قصة قصيرة

وقف "السي الخمار"عند منتصف الورشة بين العمال واضعا يديه على خاصريه ،حاميا وجهه بقبعة من الحلفاء . عيناه كانت تنظر الى أبعد نقطة يمكن أن يرصدها بصره . أي شئ كان يشغل باله ؟ ربما كان يسترجع شريط الحرف التي زاولها و غادرها الواحدة تلو الأخرى. و ربما كان يستعيد حلقات المسلسل الطويل الذي انتهى به الى...
بدأت السماء تندف غيمات قطن ناصعة البياض وارتدت الأرض حلتها البيضاء ، تعرت الأشجار وخلعت رداءها الأخضر ، سقطت أوراقها اليانعة بعيد أن تلاعبت بها الريح فطوحت بها بعيدأ ، الأغصان عارية ومثقلة بالثلوج ، تجمدت الجداول والغدران وأصبح سطحها شفافاَ مع هبوب ريح باردة تخترق العظام عميقاً ، تحيل الجسم إلى...
"حكاية غرامي حكاية طويلة"، والغرام غرْم وغرامة ... أنا مثل طائر البطريق، لا أصلح سوى لامرأة واحدة، زوجتي تغار عليّ حتى من مذيعات الأخبار، في التلفزيون، الناس - وقد صارت قصتي على كل لسان- تعتقد أنها نفثت لي النفاثات في العقد ، لكني أعرف السبب، والمشكلة هي في زوجتي. وزوجتي هي الوحيدة التي تعرف...
بدأت قطرات المطر تتساقط تباعاً وهي تعانق أسطح المنازل والشوارع لتمتزج مع التراب مكونة تلك الرائحة المضمخة بأجمل العطور والتي يفهم سرها العشاق فتجعل صباحاتهم ندية بعبق اَخاذ ، حتى العصافير تصطف فوق أسلاك أعمدة الكهرباء والأشجار وهي تنفض ريشها بجذل ، الكون برمته يصيخ السمع لتلك السمفونية التي...
مدخل في قريتنا البعيدة.. المرمية تحت التل.. الرجال ..مشغولون بنسوة السياح..ونسوة السياح ملونات..ممصوصات كأعواد الذرة الناشفة..والحريم مشغولة بإغراء السياح لشراء(الجعارين)المسروقة..والسياح مشغولون بالفرجةعلى القرد العجوز..يحدقون فيه مبهورين..يطوفون حوله أسرابا..يتمسسحون فيه ويمسحونه في قدسية...
بدأت الريح تعوي في الخارج مثل نائحة ثكلى ناشبة أظافرها في صفيح سقوف المنازل والأشجار مقتلعة في طريقها الأغصان مطوحة بها بعيدا ، توارى القمر خلف غلالة رقيقة تلف الكون ، سكن الليل وخيم الظلام فوق المدينة وبدأت المصابيح تتثائب خلف الستائر حيث أوى الجميع إلى فراشهم ، مشهد أغصان الأشجار يشبه عجوز...
في تلك القرية النائية ، وسط مجموعة من الشجيرات والأحراش والصخور ، تتناثر بضعة بيوت تقبع بجانب سفح جبلي مرتفع يبعث على الهيبة وعندما يتوارى قرص الشمس خلف الجبل يصبح المكان موحشاً ، يبعث على القشعريرة. بعيداً عن صخب المدينة وأضوائها يعيش أهالي القرية الذين لايتجاوز تعدادهم المئات ، هاجر معظمهم إلى...
الكلبة المسحورة قصة قصيرة د.محمد عبدالحليم غنيم عندما صفع الباب سمع زوجته تقول فى صوت واضح ، يبدو أنها حرصت هذه المرة أن يسمعه جيدا : روحة بلا رجعة . فكر أن يعود على الفور ويصفعها على وجهها ، لكنه تراجع ، فكر لأول مرة بجدية ألا يعود إليها ، تلك العجوز الشمطاء ، العجوز التي تزوجها لعلها...
وجه ملائكي يضج بالحياة والفرح ذو الثلاثة عشر ربيعا , نقي كالسماء في ليلة صافية مرصعة بالنجوم المتلألئة , له وجه قمر باسم وروح شفيفة , وصوت كهديل الحمام , وعيون براقة أسرة تخترق سهامها قلب أمه المسربل بالحزن , تتوق لوجوده بقربها , رحيله قد يذبحها . شعره البراق ينسدل على كتفيه , كان قطعة موسيقى...
ومما يحكى أنه كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان رجل تاجر اسمه مسرور وكان ذلك الرجل من أحسن أهل زمانه كثير المال مرفه الحال ولكنه كان يحب النزهة في الرياض والبساتين ويتلهى بهوى النساء الملاح فاتفق إنه كان نائماً في ليلة من الليالي فرأى في نومه أنه في روضة من أحسن الرياض وفيها أربع طيور من...
قد جمَعَ المليونير الكبير قبلَ موتِه أولادَه الأربعة وراحَ يُملي على أكبرِهم وَصِيَّتَه الأخيرة التي سينسخ بها جميع وصاياه السابقة . إنه يُملي بصوتٍ متهدج والأولادُ قد فتحوا أفواهَهم من الدهشةِ وكأنما يستمعون إلى شخصٍ آخَر غير أبيهم الذي عَرَفوه . قال الرجل بصوتٍ مهدَّم . . هناك مليون دولار...
في آخر مرة حاولت أن أموت فيها، توقف النعش على أبواب المقابرفجأة، فقد كان والدي يتقدّم مظاهرة من موتى عائلتنا تحول بين النعش والمقابر قائلاً: – إنه صغير وما زالت أحلامه محلّقة، من سيحقهها؟ تراجع النعش ودفع حامليه للتراجع مما تسبب في ارتباك وهرج ارتفعت معه الأتربة، وما كاد النعش يستدير عائدًا نحو...
عريس للجارة قصة قصيرة د.محمد عبدالحليم غنيم وصلت إلي البيت فى الثانية بعد الظهر ، لم أجد أمي فى المنزل ، تناولت من جارتي المطلقة مفتاح البيت ، وشكرتها بالطبع ، فأنا كما تعلم دمث الأخلاق ، مؤدب ، خجول وقت اللزوم ، وبالجملة سمعتي طيبة ، انظف من الجنيه كما يقولون ، ولما أقول لك ذلك ،...
ومما يحكى أنه كان ببغداد رجل ذو مقدار وكان موسر بالمال والعقار وهو من التجار الكبار وقد سهل عليه دنياه ولم يبلغه من الذرية ما يتمناه ومضت عليه مدة من الزمان ولم يرزق بأناث ولا ذكور، فكبر سنه ورق عظمه وانحنى ظهره وكثر وهنه وهمه فخاف ذهاب ماله ونسبه إذ لم يكن له ولد يرثه ويذكر به فتضرع إلى الله...
وحكي أنه كان في ذلك الزمان وسالف العصر والأوان تاجر من التجار في بلاد خراسان اسمه مجد وله مال كثير وعبيد ومماليك وغلمان، إلا أنه بلغ من العمر ستين سنة ولم يرزق ولداً وبعد ذلك رزقه الله تعالى ولداً فسماه علياً، فلما نشأ الغلام صار كالبدر ليلة التمام. ولما بلغ مبلغ الرجال وحازصفات الكمال ضعف والده...
أعلى