لم يقل الشاعر في رسالته الأخيرة إلا الشيء القليل
ما لم يقله كان أكثر بكثير
كانت الثورة في صباها
ذات يوم جاء إليه الرفاق المقربون
الذين شاركوه كلماته وكؤوس الشراب
في زمهرير الشتاء
اليوم جاءوا إليه في بدلة البيروقراطي الفولاذية
التي صُمّمت لتمنع تسرّب أي مقدار من الحب
وأمروه :
” أكتب عن سدودنا ”...
هذه القصة عن رجل عانى من باسور ما، ليس الكثير من البواسير، واحد فقط، واحد وحيد، بدأ ذلك الباسور صغيراً ومزعجاً، وأصبح متوسط الحجم ومستفزاً في وقت قصير جداً، وزاد حجمه في أقل من شهرين ليصبح كبيراً ومؤلماً بحق. استمر الرجل في حياته كالمعتاد، عمل ساعات طويلة يومياً، وأخذ أجازات في العطلات...
هذه قصّة حقيقية عن والدتي. في كثير من الأحيان، نحن نسمع ونتحدّث عن الحياة والموت، ولكن في أغلب المرّات نقوم بذلك بدون أن ندرك حقًّا كُنه ذلك حتّى يحدُث ذلك لنا. حالة من هذا القبيل حصلت العام الماضي، عندما كانت أمّي حيّة تُرزق، وقدِ ٱجتازت الخمسة والثمانين عاما. عندها كانت تعتمد كليًّا على...
حينَ يبدأُ الليلُ بالتلوُّنِ قليلاً مع الفجر
أرى الناسَ كلَّ يومٍ وهم يدخلونَ إلى المكاتب
مِنَ الإدارة
ومن الوِزارَة
من إلى المجلس
ومن إلى الدائِرة
يسكبونَ مطرَ الأعمالِ الورقية
ما إن تدخلْ إلى المبنى
وتخترْ خمسيناً منها ..
أهمَّ شيءٍ فيها
حتى يذهب...
إن الروح تشعر بقدر من السكينة المسبقة لتواجدها في مكان ما، فتسوق المرء إليه بلا تفسير.
أخيراً …أفضى بي ذلك الزقاق الطويل الذي سكنت فيه إلى شارع فسيح، ظننت أن هذا الزقاق لا نهاية له، تركت نفسي أسير مع سيل الطريق، الذي يقسم البيوت القديمة رمادية اللون، حمراء القرميد والنوافذ على جانبي الطريق،...
ذات صباح، عندما تنهضون من فُرشكم، تكتشفون أن قشرة طلاء الحياة بدأت في التصدع. تحملقون إلى عينوكم وكأنكم تتأملون وجه يائس وطاعن في السن.. يطل وجه الحقيقة الحزين الذي كان مغطى بالطلاء المتساقط من دورة المياه. تملأ كفوفكم رعشة قلق من الماضي لا يمكن أن تُخفي، والمعلوم أنها هي تلك قصص الهروب...
عندما جاء الحارسان الأبيض والأسود* قابضا الأرواح، وكبّلاني بالأصفاد بحيث غدوت أشبه المجرمين بالضبط، ثم أخذاني إلى قصر ملك الجحيم*، تفحصني الملك طويلاً، ثم قال بأسفٍ شديد: “أيها السيد جانغ، ما يزال لديك عشرين عاماً حتى تموت. ولكن، الأعباء التي تحملها ثقيلة للغاية، وستضغط عليك حتى تُعجل بموتك...
من بين ثماني طرق للانتحار ذكرها خاي زي في قصائده، اختار أن يلقي بنفسه أمام قطار منطقة شان خان قوان، حيث كان يترك بكين محل دراسته ليذهب إليها، ويجلس على القضبان الحديدية للتأمل أو يتمشى بجانبها. كان ذلك يوم السادس والعشرين من شهر مارس عام 1989، حينما كان عمره خمسة وعشرين عاماً. هذا الشاعر.. الذي...
جدي مُفكِّر يقدُّره الناس جميعاً، وكنت أحب أن أقرأ أعماله في صغري. وعندما تخرجت من المدرسة الثانوية، تقدمت على الفور لامتحانات القبول في الكليات الأدبية، حتى أصبح مثل جدي في المستقبل، مُفكِّراً. إلا أن جدي قطَّب حاجبيه قائلاً: “علامَ تريد أن تصبح مُفكِّراً؟ فلتتقدم لامتحانات الكليات العلمية، درس...
إلى أسين
بعد وقت طويل جداً حَلّ المساء. أدجن ليله بشكل غير عادي، وعميق، وداهم للغاية. أتذكر أننا مشينا تحت الأشجار لفترة وجيزة، ثم قفز الذين كانوا بصحبتي إلى الماء؛ فربما عدت إلى المنزل لذلك السبب. لا أدري، ولا أتذكر.
في البيت كرسي بذراعين أجلس عليه يومياً، لأتأمل جداراً متعرجاً غير مستو،...
عشتُ لوقت طويل دون حب، لم يكن بسبب وجود طقس مطير ولا لكونه فصل الخريف، لكن فقط لأنني كُنت قد تحررت من حب قديم، وعجزت عن بدء حب آخر جديد. كان الحب بالنسبة لي عادة قديمة. في وقت من الأوقات كان يتملكني فضول لمعرفة كيف يعيش إنسان بلا حب، وكيف يأكل، وكيف يتجول، وفيم يفكر. على كل حال فهذا الإنسان لا...
للشاعر البوليفي
إضاءة :
شاعر وروائي وصحفي. ولد في "ريبيرالطاRiberalta في سنة 1940.اشتغل محرراً بجريدة "حضورPresencia"التي كانت تصدر في :لاباثLa Paz".مارس نقد الفن عشر سنوات...
درس الحقوق والفلسفة في الجامعة العظمي ل"سان أندريسSan Andrés"بعاصمة بلاده بوليفيا؛ فأصبح أستاذاً لأدب...
في أحد الأيام، توقفت سيارة »فولجا» سوداء أمام منزل »زارا». كانت »زارا» تقف علي السلالم، حين حدث ذلك. فُتِح باب الـ»فولجا»، وظهرت منه قدمٌ مغطاة بجوربٍ لامع، ثم لامست الأرض. في البدء، خافت »زارا».. ما الذي يجعل »فولجا» سوداء تتوقف أمام بيتهم؟ لكنها سرعان ما تجاوزت خوفها حين ضربت أشعة الشمس...