قصة قصيرة

ها أنت مستلقٍ على حشائش هجينة منحَّفة، مستسلمة لطلقات البول وأحذية "المومسات" .. تبول أنت ــ أيضاً ــ على جدار التمثال رغم ادعائك أنه تمثال جدك، وأن روحة تناسخت في جسدك، وأنك آخر العباقرة.. تتأمل وجه التمثال وأنت تبول، وهو المستسلم لوقعته "المنيلة" منذ أن نصبوه هنا.. يستقبل وجه الصباحات...
حدثنا هشام بن عيسى ونحن جالسين نتسامر في أحد المقاهي الشعبية بعد أن طلب عصير ليمون وقهوة سوداء على حسابنا قائلا: ( كان من عادتي أن أشتري الكتب القديمة، منذ صغري وأنا مولع بذلك، كنت أذهب إلى سوق الأربعاء القريب من حينا، وأنغمس في الحوانيت التي كانت تبيعها. تولد من ذلك مع مرور السنين تآلف كبير...
سحرُ ليل بغداد لا يكتملُ إلا مع دفءِ أنثى خمرية "سمراء" صفة لطالما نُعتُّ بها منذ الطفولة، في البيتِ وبين أقاربي ذهبتْ سمراء، جاءتْ سمراء، وفي المدرسة طالبتنا الذكية تلك السمراء هناك، فازتْ بالتقييم المدرسي السنوي الأعلى السمراء، أفضلُ من يرسمُ في المدرسة السمراء، أفضلُ من يُلقي الخطابة...
كم وطأتني الاحلام .. وأنا أنوء بحملها .. أطنان .. أطنان من الاحلام .. تثقل كواهلي .. لكنني استمريء ذلك والوذ بألمه .. فأنا عاشق متيم بالحلم ..فحياتي صحراء قاحلة ليس لي فيها سوى حلم هو عبارة عن واحة خضراء وسط بحر من الرمال السافية .. حتى صار عندي الحلم كالروض في العام الارمل !! . بل صارت حياتي...
عرفنا أنه ابن ناس من أول وهلة . بنظراته الواثقة ، ووجهه الخمري المستدير الذي لم تلوحه شمس بعد ، وبتلك الابتسامة العريضة التي استقبل بها خبر توزيعه على سلاح المشاة . كنا على ثقة أنه لا يكذب علينا – في نوبات الراحة – حين يحدثنا عن أعمام له ، وأخوال يحملون رتبة اللواء أو العميد ، ويمكنهم بإشارة...
اسمها عندهم السوداء (السوده)، و عندما يتلطفون معها ينادونها بالسمرا (السمراء) و يقولون بنفاق عارب "السَماَر نص الجمال!" و هي تكمل مقولتهم الناقصة " البياض الجمال كله! يا عبيد المحتلين من أبناء القحاب خالاتكم المتوسطيات":. كانت تعيش جوار قلعة صلاح الدين التي أنجز فيها محمد علي الألباني حاكم مصر...
أسرج فضل الله حماره باكراً ذلك الصباح وأخرج سبعة خراف من الزريبة. نظرت إليه عروسه بدهشة وسألته بصوت دافئ: - ماشي وين يا زول في الدغشية دي؟ - ماشي سوق دافيس. - عندك شنوه؟ - بدور أبيع الغنم ديل. - كلهن تبيعهن يا عشاي نان. -أصلو عندي غرض لازم بدورلو قروش. - شن غرضاً ليك غيري؟ - غرضاً عشاني...
تٌغني الأُمهات كثيراً لأجِلنا , ونُغني ,, وتر, " يا قمر أنا ما بطولك أديني من نورك وميض شان أنور أنا وابقي طولك , يا قمر يا قمر ليلك غُناي وليلك أكثر من حكاية فرحة بتطوف المدينة دعوة لي همس الصبايا لما تزعل يا قمر أبقي باسم حتي في زعلك معاي شان البلد كُل البلد تفرح تقول القمرة جاية ناوية...
الجو حار، حار جداً وخانق. لا يوجد شيء سوى هذه الطاولة التي أنام عليها، هنالك أربعة أبواب لهذه الصالة واثنتا عشرة نافذة. هذه الصالة على شكل مستطيل، يوجد في كل ضلع باب، في الضلعان القصيران توجد نافذتان بحيث يكون الباب بينهما، وفي الضلعان الطويلان توجد نافذتان يسار الباب واثنتان عن يمينه. البلدة...
"الي روح معين بسيسو في العالميَن" "تجتهِدُ المُفرداتُ لِتري... أجتهِدُ انا لِا تذكر!!!" "قطراتُ الدمعِ... قطراتُ المطر... من فينا يُمطِرُ اكثر؟؟" السماء تودِعُنا بامطارِها الاِستوائيةِ المُعتقة،والثكناتُ تُفيقُ من سهدِها الطويل فينا، هاهي الذكرياتُ تتسللُ مِن الاماكِن لتِراوِغَ لا معنانا...
باتت جريرة شتوياً فنحن لا ننام لكننا نبيت وشتاؤنا ثمانون جاغة أي إثنتان وخمسون ساعة بحساب البشر. كانت جريرة في خلوتها مع غصة هاء السكت حين دهمتها أحلام الجراد . وأحلامنا بخلاف أضغاث البشر تتحقق بعد جردات أحلامنا كالسيمفونيات تبدأ بجرادة فريدة تغني صولو ثم جرادتان في دويتو ثم ينطلق شجو الكورال...
فقيرة، معدمة من أي مؤهل من تعليم، حرفة أو دِرْبَة تمكنها من كسب العيش. وجدت نفسها بلا مأوي عندما أغلق قرار محافظ المدينة الزقاق الذي وُلِدَت فيه. إعتبر القرار الصادر عن محافظ المدينة إتجار البنات بأجسادهن جريمة يعاقب عليها القانون بالجلد، الغرامة و السجن.نسي القرار فيما يبدو أن حواء ليس عندها...
جلس غسان في المقهى وهو يحتسي كوباً من الشاي في ذلك الحي الشعبي الذي يقطنه منذ نعومة أظفاره حيث تعود أن يمكث بعيد صلاة المغرب مع مجموعة من زملائه في العمل ، يحتسون الشاي ويلعبون الدومينو والبعض يدخن الشيشة بعيداً عن أعباء العمل ومشاغل البيت ويتبادلون أخبار العمل ويستمعون إلى اَخر نكتة يرويها سامي...
هذا الجسد المسجى كان صديقي ، كان إسمه حسن... مات قبل نصف ساعة . أنا وصديق آخر نجلس مع الجسد المسجى الذي كان قبل أقل من ساعة صديقنا ... نجلس على ظهر شاحنة حملناه عليها من المستشفى إلى منزل أهله في ضاحية قريبة من العاصمة . كانت الساعة قد تجاوزت السادسة بقليل ... الحافلات العجلى كانت تجتاز...
كنت مدية وسط حشد غريب من البشر ، لا تجمعهم سلطة خضروات شحاذين وجزارين وحرامية ، قافزين ومادحين وجنود غلاظ رائحين وغادين ، مترهلين وعجاف ، باعة متجولين ومتشردين وسبابه ، منتظرى مواصلات وجلابه ، متانقين ومتاففين . ومن بين كل هؤلاء ممثلون منتخبون يطاردون النساء بالعيون والايدى والاجساد، ومن لم...
أعلى