رواية

نينتي مثلما تُصنع لأي قديسة في العالم أيقونة، يتسلم الرسامون ملامحها من جيل لآخر (وإن حرفوا قليلا في ملامحها وفقًا لأهوائهم) تعلق الأب يوحنا هنري بفكرة أن تكون لابنته (نينتي) هي الأخرى أيقونة. ومن ثَم، كان يتطلب هذا أن تصير أولا قديسة. لكن كيف؟! وهل تُغتصب القداسة أم نرتقي إليها؟ ولمَ لا...
(فى بلد تسمى “لاوند ” قامت ثورة فى اليوم نفسه التى حدثت فيه الثورة فى “مصرايم ” هنا ماجرى فى لاوند، وأي تشابه مع الواقع غير مقصود) ———————— إرتفعت ضحكاتهم وهم يتحدثون عما جري نهار هذا اليوم وحتى الثامنة مساء. كان نزار رزينا فى ضحكه كعادته بينما دوى صوت أحمد خشبة وكان يصفق بيديه، أما مصطفى فلم...
تجمد فور أن رآني أستوقفه ماداً إليه يدي. أخيراً، قال «ألا تزال، تبتسم، يا يوسف؟». عانقني خطفاً. ابتعد. قال «زمن». وهوى بنظرته إلى حافة الرصيف. بدأت أتأمّله. وجدتني لدهشتي لا أحمل شيئاً في داخلي تجاه ما بدر منه في تلك الأيام. رفع رأسه. كانت تمر فتاة. تابعها. عاد يتأمّلني. قلت «كانت رحلتي شاقة»...
لعام تقريباً، وحتى الآن، كان يلتقط صوراً للأشياء المهجورة. توجد مهمتان يومياً على الأقل، وأحياناً ما تصل ست أو سبع مهمات، وفي كل مرة يدخل مع رفاقه منزلاً آخر، تواجههم الأشياء، ما لا يعد ولا يحصى من الأشياء المُهمَلة تركتها العائلات المغادرة خلفها. غادر الغائبون جميعاً في عجلة، في عار، في ارتباك،...
أنا وحدي وهذا الليل مأزق تملك الخفافيش نصفه على الأقل.. لا مصابيح القراءة هادية لمعرفةٍ صغرى، ولا مرآة أصفف فيها ملامحي تعينني على هذه الحُلكة.. الكتابة ليست عادة الفراغ… الكتابة عادة الليل العصيب. هذا الصباح فشلت لساعة كاملة في إيقاف سيارة تُقِلني إلى الموقف العمومي...
أحيانا لا يُدفع كراء هذه الغرفة في نهاية الـشهر، أو نهاية الشهرين، كثيرا ما دفعت «غنو» عنا، اسم غنو لا يعجبها. تسمي نفسها جيجي. هي صديقتي ولا أعرف ما إذا كانت قد خانتني مع الثلاثة الآخرين. ولكن ذلك لا يمكن، لأن هناك احتراما معينا بيننا. عل الأقل هذا ما أشعر به عندما تراودي نفسي عن واحدة من نساء...
وقف يراقبهم من بعيد، يتأمل حركاتهم كيف يتدافعون بالأذرع . بعض الأذرع تتدافع والبعض الآخر يتأبّط حزمة من الصحف التي أعرض عنها القراء. سقطت بعض الصحف حول الخمرة المراقة مثل دم متخثّر. لكتها لم تلطّخ. جمعها صاحبها وتزاحم مع الاثنين الآخرين حول ثقب الأنبوب الذي يصب في الباخرة. كانت الباخرة فرنسية،...
كانت هناك، إلى جانب الطريق الـرئيس، من الطرف الآخر، عمارات من أربعة طوابق أغلب شبابيكها مغلقة، وهناك مساحات أخرى إما مستوية أو محفورة بـين شتى العمارات، نبتت فيها أعشاب قصيرة متوحشة، أو تكوّمت فيها أتربة من مخلفات الحفر. ومثل هذه العمارات المغلقة النوافذ أو التي لم يستكمل بناؤها والمنتشرة هنا...
كان الحزن يخيّم ذلك اليوم على المعسكر القائم عند طرف الغابة. حتى مورسيا كامبل الشابة الباسمة - اصغر طاقم الاستكشاف سناً - كانت تقبع صامتة. كانت تجلس على حافة احدى الصخور حاجبة اساريرها الجميلة بين راحتيها بعناد، غارقة في افكار بعيدة. كان الرجال والنساء ينتشرون بتراخ حول خيام المعسكر، جالسين تحت...
- الحلقة الثانية عشرة: أدخلني بين قلبك والروح لأعرف نفسي.. " أخبرني عنك، علمني أسرارك، فسر لي يا صاحب النظريات والقاريء المطلع، ما سر إنجذابي القاتل إليك؟. أبتعد عنك مصحوبة بألف سبب، فتعود نفسي إلى غرقٍ في بحر الشوق إليك دون سبب. أهرب من ضعفي أمامك فأركض أركض حتى حدود الدنيا فأجد نفسي في مدار...
«3» أذنا يوم الأربعاء «إنهما مثل القواقع التي تحبس في متاهتها الصدفية موسيقى البحر». هذا ما تخيله دون ريغوبيرتو. فقد كانت أذناه كبيرتين جداً ومرسومتين جيداً، وكلتاهما، وإن كانت اليسرى بصورة أساسية، تنزعان إلى الابتعاد عن رأسه في الأعلى وتنحني كل منهما ملتفة على نفسها، مصممتين على أن تحتكرا...
في محطة بوخارست أنتظر القطار الذي سيأخذني الي بودابست، رائحة عرق السوس وعطر الكولونيا وحفنة من الهرمونات ونساء بلهاوات يقطعن المسافة بيني وبين بائع التذاكر، عازف قيثار لا أحد يعبأ به، والرصيف مزحوم بالهامبرغر والصراخ والمحلات وبنطلونات الجينز وقمصان الهيلاهوب وغناء وتشويق وغرائب تنام علي مصاطب...
هل قرأت المرأة أفكاري ، وعرفت سرّي ، أشـكُّ أنّها تعرف شيئاً عمّا فعله الشيخ بي . أيكون الشيخ قد أخبرها بقصّتـي ؟ من غير المعقول أن يفشي الشيخ أمراً هو طرف فيه .. ولكن من المعقول أنّهُ سردَ عليها قصّةً شوّهني فيها . لقد صبرت طويلاً يا عنبر ابن سعيد ، صبرت . مَنْ يُطفئ النار التي في صدرِك ؟ ها قد...
عدتُ إلى سريري ورحتُ أقرأ قي (أخبار النساء)، وأرحلُ في البياض والسواد بغفواتٍ سريعة تختزلُ الماضي بكابوسٍ خانق، أو حلم سريع يتسربُ من بين أصابع الوقت. فتحتُ عيني فوجدتُ إستا تجلسُ عند حافة السرير، تنظر إليّ بفضول كأنها تنتظر مني أن أبوحَ لها بما أفكرُ فيه الآن أو بما مرّ بي في غفوتي. وحينما لم...
الفصل الأول تنبيه منعت الطبعة الأولى من هذه الرواية من التداول في تونس . كما لم تتحصل دار النشر التونسية التي أنجزت الطبعة الثانية من هذه الرواية - منذ سنة 2004 - على صك ترويجها للعموم. وأنا، وعلى شاكلة التنبيه الذي يدمغ الأفلام الإباحية أنصح كل من يأنس في نفسه ميلا إلى العادات الحميدة والأخلاق...
أعلى