قال الفنان كانينغهام في السيارة التي كانت تقله الى المحطة: "هناك حيوان متوحش في مزرعتك." وكانت تلك هي الملاحظة الوحيدة التي ابداها اثناء الرحلة الى المحطة. ولكن صمته لم يكن يلاحظ لان (فان تشيل) لم يتوقف عن الكلام طوال الوقت.
قال فان تشيل: "ثعلب شارد او ثعلبان. وبعض حيوانات القندلس. ليس في الامر...
سياسات الاحتجاز الحالية وجذورها التاريخية المحددة
الزمان هو الأحد الماضي والمكان هو الحدود التي أطلقت قوات حرسها قنابل الغاز المسيل للدموع في مواجهة طالبي اللجوء من المهاجرين القادمين من أمريكا الوسطى بما فيهم الآباء مع صغارهم ، حدث ذلك في نفس الوقت الذي يقبع فيه أكثر من 40000 مهاجر آخرين...
عشية رأس السنة. نيللي، ابنة احد ملاك الاراضي والجنرالات، فتاة شابة وجميلة، تحلم في الليل والنهار بالزواج. كانت جالسة في غرفتها تحدق الى المرآة بعينين نصف مغمضتين، مكدودتين. كانت شاحبة اللون، ومشدودة الاعصاب، وساكنة مثل المرآة.
وتراءى لها في المرآة دهليز طويل ضيق بصفوف لا نهاية لها من الشموع،...
في منطفة صغيرة الى الغرب من ميدان واشنطن اضطربت احوال الشوارع وتحولت الى اشرطة صغيرة تسمى "المساكن". وتشكل هذه المساكن زوايا ومنحيات غريبة. فاحد هذه الشوارع يتقاطع مع نفسه مرة او مرتين. وقد اكتشف احد الفنانين مرة فائدة قيمة لهذا الشارع. فالفنان الذي يحمل اعباء اثمان اصباغه واوراقه والواحه يجد...
كان لوسيان يشعر بالغبطة وهو متكور على نفسه. تلك كانت وضعيته المفضلة. بيد أنه لم يشعر قط بمثل هذه السكينة ولا بمثل هذه الرغبة في الحياة. كان جسده مسترخيا، خفيفا، كأنه خارج الجاذبية. كان يحس أنه يطفو، مع أنه لم يتناول أي مخدر لبلوغ تلك السعادة الغامرة. كلا. لقد كان هادئا ورائق المزاج، بكيفية...
نادراً ما أرى أحدا من الناس دون أن أنهال عليه ضرباً.
هناك من يفضل المونولوغ الداخلي. أما أنا فإنني أوثر الضربَ.
ثمة أشخاص جالسون قبالتي في المطعم، دون أن ينبس أحد منهم بكلمة. سوف يبقون هنا بعض الوقت، لأنهم قرروا أن يتناولوا وجبة طعام.
ها هو أحدهم على مقربة مني.
وها أنذا أمسك بخناقه وأسدد له...
كان الوقت متأخرا جدا. وقد غادر الجميع المقهى باستثناء رجل عجوز كان يجلس في ظل اوراق الشجرة تحت مصباح كهربائي. في النهار كان الشارع كثير الغبار. ولكن في الليل هدأ الغبار بفضل الندى، واحب الرجل العجوز ان يجلس متأخرا لانه كان اصم وكان الليل هادئا وكان يشعر بذلك. وكان النادلان في المقهى يعرفان ان...
في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي سردها راضي بن الأمين بن صالح صدقة الصباحي (رتسون بن بنياميم بن شلح تسدكه هتسفري، ١٩٢٢-١٩٩٠، أبرز مثقّف سامري في القرن العشرين، مُحيي الثقافة والأدب السامريين في العصر الحديث، خبير بقراءة التوراة، متمكّن من العبرية الحديثة، العربية، العبرية القديمة...
هتف الطالب الشاب: قالت انها ستراقصني اذا قدمت لها ورودا حمراء. ولكن في حديقتي كلها ليس ثمة وردة حمراء.
وسمعه العندليب الذي كان في عشه على شجرة بلوط. نظر اليه من بين الاوراق واستغرب.
هتف الفتى: ليس ثمة ورود حمراء في حديقتي. وامتلأت عيناه الجميلتان بالدموع. كم تعتمد السعادة على اشياء صغيرة! لقد...
ماتت المرأة دون الم وبهدوء كما يجب ان تموت اي امرأة عاشت حياتها دون ان ترتكب ما تلام عليه. وكانت الان في سريرها، مستلقية على ظهرها، مغمضة العينين، باساريرها الهادئة، وشعرها الابيض الطويل وقد صف بعناية كما لو انها اهتمت به قبل عشر دقائق من وفاتها. وكانت ملامحها من الصفاء بحيث يشعر الناظر اليها...
اهم ما يميز الزمن انه نسبي بشكل كامل. ويتفق الناس بشكل عام ان من يتعرض للغرق يتحدث طويلا عن خبرته في حين ان بامكان المرء ان يستعرض مغامرة عاطفية كاملة في الوقت الذي يستغرقه خلع قفازه.
هذا هو ما كان ترايزديل يفعله في ما كان واقفا الى جانب طاولة في شقته التي كان يقيم فيها وحده. وعلى الطاولة كان...
كان لا بد من عناية فائقة لابلاغ مسز مالارد بوفاة زوجها نظرا الى قلبها الضعيف.
كانت اختها جوزيفين هي التي نقلت اليها الخبر بعبارات متقطعة وتلميحات مبطنة كشفت بها الخبر نصف كشف. كان ريتشاردز صديق زوجها حاضرا ايضا بالقرب منها. وكان ريتشاردز في مكتب الصحيفة عند وصول نبأ حادث القطار، وكان اسم برنتلي...
الهواء يتقطر على الخضروات المسحوقة مثل قطرة من العرق فوق خطوط يدي، أزحف على الأرض بساق معدنية وفم مجعد، الشمس تتموج عبر قنوات من أوراق الخريف الشنيعة ، تستعيد جبانات المقابر التي تحوي المنازل ، بنفس الحماس الأخضر اللزج ثم مع كثافة مزعجة ، هناك ممرات عبر ذهني .
تفاهة التجمعات البشرية في هذه...
حظيت مامزيل اوريلي بجسم قوي سليم، وبوجنتين ورديتين، وبشعر كان يتحول لونه من البني الى الرمادي. وكانت نظرتها ثاقبة وعنيدة. وكانت تلبس قبعة رجالية في المزرعة، ومعطفا عسكريا ازرق قديما عندما يكون الطقس باردا. واحيانا كانت تلبس حذاء ثقيلا.
لم تفكر مامزيل اوريلي في الزواج يوما. ولم تقع في الحب...
قالت فتاة هادئة في الخامسة عشرة من عمرها: عمتي ستحضر في الحال يا سيد ناتل، وفي هذه الأثناء عليك أن تكون صبورا معي.
وحاول فرامتون ناتل أن يقول الشيء المناسب ليعطي الفتاة ما تستحقه من الثناء دون أن يقلل من شأن عمتها التي ستحضر بعد قليل. وساوره الشك أكثر من أي وقت مضى في جدوى هذه الزيارات الرسمية...