قصة قصيرة

وقتلوه أخيرا. أخرجوه من الزنزانة‏.‏ مشي في طرقة ضيقة وثلاثة من الحراس وراءه‏.‏ نزلوا درجات السلم الأربع وعبروا قاعة واسعة في نهايتها حجرة مضيئة بابها مفتوح‏,‏ يجلس بها ثلاث من الرتب العسكرية الكبيرة حول منضدة بيضاوية‏.‏ قال واحد منهم يبدو أنه رئيسهم‏. سالم؟ أومأ صامتا. ـ ماتعرفش طبعا طلبناك ليه...
قررت بعزيمة صادقة أن أذهب إلى القطب الجنوبى ، وذلك لكى أثبت شخصيتى . يقول الجميع أننى بدون شخصية ، ماما ومعلمى ، وحتى فوفا .الجو فى القطب الجنوبى شتاء دائم ، فليس هناك صيف مطلقاً ، فقط الشجعان من الناس هم الذي يذهبون إلى هناك ، هذا ما قاله والد فوفا . وقد ذهب والد فونا إلى هناك مرتين ، وتحدث من...
عمل هذا الضابط ، لمدة طويلة ، في مراقبة الناس و أفكارهم و أنفاسهم ، و اقتحم عليهم أسرارهم و غرف نومهم و نغص عليهم حتى أعراسهم و أعيادهم أيام الجمر و الرصاص . كلفوه يوما بتتبع أحد المشتبه فيهم ، فلبس الأسمال و أطلق لحيته و شاربه و جلس على قارعة الطريق، بيد يسأل الناس إلحافا و بعين يتلصص على...
لماذا تقبع هذه الخردة وسط ركام النفايات؟ سأل الطفل نفسه عندما لاحظ أن الخردة أصبحت جزءا من المكب الكبير الذي يقبع في ناحية نائية عن الحي. ظل الطفل يتردد إليها كل يوم وهو يطوف حولها محاولا اكتشافها، فيما كانت قدماه تنغرسان مرارا أثناء ذلك في الأكوام المكدّسة، لكنه كان يقاوم ويواصل الاستكشاف...
كان يكفيني جليسي في الطائرة أن لا أُدقق بوجوه الآخرين فقد تعارف بي حال جلوسي مقدماً لنفسهِ مباركتهُ لها كونهُ سيجد بي على حد قوله أنيساً لأن لديه أحاديثَ يريدُ أن يتحدث بها وهو مشتاقٌ للكلام ويكاد يختنق وبادرني على الفور وقبل إقلاع الطائرة من أنه كان بحاراً على ظهر سفينةٍ عراقيةٍ ورست في العام...
طبعةُ الكفّ ثمّة ألعاب يُدمِنُها سكّانُ باصورا، مثل لعبة طبْعة الكفّ ولعبة طبْعة القَدَم، دونما اكتراثٍ لعواقبها المشؤومة. فما يبدو أنّها لعبة بريئة يمارسها اللاعبون في ضوء النهار، قد تتلاعب بأقدار لاعبيها كلما دخلوا جبّ الظلام. وما يبصمه الكبارُ والصغار على لوح طريّ من الطين أو على الحيطان...
لم يكمل قصَّ قطعة القماش حتى غيرت رأيها بإختيار قطعة أخرى ، وعندما لمحت الضجر بعينيّ بائع الأقمشة شعرت أنها فعلا بحاجة لضبط إختياراتها ، وتذكرت وهي في اللحظة التي يمسك البائع بها مقصه للمرة الثانية تذكرت أن أمورا كثيرة ضمن حياتها لم تخضعها لقوانين الــ يجب ومفاهيم اللابد وتذكرت الكثيرَ من...
من دون الجميع أولانى ثقته .. لكن لماذا أنا بالذات ؟ .. أنا أرجع ذلك لسببين أولهما ما عرف عني بأني كتوم لا أكشف سراً . وثانيهما اعتقاده أنني أعرف فى مثل هذه الأمور أو بالأحرى خير من يعرف فى هذه الأمور . ونحن – المتعلمين- فى القري يبالغ أهلنا فى احترامنا وتقديرنا ، لذلك ندهش عندما نري أهل المدينة...
1 أشياء تقودنى إلى الجنون Things That Drive Me Crazy حينما يثنى عليك شخص ما يرتجف جانب فمك بنصف ابتسامة صغيرة لكنك لا تريد أن تبدو كما لو كنت مهتما وفي كل مرة تفعل ذلك أريد أن أقفز فوقك ألف ساقي مثل ثعبان حول جسدك وأغمر بالقبلات وجهك. 2 ولهى Lovesick عندما طلب جاك منى أخيرا موعدا صرت...
ذات ليلة رأى الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز في منامه أنه يتجول بمدينة لندن، وأنه دخل إحدى المكتبات بشارع الإسكندر المقدوني، فوجد أن صاحبة المكتبة هي الشاعرة الروسية أنا أخماتوڤا. كانت أنا أخماتوفا ترتدي السواد وتضع على كتفيها شالا أسود. وكانت تبدو في غاية الارتباك. سألها غارسيا ماركيز عن...
في غرفتها، عندما اطفأت للتو نور المصباح الكهربائي وألقت نفسها مع جسدها على فراش السرير، للتو أيضا ، شعرت بلدانة لون البنفسج الغامق، ولكن على نحو آخر. شعور دافئ بأنها لم تعد وحيدة كما في ليال مضت، وأن الجمرة البرتقالية التي كانت تراها كل ليلة، لم تعد كما هي، كما في هذه اللحظة، تتوهج الآن عائمة...
كانت بعجيزتها الضخمة ، وجسدها المترهل ، تملأ المقعد العريض الذى كان فى الأصل طبلية صغيرة تكفى لعرض أطباق طعام شخصين، علت سطح هذه الطبلية وسادة ترهلت وتدلت أطرافها من كثرة جلوسها ،أما هى فتتدلى قدماها إلى الأرض لتستقر بالكاد فى فردتى شبشب اسفنجى ، ومن أعلى تخفى شعرها الأبيض خلف غطاء لا لون له ،...
بلا عقد ولا فاتحة ولا زغاريد، أخذ بيدها.. لم تنبس أمها بكلمة، اكتفت بتقبيلها، ثم شيعتها بالألم القاسي والعبرات والقلب المعنى، بعد أن دست في أذنيها دزينة من الوصايا عن الطاعة والنظافة وآداب الجماع لم تأخد في يديها متاعا ولا في جيدها ذهبا كالعرائس ولم تخضب جديلتها بحناء ولم، ولم، ولم.. بطن ناقص...
نَسْتَيْقِظُ لنتبادل النّكات. أوّل شيء مضحك يقابلنا هو الشّمس، إنّها مضحكة أكثر من اللاّزم. كلّما رأيتُها إلاّ وسقطتُ أرضًا من الضّحك والقهقهات المتتالية. لا أستطيع الحفاظ على صرامتي أمام مشهد شمس صفراء في السّماء تشرق وتغرب، ثّم تشرق لتغرب من جديد! ثمّ إنّها ساخنة إن لمستها بيدك، ساخنة ومضحكة...
رَنَّ الجرس ولم يسمعه الأصمّ. كان يأكل خبزا وزيتا، يغمس قطعة الخبز الكبيرةَ جيدا في الزيت حتى يتضاعف وزنها وحجمها، ثم يأخذها بسرعة إلى فمه كي لا تقطر كثيرا فوق سرواله ليمضغها بتؤدة متلذذا بطعم اللُّباب وقد صار كزيتونة مطحونة. يمصُّ الزيت وحده برويَّة وتركيز، قبل أن يبلع اللباب دون أن يمضغه سوى...
أعلى