قصة قصيرة

كنت في الحادية عشر، وكان نهائي كأس العالم الذي حققه مارادونا عام ٨٦ لم يمضي عليه يومان أو ثلاثة. أتذكر هذا لأن هند شاهدت المباراة معنا، وقالت إنها تشجع ألمانيا رغم الهزيمة. كانت في الواحدة والعشرين من عمرها، طويلة وجميلة، أطول وأجمل من أختيها، سعاد وريم. الأولى في الثامنة عشرة من عمرها، الثانية...
حدث هذا حينما كنت صحفيا وكنت أريد أن أكون مثل نورمان مَـيْلر. ركنت السيارة في مكان ما في حارة الملك فهد بالرياض، لن أقول أين بالضبط لئلا يعرف أحدٌ مكان المنزل. العصر في منتصفه، ولذا الشمس أخذت بالميلان وبدأ شعاعها يسيح على واجهات المباني وعلى أشجار الكافور. كان هنالك كافور كثير في تلك الحارة،...
سأحاول أن أكون حياديا، ولكن من الصعب أن تبقى حياديا في مثل هذه المواضيع. وعموما هي قصة لا تصلح لكشتات بر في الربيع، أو تلك التي تقولها لتسلّي بها أطفالا. إنها قصة غير مريحة، ولكنها حقيقية وهي انعكاس لوقاحة هذا العالم بشكل عام، ولذا يجب أن تقال. اليوم فقط، علمت أن محلا لبيع الهدايا سوف يفتتح في...
أول من أرسل رسالة بعد الموت كان فلاحا من بابل الكلدانية، أثناء إمبراطورية بختنصر العظيمة، أمضى حياته وهو يقوم بأمرين اثنين فقط: يُسبح حالماً باسم المولى الأعظم مردوخ، ويغرس الشجر. يُطلق على كل واحدة منهن اسما خاصا، يؤكد أن كل ميت يُدفن تخرج شجرة بدلا منه في مكان آخر، هي طريقة الأرض في تقديم...
“إنهم يعملون الآن بجرأة غير مسبوقة في الأزمنة القديمة. في الوقت الحاضر لم يعد هناك قانون فيزيائي واحد جدير بالثقة المطلقة، فكل وأي حقيقة فيزيائية قد تكون موضع خلاف. غالبا ما يبدو كما لو أن زمن الفوضى يقترب ثانية من الفيزياء النظرية” الفيزيائي الألماني ماكس بلانك، في عام 1910 البروفيسور جورج...
حين شيعوها الى المقبرة، بعد أن وضعت بعلبة بلاستيكية، كان أحدِ الطلبة السودانيين قد أتى بالضفدعة من بركة ماء في حديقة دار سكنه التي استأجرها مع مجموعة من أبناء جلدته الذين أتوا لدراسة الطب في جامعة بغداد. في صبيحة اليوم نفسه 25 مايو/ أيار 1969 بثت إذاعة أم درمان بياناُ للعقيد أركان حرب جعفر محمد...
تطلين من الصور، بابتسامة ساخرة أو لسان مدل أو أي وضعية غريبة، فأقول: آزميرالدا. لم أعد أذكر اسمك الحقيقي، وكنت تشبهين آزميرالدا، لم يكن ينقصك إلا عنزة تصاحبك كظلك، لكي تصيري هي. الغجرية التي تسكن الكتاب وأرهقت روح الأحدب والقس الشرير وآخرين. في الصور، يظهر التباين بين جسدي الضئيل النحيل، وجسدك...
- 1 - كان العم شحاتة أشهر وأهم شخصية في عزبتنا , فلولاه ما دخلت المياه النقية إلى العزبة , ولا أنارت الكهرباء شوارعنا وداخل بيوتنا , وهو فوق ذلك رجل طيب بمعنى الكلمة . لم يؤذ أحدا , تراه مبتسما دائما , خدوما لا يتأخر عن مساعدة أي أحد من العزبة أو من خارجها , ومع ذلك كان اللقب المعروف به - في...
تبدو المدينة هادئة تماما، شوارعها خالية، واذا ما ظهر شبح انسان فلا شك أنه شبح خادمة، لأن الكل يشتغل هنا، وحتى في الليل تغلق الأبواب استعدادا للعمل في الغد، يتم ما يتم في الخفاء، وبين أربعة جدران، أو - عفوا - بين عشرات الجدران، لأن " الفيلات " كثيرة متراصة، بنيت في الثلاثينيات، واستطالت نخلاتها...
حكاية الشاعر المنكود وزوجته النكداء قصة قصيرة د.محمد عبدالحليم غنيم قالت لي جدتي : عليك أن تحتفظ بالطاقية والعصا .. فهما اللتان بقيتا لي فقط . أما الحصان فقد باعه أبوك يوم أن عرس بأمك، وبعد ذلك لم أعد أطلب من جدتي أن تقص علىّ الحكاية لأنني كنت أعيشها في كل لحظة ، وكنت صغيرا ، و لم أكن...
في ظهيرة يوم تموزي قائظ ، والشمس اعتلت كبد السماء وهي تبعث بنورها الابيض المشرب بلون اصفر باهت ، وباشعتها الحارة كنار جهنم كما وصفت في الكتب ، الى الارض وما عليها ، فتتركها كقطعة صفيح ساخن ، تحرك سلام ، الفتى الاسمر والنحيل الجسم ، تحت وهج هذه الظهيرة وهو ينز عرقا دبقا يسيل بين دشداشته وجلده...
:- موافق . :- ........... لم تكن الكلمة التي نطق بها الان - وبالضبط في هذه اللحظة - ( اقصد لحظة نطقي لتلك الكلمة ) سوى السحر نفسه ...اذ جعلت شقيقتي ( شقيقتي التي تصغرني بعامين ) طائرا يحلق في الفضاء الذي ينقسم الى نصفين مضطربين بالفرح ، احدهما الذي ما زال ( هو، وكذلك انا بالتأكيد ) يقبع...
وجدا زاوية مناسبة في الحديقة العامة تكشفهم على البعض القليل وتخفيهم عن البعض الآخر. أطالت النظر إلى عينيه ثمّ انزلقت نظراتها إلى شفتيه. وهو أيضا فعل ذلك. قبل أن تلتقي الشفاه توقّف فجأة وقال: معي أحمر شفاه لماذا لا تضعين القليل منه؟ ستكون القبلة أكمل. أعجبتها الفكرة، رغم أنّها استغربت من فكرة...
"عملي شاقّ جدًّا، أقضي معظمَ نهاري في خلط الإسمنت وحملِه إلى الطيّان. إنّه الشقاءُ بعينه. ورغم ذلك لا أحصل إلّا على القليل. وفاةُ والدي ومرضُ أختي الصغيرة فَرضا عليّ هذا العمل. لن أتركَ أمّي وأختي للجوع. هذا ما عاهدتُ نفسي عليه حين رأيتُ جسدَ والدي يغيب في الحفرة..." ورَدَ هذا المقطعُ الغريب في...
ظهرت المرأة الشابة في أول الشارع. كانت تحمل طفلا علي صدرها. خطوتها غير متزنة، تتعثر مستندة إلي جدران البيوت الممتدة بطول الشارع. اشفقت عليها امرأة جالسة علي عتبة بيتها. حين اقتربت قالت لها: تعالي يا بنتي استريحي جنبي. كتر خيرك. بس ما أقعدش علي العتبة. ليه؟ حايشوفوني. جوه البيت يكون أحسن. حملت...
أعلى