حكايات

الشاب الشجاع الوسيم جميل المحيا من أهل بادية الشام، أيقظ في نفسها الإحساس بسحر الشرق، شاهدته يتحوّل إلى مارد، يخوض بين الجموع، لا يرهب رجال القبيلة الأشدّاء ولا بنادقهم المصوّبة نحوه، لا يتركهم حتى يتراجعوا معلنين فشلهم في اختطافها هي الليدي الأنجليزية الثرية، ذات الحسن والجمال والقدّ والاعتدال،...
كان هناك الدمّ الذي يسيل من فتحة الباب، ودقات القلب التي تكاد تخرج به من قفصه الصدري، وتلك الرائحة المزعجة التي لم يقو الباب على صدّها. أحسّ بالدوران وأخذ جسمه بالتلاشي شيئاً فشيئاً، فارتمى على الأرض، كما لو أن عاصفة هوجاء ألقت به من شاهق. «الله أكبر لو حدث ما حذّرت منه الزوجة الطيبة». حاول...
لم أتلق دروسا مباشرة علي يدي فاطمة موسي, رحمها الله, فقد كانت أستاذا مرموقا في قسم اللغة الإنجليزية في الوقت الذي تخرجت في قسم اللغة العربية بآداب القاهرة. ولم أكن تعرفت عليها حين قرأت كتابها بين أدبين الذي صدر في عام تخرجي سنة1965. وقد أتاح لي أستاذاي الراحلان عبد العزيز الأهواني وعبد المحسن طه...
تابع الفصل السادس - عاداتهم كثيراً ما يلجأ الأب والأقارب الفقراء إلى التخلص من الطفل الذي ماتت أمه ولم يفطم عندما لا يستطيعون الحصول على ظئر له. وقد يوضع الطفل أحياناً على باب المسجد ساعة صلاة الجمعة، فيحدث عادة أن تأخذ الشفقة بعض المصلين عند خروجه من المسجد فيحمله إلى منزله حيث ينشأ في أسرته...
فـلا أُقسمُ بالمـدينـة الظـّامئـة ولا أُقْسم بشمـسِ الزّمان الحارقة ولكـنْ بوجوه المقهورين الكالحَة ورائحة الأجساد المُتقـرّحَة.. أقسم إنّ المدينة غادرة والزّمانَ فاسدٌ والأمكنة َمتقيّحَة.. أقسِم إنّ الصّدقَ كذبٌ والكذبَ سيّدُ المَحافِل، أقسم إنّ القلبَ حجـرٌ والنـّجيعَ في المَدامِع، وهذا الوجهَ...
لقد ترعرت بالقرب من مقبرة .. حيث الخربة المحيطة بها و من آلاف السنين الفارطة ,, و حيث أيضا طفت روحها الغامضة .. وهنا كبرت و عاشت طفولتها بين الأطلال الرومانية ووسط الركام و الغبار وهي لا تعلم شيئا عن عظمة المكان الكئيب فهي رهينة القضاء و القدر.. ؟إ.. غريبة بحزنها بين كل فتيات قبيلتها كونها...
كان في انتظارنا أمام الفندق عربة "كارو" فخمة، يجرها حصان أشهب تتدلى على صدره قلادات نحاسية، بعضها فضي، وأجراس ونواقيس صغيرة صفراء اللون، و"عثكال" من ريش الطاووس أو النعام فوق رأسه وما بين أذنيه، مرفوع بأبهة. كان الحصان رائعاً، يشبه حصان الإمام أحمد (الرعد) المشهور الذي كان يصول به ويجول وسيفه...
وجاءت تلك السّاعة، التي قررت فيها مغادرة "الوطن" حين كبرنا، وقعنا في الفخّ. لم نجد “الوطن”، الذي قرأنا عنه في المدرسة وسمعنا عنه في الإذاعة والتلفزيون. وجدنا أنفسنا في سجن واسع اسمه “وطن”، مُسيّج بالأكاذيب والشّعارات الفضفاضة. وجدنا أنفسنا في “وطن” لم نختره، بل وجدنا فيه أنفسنا صدفة...
ومما يحكى أن أمير المؤمنين هارون الرشيد أرق ليلة من الليالي وتعذر عليه النوم ولم يزل ينقلب من جنب إلى جنب لشدة أرقه فلما أعياه ذلك أحضر مسروراً وقال: يا مسرور انظر إلى من يسليني على هذا الأرق فقال له: يا مولاي هل لك أن تدخل البستان الذي في الدار وتتفرج على ما فيه من الأزهار وتنظر إلى الكواكب...
أعلى