رواية

بدأ الحب يُشيّد أركان روحٍ تهالكت يوماً، و يتأبط السعادة ليدلف جدران كيانه الذي ظنّ بأنه تفحّم و ترمد، لم يكن من شيء يشوب سعادته إلا الذكريات الموجعة ، و خيال أحمد الذي لا يفارقه، و انحناء رأس أبيه ذلّاً و فقراً، و قهر أمه التي تقضي الساعات تناجي الحضور اللامرئي لولدها الشهيد. نمشي و نمشي و نتعب...
صدرت مؤخراً عن دار أوراق للنشر- القاهرة- 2018الرواية الثانية للكاتب السوري إبراهيم اليوسف بعنوان" شنكالنامه" و"شنكال" الاسم الكردي لسنجار التي تعرضت لغزو داعش في العام 2014، لتكون هذه الرواية إحدى السرديات التي قاربت لحظة ما من آلام السبايا الإيزيديات اللواتي انتهكت أعراضهن، أمام أعين العالم...
يبرك خائراً في بركة السرير، ضائعاً في دوامة القصة. يحاول إيجاد ما يفسر وضعه الصعب.. يستميت استماتة غريق في يمٍ. يتشبث مستنجداً من غور الماء، بذراته العصية، شأن جسدها القريب.. المستحيل. ـ ما الحب.. يا رب المحبة؟!. ـ أيكون ليس غير وهمٍ.. يصبغه المحب مثل غشاوة على كيان المحبوب؟!. هدفٌ...
الممرضة الثائرة: والتي طبعت بالمغرب سنة 1952 ، وتدور أحداثها بمنطقة المنيعة ، وتحكي قصة ابنة جنرال فرنسي ، رفضت الظلم الممارس من طرف الاستعمار الفرنسي ضد الجزائريين وانضمت للثوار لتقاوم الظلم معهم .
باغته وجهها المذهل حال دخولهم الغرفة.. كانت تجلس في الركن المواجه للباب لامةً ساقيها تحت كتلتها وتخالس النظر وكأنها خجلة من الحضور. الغرفة تضيق بالمائدة الطويلة المصفوفة عليها أطباق من مختلف أنواع اللحوم المشوية والفواكه والخضر والخمرة.. أفسحوا له الطريق مرحبين.. خطا مقتربًا من جلستها. ارتعد لما...
ما كنت واثقا منه إلى درجة اليقين الذي لا يعتريه شك هو أنني كنت تافها، وتحت شمس مدينة "المرس" الصغيرة التي لا تغيب أبدا عن مخيلتي ثمة من كان يعاديني على ذلك كون أنني كنت في اعتقادهم خبزا سهلا على طبق خفيض لا أبحث عن أي شيء و لا أطمح إلى أي شيء و هذه رواية أخرى، و صادفتُ جماعة و صرت أدين لها و...
إغتصابي الأول كان بالأصابع على باب الفرن, حتى اللحظة لم يصدقني أحد. حتى ذاك الذي ما زلت أنتظر منه لو كلمة مرحبا.. لم يصدق ذلك. لم يكن بإمكانه أن يصدق الحكاية, إلا على مضض. ـ بالأصابع ؟ ـ على باب الفرن؟ هذه ضريبة الخبز هنا.. ها أنا عارية..عارية تماما أحدهم يتشمم رائحة كيلوتي. ثم يبصق على ما بين...
قرية بن السيد: تسميتها نسبة لشيخ زاهد متجول عبر البلاد الاسلامية، عَمَر في اقاليم عدة.بعد ان توفيت زوجته، تركت له ابنا صغيرا تحمل تربيته. آثر مرافقته معه اينما حل وارتحل، مؤمنا بقضاء الله وقدره ورعايته له ولابنه.شيخنا هذا حافظ للقرآن ومتفقه في الدين،ورع،قانع من ملذات الدنيا، محب للعبادة...
«ما تعمل لنا شاي يا جرجس». «دلوقت يا ريس؟». «وماله؟». «ده النهار قرب يطلع!». «قوم يا أخي. قوم اعمل الشاي وتعالى استلم الدرج». «كويس إنك فاكر. أنا قلت إنك نسيت». «نسيت إيه وافتركت إيه يا جرجس؟ هو عهدة؟» «مش قصدي». «أمال إيه بس؟» وضع سيجارته القصيرة السوداء بين شفتيه الممتلئتين. كان العم جرجس قد...
بلاد الخوف فلأمت، أنا ابن الخوف، ليرضى الأب و… ليعش الرئيس إلى الأبد *** الخوف، مرة أخرى الخوف. دخلت المطبخ، أيضاً كان الطعام قد احترق. بدأت رائحة الطعام المحترق تتغلغل إلى روحي. كأن الجن يعيشون معي، وقبل أن أصل إلى المطبخ، يعمدون إلى حرق الطعام. تركت كل شيء في مكانه واتجهت إلى غرفتي جائعاً...
كان العمل الدؤوب والجرأة ديدنَ حياتي. وشعاري عبارةُ بوذا التي قالها وهو على فراش الموت: "لِتكنْ ذواتُكم مصابيحكم. لا تعتمدوا إلا على أنوارها". وأختُها، إنجيلُ العصاميين، التي قرأتُها في مكانٍ ما، لم أعد أتذكّره: "لا تضيء طريقَكَ إلا نارُ الجرأة التي تشتعلُ بين جوانحك". وابنةُ عمّها النيتشاوية...
عن وقائع حقيقية للكتيبة 18 مشاه خلال حرب أكتوبر والسنوات التالية في القطاع الأوسط من الجبهة. ……… إهداء إلى شادي وهيثم ومحمد . كان لا بد أن أجلس معكم . أحملكم بين ذراعي لكن وجوه المحاربين المرهقة اختطفتني . فرحت أستعيد ملامحها, وأنصت لحديث لم تبح به الشفاه . ……… تلك الأيام المليئة بالعزة...
عندما جئت للمرة الأخيرة من روما، بعد أكملت دراستي هنا، أصر صديقي على أن يضع في يدي رسالة عاجلة، رغم أنه سيتبعني عائدا إلى عمّان بعد عدة أيام. لم يدع لي مجالا للتساؤل. قال: اريدك أن تسلمني هذه الرسالة في عمان. سأجرب أن أبعث -لأول مرة- برسالة الى نفسي. اريد ان اختبر الفرقربين شعوري بما اكتبه هنا...
رد حاج النور على مناداتي له بالشيخ ضاحكا: إنت الشيخ مش أنا، قالوا من ما كنت صغير، كنت بتتنبأ للناس بمستقبل حياتهم، وبتساعد العشّاق لتذليل المشاكل التي تعترض طريق زواجهم! إبتسمت لفكرة أن يتنبأ بالمستقبل من لا يستطيع حتى تلمس موضع قدمه في اللحظة نفسها، من جرّده الموت من كل ما حوله، دون حتى ان...
عشقٌ يتطاولُ كالعمر البعيد تضخّم النور في مسار الفجر، وتحت غصنٍ شديد الاعوجاج يقطر من رأسه زيت شفّاف اللون، ثقيل اللزوجة، تجلس الكاهنة خندريس القرفصاء وهي تدفع أناملها في رأس عاشقها القتيل وتُلاحق قمل شعره يميناً و يساراً. تنحني أكثر عليه وتزجّ بالقمل في الناحيتين، تنحني أكثر حتى تتكوّر لتنزّ...
أعلى