قصة قصيرة

أدق الباب نائماً وامشي إلى ماء العين. يحرسها هواء في بالون. وحضن تراب تنقره يد. وتمضي في لمس جماله. كنت عاريا طول الليل. سنوات طويلة وأنا هكذا. في الساحة الفسيحة. قرب مكان يحرسه هواء وتلمسه يد. استلقي بعيدا عن الضوء . تحت سقف نصفه غيم . حديث ناس يخرج من لهاث ذاكرتي . أعيد ترتيب طريقي . انتظر...
أحتاج إلى رجل. لماذا لا أستطيع قولها بصوت عالٍ؟! لماذا لم تستطع النساء اللواتي كتبتُ عنهنّ أن يجهرن بها هكذا، على الرغم من الجرأة التي حاولتُ زرعها فيهنّ؟ هكذا.. رجل. لا حبيب، ولا صديق، ولا زوج.. رجل بلا سياق عاطفي. ألا تمرّ لحظات يشتهي فيها الرجال امرأة لا على التعيين؛ أنثى وحسب؟ ويعبّرون عن...
تردد كثيرا قبل أن يؤدي مهمته، لكنه أذعن للأمر أخيرا، وتوجه نحو الشرفة التي كانت تطل على الشارع المظلم، وعلى عمارات انطفأ ضوء نوافذ بيوتها، واستسلم ساكنوها لنوم عميق.. وقف منتصبا يلفه ظلام منتصف الليل، وطاف بعينيه متوجسا أصواتاً أو همساتٍ غريبةً وسط حلكة دامسة ، وعندما طال وقوفه وتردده قليلا،...
السائق ينادى ، العروبة ، الأوبرا ، شارع النيل أسرع بخطواتى ، ألعن فى سرى فستانى الضيق ، أندس بين الركاب .. أجول بعينى .. شاغراً كان ذلك المقعد الأخير الذى يقبع ساكناً بجوار النافذة بيدى أتحسس " إذن الخروج " من بيت الطالبات تن ..تن التاسعة والنصف مازال أمامى متسع من الوقت ... فى بطء وتؤدة تتحرك...
’لديّ رغبة في الانفجار..‘، هكذا كنت أريد أن أقول لصفا في آخر مرة التقيت بها قبل ساعتين من سفري قبل سبع سنوات، ’عليَّ أن أتكلم. نعم. بل لزامًا علىّ أن أتكلم. أزعق بقوة. لأنني ممتلئٌ بخراب معجز. وحكايات تصلح مزارًا للعميان، كي يرمموا شروخ بصيرتهم. الصراخ والزعيق سلطة أمثالي ممن رأوا وعرفوا. أعرف...
تشرق الشمس وتغيب. تفتح المخازن والمصارف والمحلات والدكاكين أبوابها في الصباح، ثم تغلق الأبواب في المساء أدفع باب المصرف برفق، فينبعث قليل من النور إلى الداخل، ولا يلبث الباب أن ينغلق بآلية فيتقلص النور إلى الخارج ويربض عند عتبة الباب.‏ أخطو بضع خطوات في الزحام، بين الواقفين، وأتوقف أمام حاجز...
بين تلويح ضوء شحيح , وأفول نجم صغير .. قلت له : – مولاي لنبدأ بالحرق .. فالحرق لن يبقي على أي أثر . قال بعد تفكير طويل : – الحرق ؟؟ لا يا ريقي .. لأن الدخان سيتصاعد , وسوف تكنسه الريح , وتأخذه إلى أماكن شتى , و سيسكن روح القصب , فيأتي الراعي , ويصنع لنفسه ناياً كي ترعى أغنامه بسلام ,ناي القصب...
نعم, معاركُ مصطفى الجنسية مع (غوديا ) ليستْ متكافئة الأطراف، فغوديا امرأة شبقية بالمعاني القوية للكلمة، إذ أنّ شهيتها لممارسة الجنس حاضرة بشكل دائم, وفي كل الأمكنة ’ وبدون استثناء .لذلك أصبح مصطفى يحسّ بالإحراج الشديد في استقبال الضيوف من معارفه وأصدقائه وخصوصا الرجال منهم. قبل أيام زاره الحاج...
كانت تتسلل الى سريره مختقية بين ذراعيه طوال الصباح مثل افعى صفراء نحيله . هو يجد فيها ندرة لوليتا التي تعيد اكتشاف رجولته . هي ترى فيه ملاذا خاصا في شقته الصغيره وعزلته الرفيعه حيث تترك للجسد ان يتجلى و يكتشف عالمه ليعطيه حريته على ذلك السرير الذي صنعته يداه من جريد النخل . المكان وعتمته يمنحان...
خرج القائم مقام بعد منتصف الليلة القمراء متنكراً كعادته، دلف إلى دهليز الجواري وتحصّن بين بابين ضيقين، يحرسه عبده تيمور.. يكش ذباب المتطفلين ويعتبر المنطقة محرّمة على العامة .. ألصق القائم مقام أذنه وخده الحار بالجدار فتسربت كلمات تلك الشمطاء، عارية متأوهة أشعلت الحرائق في ثيابه ..مسح قطرات...
لم يكن غجريا، ولم أكن راقصة فلامنكو، ولكنه كان يعزف على جيتاره، ويغني جورج براسانس بلهفة غجري يعبر بعزفه المدن والقرى والكهوف والغابات باتجاه المجهول. وكنت أستمع إليه بحرارة راقصة فلامنكو، ترتدي فستانا بتنورة واسعة وألوان زاهية. تعلن احتفاء صاخبا بالحياة. ترقص... ترقص بكل جسدها، وتضرب بكعبها...
في مساء يوم حار من تموز، توجه الفتى البورجوازي الصغير مع صديقه إلى كورنيش المنارة في بيروت. شرب الفتى وصديقه البيرة حتى ثملا. بعد جلوسهما على أحد المقاعد لاحظا شابة متشردة محجبة، لها ساق واحدة، تجلس قبالتهما على الرصيف إلى جانب كرسيها المتحرك. كان بعض المارة يقتربون منها لشراء العلكة، لكن...
أعلى