قصة قصيرة

لم تكن "هنية" على علم بما يجري .. بدا الزفاف عاديا ، ونزولا طيعا عند رغبة أب عاشت هنية دوما طوع بنانه . أما الأب الذي لازمه لقب "البيدق" حتى خفي عن القرية اسمه الحقيقي ، فكانت تعلو محياه ابتسامات ذابلة.. يوزعها يمنة و يسرة على حضور تنضح أساريرهم بعطر الشماتة ! لم يجرؤ أحد من الأهالي أن يحتال...
لامست هاتفها المحمول ... بإبهام سبابتها سافرتْ بين أيقوناته و أرقامه و حروفه ... تعود لحرف الحاء .. تضع علامات استفهام ... يزيد توترها ... تفتح بوابة المعلومات ... لا شيء تغَيّر طبعا ... ترى هل سيتصل اليوم ؟ ملتحفة لفوطتها ، بعد دوش ناعم و معطر برائحة الصابون السائل بالأموند ... اليد اليمنى مع...
اجتمعت الأسرة ليلة الاحتفال ببداية العام الجديد. صنعت الأم "دكتورة عزة" كل الحلوى، وأعدت كل شئ على الرغم من أنها تعمل فى مجال البحث العلمي صباحا. بدأ الأب مع ابنتيه "مى" و"بسمة" فى الغناء وشكر الأم على ما صنعت، وشكر البنتين على جهدهما فى إعداد برنامج الاحتفال. ثم قال: "وفى هذه المناسبة أخبركم...
ولم تجد حاشية الملك بدا من التفكير جديا في تنفيذ وصيته بممارسة كل طقوس توديع الميت من الغسل إلى الدفن، أوحى حاجب القصر لخليفة الفقيد، بأن هيبة المملكة في الميزان،وهو يسر لنفسه عبارة على المحك. أعلن في آخر خطبة ألقاها بنفسه قبيل وفاته، عن رغبته في الحشر بين قبور العامة في ضاحية المدينة، لم تكن...
جلس أمام شاشة الحاسوب .. حملق بعينيه متابعا ما تحركه ” الفأرة ” بيده .. ثم انطلق يسبح في مواقع ألف التجوال فيها .. كان أحبها إلى قلبه تلك التي تهتم بالكتابة الأدبية. هو ” كاتب “.. لقب يحبه كثيرا .. ويحب أن يناديه الآخرون به .. خصوصا وقد عُرف بمناوشاته التي يكشر فيها عن أنيابه ومخالبه .. والويل...
تبدأ الريح بالعصف من غير توقع. تحمله مع الأوراق و غبار السنين. يتعرى من تجاعيده ومن كل سمات الموت، ليحط في مدار بعيد ،ينسكب فيه الزمن في مسار معاكس يبعده عن شيخوخته . ينظرإلى الأسفل. تلوح حلقات عمره المستهلكة وهي لم تزل محتفظة بكل توهجها و حرارتها . تقذفه الريح صوبها. يتجرد من من كل شيء وهو يهوي...
هش " صالح بن المعطي " على قطيعه المكون من نعجات خمس هزيلات.. الأرض قاحلة تشكو من أثر الجفاف، والشمس ملتهبة في كبد السماء، والتربة صلبة سوداء متشققة، تتخللها في بعض الأماكن أعشاب قليلة تتوزع على مسافة شاسعة.. وعليه أن يقود نعيجاته إليها لتقتات بما تبقى من نبات الأرض، ولن يعود بها إلى " الخيمة "...
حك الشيطان قرنيه..وشحذ رمحه بعناية..واستعد ليوم جديد يسقط فيه بعض الرؤوس التي يضيفها لمجموعته المتكاثرة باستمرار..شابه إحساس بالفخر والارتياح وهو ينظر إلى سجلاته المليئة بانتصاراته..تفقد ذخيرته من السلاح ..اطمأن لسلال الكراهية والحقد التي يزرعها في النفوس..وارتاح لمضادات الحب النافذة..والتي كانت...
دلف إلى الحانة بسرعة، وكأنه يتملص من ملاحقة مجهولة تثقل كاهله، اتجه كآلة مبرمجة نحو البارمان، رمى بثقله على حافة الكونطوار، اتكأ بذراعه وطلب كأس نبيذ أحمر قان هي افتتاح لزمن لا يستطيع التكهن بنهايته. تلك كانت……..الكأس الأولى،سكب محتواها في جوفه دفعة واحدة، هذا النوع من الخمر الرخيص لا يستساغ...
يعرفه أغلب القراء، فهو الكاتب النحرير، صاحب القلم الخطير، يكتب في كل شيء، في القصة والشعر والنقد، قصاص وشاعر وناقد، موسوعة متحركة، شجرة عجيبة أثقلتها مختلف الثمار، ما أن تهب عليها الريح وتحرك أغصانها حتى يتساقط منها محصول وفير، ومحصوله ما ينتجه من كلام، كلام غزير ووفير، يودعه مختلف الصحف...
القصة هذه المرة ليست لي..بل هي لسارد آخر، قال إنه قرأها قديما، منذ عهد مراهقته..ولا يتذكر أين، كل ما يعرفه أنه اطلع عليها في مجلة فرنسية نسي اسمها بدورها..وأنا بدوري أنقلها عنه كما حكاها لي..لا فضل لي فيها إلا جملا وعبارات وصياغة نمقتها كيفما اتفق لتناسب موضوع النص ورهانه..وبذلك أنفي عني كل تهمة...
وأخيرا حصل على شهادة الباكلوريا، أحس بسعادة عارمة، وشعر بارتياح كبير، وكأن ثقلا قد انزاح عن كاهله..عانى الكثير في السابق، وذاق مرارة الرسوب مرارا، وواجه اليأس وواجهه لحظات عديدة، لكن الكلمة الأخيرة كانت لإرادته وعزيمته.لم يكن كسولا أو بليدا، فقد استوعب المقرر بطوله وعرضه، وكرر استيعابه مرات...
القاعة فارغة، الكراسي مصطفة دون أن يجلس عليها أحد..بالركن منبر مستطيل وضعت عليه ميكروفونات تستعد لنقل أصوات المحاضرين..وبالجدار لافتات تعلن عن ندوة حول الكتابة الرقمية..المستقبلون بباب القاعة ينتظرون استقبال من يأتي..لحظات تمر دون أن يظهر أحد..لكن بعد فترة يظهر بعض الحضور، يليهم آخرون على فترات...
وضعت الورقة أمامي.. وقررت أن أكتب قصة..نعم..ولم لا؟..الكل يكتب الآن..فلم لا أدلي بدلوي..وأخوض المعمعة مع الخائضين؟..فلأتحرك إذن..مادامت الحركة بركة كما يقولون. فكرت أن أمارس طقوسا عند الكتابة كما سمعت كبار الكتاب يفعلون، فقد يساعد ذلك على تدفق الأفكار، وفتح شهية القلم، واسترضاء ربات الإلهام...
كانت المرة الأولى التي رأيت فيها الحاج لقوالبي، عندما كان يخوض حملته الانتخابية في سباقه نحو القبة، زارنا بالحي تسبقه ابتسامته، ثرثرمعنا، ووعدنا بأشياء كثيرة، بما فيها التي يصعب تحقيقها، ثم اختفى ولم نعد نراه إلافي الصور المبثوثة، متحركة أو ثابتة ضمن مناسبات معينة.. لا أدري لماذا يعرفه الناس...
أعلى