛...
قص شاطئ يافا شاب وشابة يحضران "أرجيلة" بالقرب من شاطئ يافا شارك هذا المقال حجم الخط "والله تنقصنا سهرة عائليّة على شاطئ يافا. يقولون إنّه رائع. ما رأيك يا أخي؟" منْ الّذين يقولون؟ أهي أختك تسرُّ لكِ ببعض عهرها وتُدارين أنتِ عليها؟ "والله يا أختي يقولون إنّه شاطئ العشّاق، ونحنُ كما أعرف تجاوزنا...
وقفتُ في حديقة الملجأ أكثر من ساعة. وقفتُ دون حراكٍ أنا وحقيبة جلديّة تتدلّى من كتفي. بماذا كنتُ أفكّر قبل أن أقدمَ على ما فعلتهُ لاحقا؟ في الحارس الّذي بلع ريقه مرّتين وهو يقلّب محتويات الحقيبة؟ لم يسأل ولم أقدّم تفسيرا. ولماذا يسأل؟ ألم يعتد على غرابة الزوّار العابرين من بوابة حديديّة عملاقة...
لائقٌ بهذه الشابة أن تكون قِصة، مثلما لائقٌ بالقصة أن تكون شابة. شابة فى بداية العشرينات من عمرها، تحب القصص، ويمكنها فى أىّ وقت أن تتحوَّل إلى قصة يحكيها أحدهم فى مكان ما. “الفتاة القصة” تتجوَّل حافية فى العالم، ينجذبُ قلبها إلى القصص، تنجذبُ القصص إلى قلبها، تعرف أماكن تجمُّعات الحَكْى،...
: حنطِيني بالفِسفَور ، لأُنِير للاوَائلُ درُوب الازّلية الاخّري عِند مُرتفَعات العُشب و الغُزلان البّرية ، رعَاة يذهبُون لعُيون الماءِ و من ثُم يخّتفون مَع سّرابِ الظّهيرة الازّرق ، جمِيلات ينْزلقن فِي كِبرياءِ الاُنوثةِ العفَوي يّرفعنَ الفساتينَ الي انْحناءُ مجّري النهَر ، وتُفتتَن بِذلك...
- أتمنى أن أقابل الرئيس ، كان يحدث نفسه بهذه الأمنية ، اسم الرئيس له وقع غريب في نفوس أهالي القرية ، فالجميع يسبح بحمده وينام على سيرته وبطولاته الأسطورية . صور وتماثيل سيادته في كل زاوية في القرية ، كيف لا وهو القائد المفدى صاحب الانتصارات الدونكيشوتية ! قرية وادعة تغفو في أحضان الطبيعة الخضراء...
جاء في كتاب الحزن:" وما أمر النّفس الحزينة إلا كسماء تلبّد الغيم فيها حتى أوشكت زرقتها على السواد، فإذا ما انهمر الغيث ثمّ انقشع الغيم بدت أكثر بهاء و صفاء." وأنا منذ استوطن الحزن دمي، صارت السماء مطبقة على الأرض وصرت المنفي من أوردتي.أشار الصحب عليّ بترك المدينة فللمدينة سَحَرتُها وعصاي نخرتها...
عندما نزل ب "مسايد" المجاذيب بالدامر كان يافعاً، جاء إلي هناك يطلب العلم و جاء ليتعلم الزراعة فيعرف مواسم القمح، اللوبيا، الشمار و يتعلم رعاية أشجار الفاكهة. جاء وحيداً ماشياً من ضمن أمتعته سرجُ جملٍ ، جرابين ممتلئين للنصف و إبريق نحاس، إحتشد وجهه بملامح مسافر في الصحراء، تخفي أثواب غبراء جسدَه...
((هذا ما أعرفه : الموت هو الموت. وما من أحدٍ عاد من موته ليقول لنا شيئاً.)) سركون بولص، عظمة أخرى لكلب القبيلة. لستُ شخصاً مختلفاً أو استثنائياً، فأنا أيضاً كنت صغيراً. وكنت أُصغي للحكايات كثيراً، برغبتي أو رغماً عني. كان أبي يزجرني إذا ما تجاوزت حدودي. أما أمي فكان أسلوبها في التربية يعتمد على...
لطالما تاقت روحي إلى تلكَ الأعالي في الشمال. ولكنّ عيوني لم تكتحلْ برؤيتها، ولم تجرحني فتنتها...بل جُرِحَتْ هي ذاتها بحرابٍ كثيرةٍ وسال فيها دمٌ، ما زال يصعد النياسم، سالكاً الطرق الجبلية الوعرة، متسلقاً الأشجار، ومدوناً ما محاهُ اختلاط الذاكرة بالريح، ما محته الريحُ من الذاكرة... (2) البيتُ...
علي أن لا أفتح النافذة... أجلس قريبة جدا منها، وأختبئ في معطفي البني، على الرغم من أن ارتداءه يؤلمني، لكنني لا أريد أن أنسى ارتداءه، كلما انتابتني الوحدة، وأتذكر أنامل العجوز وهي تنسجه ببطء غريب، وكأنها كانت تطيل عهد لقاءاتي المتكررة للسؤال عنه. لكنها ربما لم تكن تعرف أنني كنت أيضا أتذرع بالرغبة...
أعلى